الإجهاد ينادي الشيب مبكرا

دراسة سعودية تثبت أن هرمون التوتر الكورتيزول أو أدوية الصحة العقلية يمكن أن تسبب التهابا ضارا في فروة الرأس.

الرياض - تقول دراسات سعودية جديدة نشرتها مجلة الأمراض الجلدية التجميلية، إن الإجهاد يمكن أن يضاعف من احتمالات ظهور الشعر الرمادي قبل سن الثلاثين، مشيرة الى أن الأسباب غير واضحة، لكن هرمون التوتر الكورتيزول أو أدوية الصحة العقلية يمكن أن تسبب التهابا ضارا في فروة الرأس.

ويظهر الشيب بشكل طبيعي في مرحلة الشيخوخة كما يمكن أن يظهر أيضا في السنوات الاولى من الشباب نتيجة لعوامل مختلفة تسبب فقدان الشعر للونه الأصلي. ورغم الانجازات التي حققها الطب يبقى الصلع والشيب كابوسا يؤرق النساء والرجال على السواء مع بدء تقدمهم في السن أو حتى قبل ذلك، وتقدم شركات دواء علاجات تخفف من حدة المشكل وأحيانا بلا أي أثر.

ويبدو أن القلق والاكتئاب يتداخلان مع بصيلات الشعر أكثر من العوامل الأخرى، بما في ذلك التدخين والنظام الغذائي وممارسة الرياضة، وتشير الأرقام إلى أن الكثيرين يتحول شعرهم إلى اللون الرمادي بحلول سن الخمسين، فيما يبدأ ظهور الشيب عند الملايين قبل سنوات أو حتى عقود من هذا السن.

وقام فريق من جامعة الملك سعود بمقارنة معدلات الشيب بين 1193 شخصا تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما عن طريق استطلاع عبر الإنترنت أجري بين يوليو/تموز 2023 وفبراير/آذار 2024 في السعودية. وتوصّل الباحثون إلى أن نصف المشاركين اكتسبوا شعرة رمادية واحدة على الأقل في العشرينات من العمر، في حين أشار واحد من كل ثمانية إلى أن لديهم أكثر من 100 شعرة رمادية.

ووجد الفريق أن القلق زاد من احتمال ظهور الشيب بمقدار 2.24 مرة، بينما زاد الاكتئاب من ذلك بمقدار 2.56 مرة. وكان التاريخ العائلي هو العامل الأكبر وراء ظهور الشعر الأبيض مبكرا، كما توصلوا الى أن التدخين يؤدي إلى خطر مضاعف تقريبا، لكن النظام الغذائي الجيد يمكن أن يقلص هذا الخطر بنسبة 32 بالمئة.

القلق زاد من احتمال ظهور الشيب بمقدار 2.24 مرة، بينما زاد الاكتئاب من ذلك بمقدار 2.56 مرة

وقال مؤلف الدراسة تركي البنهار "إن التغييرات في نمط الحياة مثل الإقلاع عن التدخين واتباع نظام غذائي متوازن وإدارة التوتر يمكن أن تساعد في التخفيف من المخاطر".

وبقيت صحة الأدلة القصصية التي تشير الى أن الشيب المبكر يمكن أن يكون سببه التوتر الشديد، من عدمها أمورا غير مفهومة على نطاق واسع، إلى أن كشف علماء في جامعة هارفارد بعد دراسة على الفئران أن الأمر يرجع إلى الجهاز العصبي الودي وهو المسؤول عن تفعيل استجابة ما يسمى "المواجهة أو الهروب" عند التعرض للخطر.

وكانت الباحثة الأميركية ياتشيه سو وبروفيسورة الخلايا الجذعية وعلم الأحياء التجديدي في الجامعة هارفارد قد قالت إن "تحت الضغط، تصبح أعصابنا الودية نشطة للغاية ومن المفترض أن يكون تنشيط الجهاز العصبي الودي تحت الضغط أمرا جيدا".

وأوضحت أن "تفعيل جهاز الأعصاب الودية يؤدي إلى استجابة المواجهة أو الهروب من خلال الناقلين العصبيين أو ما يعرف بالنورادرينالين وهذا الأخير "يسرع دقات قلبنا ويسمح لنا بالرد بسرعة على الخطر دون الحاجة إلى التفكير في الأمر وهو نفسه الذي يظهر أنه ضار للخلايا الجذعية الصباغية على مستوى عالٍ، ويؤدي إلى فقدانها".