جهاز مرن يعوّض المكفوفين بحاسة لمس عن بعد
واشنطن - طوّر فريق من المهندسين بقيادة جامعة نورث وسترن الأميركية جهازاً قابلاً للارتداء يحاكي حاسة اللمس، ويهدف إلى مساعدة الأشخاص من ذوي الإعاقة البصرية ومستخدمي الأطراف الاصطناعية على تجنب العقبات وتحديد الأشكال والأبعاد والمسافات، ما يسهل تنقلهم ويقلل احتمالية تعرضهم للإصابات.
وأوضح الباحثون في دراسة نشرت في في دورية "نيتشر" أن هذا الجهاز الرقيق والمرن يلتصق بالجلد بلطف ليمنح المستخدمين تجربة حسية واقعية وشاملة، إذ تتيح حاسة اللمس للمكفوفين رؤية الأشياء بوسيلة بديلة والتفاعل مع محيطهم وتزيد شعورهم بالاستقلالية والأمان.
أما مستخدمو الأطراف الاصطناعية فإن استعادة الإحساس باللمس تمكّنهم من التحكم الدقيق في حركاتهم والتفاعل بشكل طبيعي مع الأشياء، ما يسهم في تحسين جودة حياتهم وجعل المهام اليومية أكثر سهولة وواقعية.
ويؤكّد فريق المهندسين أن هذا الجهاز من أحدث الابتكارات في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء، إذ يعتمد على شبكة من محركات اهتزازية صغيرة توضَع على الجلد لنقل الإحساس باللمس.
الجهاز من أحدث الابتكارات في مجال التكنولوجيا القابلة للارتداء
ويحتوي الجهاز على شبكة سداسية مكونة من 19 مشغلاً مغناطيسياً محاطاً بمادة سيليكون مرنة تتلقى إشارات من محيط المستخدم عبر تقنية البلوتوث المتصلة بالهاتف الذكي. ويمكن لهذه التقنية تحويل المعلومات البصرية إلى إشارات حسية تنقل للجلد. كما يقوم بتوليد مجموعة متنوعة من الأحاسيس عبر تشغيل المحركات المغناطيسية الصغيرة التي تضغط وتهتز وتلتوي لتمنح الجلد إحساساً متعدداً مما يتيح للمستخدم الشعور بالإحساس تبعاً لطبيعة المعلومات المحيطة.
وفي تجارب أُجريت على مستخدمين مكفوفين معصوبي الأعين، أظهر الجهاز فاعليته في مساعدة الأشخاص على تجنب العقبات وتعديل توازنهم بناءً على الإشارات الحسية المنقولة إلى الجلد.
وصُمم هذا الجهاز ليكون موفراً للطاقة، حيث يخزن الطاقة ميكانيكياً في الجلد عند الضغط ويستعيدها أثناء الاستخدام، مما يتيح تشغيل الجهاز لفترات أطول باستخدام بطارية صغيرة.
ورغم ملاءمته لتطبيقات الألعاب والواقع الافتراضي، يسعى الباحثون إلى توسيع استخدامه في مجال الرعاية الصحية لدعم المكفوفين وتمكين مستخدمي الأطراف الاصطناعية من التفاعل الحسي الفعّال مع بيئتهم.