
'سفر عاطفي' بين ثنايا معرض الفنان محمود عمامو
تونس - افتتح الفنان التشكيلي التونسي محمود عمامو يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024 معرضه الشخصي بفضاء الهادي التركي للثقافة والفنون ويتواصل إلى غاية 1 نوفمبر/تشرين الثاني، في فسحة هي بمثابة السفر العاطفي حيث عوالم الفنان المعبرة عن أحواله وهواجسه واعتمالات دواخله الأمارة بالرسم والتلوين.
وازدان الفضاء الثقافي والفني الأنيق بمجموعة من أعمال عمامو الذي فتح للزائرين معرضه على أكوان من التشكيل والتلوين بمثابة الترجمان لأحاسيس شتى بثها في لوحاته وهو يرسل العبارة في النظر والتقبل، مشيرا إلى خبراته الجمالية والفنية وهو الذي نوّع من مشاركاته عبر المعارض الشخصية والجماعية.
وتابع كل من زار الفضاء من فنانين تشكيليين ونقاد وأحباء الابداع التشكيلي للفنان وهو يبحر في هذه الأحوال ومعها وبها وضمنها، لافتا بشغف لا يضاهى إلى ممكنات التلوين، حيث يقول حيزا من شواسعه وهو يحاور القماشة وعناصر فيها تبرز قابلية للقول بالرسم والتلوين مجالي خيال وابتكار في هذا البحر العاتية أمواجه من الفن الذي مر به منذ القدم محاولون ومبدعون ومحبون ومتمرسون وعشاق ديدنهم البوح بما في الأعماق ورغبة في الامساك بلحظات امتاع ظلت بعض آثارها الى الآن من العلامات والشواهد في تاريخ الفن وفق اتجاهات وتيارات ومدارس، وبما في بعضها من عفوية التعاطي ودلالات ورموز هي عين العصارة للتجربة وثمارها الجمالية واشراقاتها اليانعة.

وها هو الفن في زواياه المتعددة حيث يعي الفنان شيئا من هذه اللعبة الفنية التي تتلبس به فيمضي معها بالمهج والعواطف والعواصف والأحاسيس حوارا وسؤالا ونظرا مفتوحا أمام العناصر والأشياء.
وهنا وفي سياق التجربة نمضي مع تجربة محمود عمامو في معرضه، حيث تخير الفنان عالمه المشكل للوحاته وفق رؤيته لجمالية بها عفوية واعية تبرز مفردتها الفنية وكأنها في تصميم متقصد يحيل الى ذلك العالم الساحر من احتشاد الذاكرة الحسية عبر فيض الأحاسيس لتبدو اللوحة في وحدة متكاملة عناصر القراءة حركة ولونا ومساحة قائلة بالوجد وما به من باطن الفنان من عواطف شتى.

وفي هذه الأعمال رغبات للارتجال تلائم مع ما يفضي إليه العمل الفني في سياق من الانسيابية تلوينا وموضوعا، وهذا ضرب من الخروج عن مألوف الايقاع الباطني لسياقات معيشة من قبل الفنان، فكأنه يرجو اللامنتظر واللامتوقع فقط ما هو منسجم مع احساسه العميق وبطريقته هو فقط. إنه الانسياب للذات تفعل فعلها العميق بعيدا عن بهرج اليومي والآخرين، وإنه الانصات لإيقاع مخصوص وهو إيقاع الدواخل بأحاسيسها المتحركة والمتراكمة والعميقة وقد حفرت في ذات الفنان حكاياتها وسردياتها المختلفة. وها هو الفنان ينصت إليها ويحاورها قولا بلذتها وجمالها، لذة الفن وجمال لوحات مختلفة في هذا المعرض معبرة ودالة على عوالم عمامو بما فيها من موسيقى بينة وهدوء ضاج وسردية ملونة هي عين بوحه وشجنه وبهجته وقوله الدفين وكل ما نسميه الأحاسيس التي عثر عليها في ذاته وبثها بدلال الفن واللون على مساحات القماشة.
معرض وتجربة وذهاب آخر من قبل الفنان محمود عمامو للتجريب تفاعلا مع دواخله وبنزعة فيها من الشاعرية الكثير سفر من عواطف شتى وسردية تشكيلية بها حساسية فائقة حيث التواصل مع الجمهور ومحبي الفن ضمن هذا المعرض الجديد.