شهيق وزفير يكفيان لفضح سرطان الرئة
واشنطن – لن يكون على المشتبه بإصابتهم بسرطان الرئة قريبا الخضوع لعملية شبه جراحية لاخذ خزعة، بل قد يكفي مجرد التنفس لرصد اصابتهم من عدمها بالمرض الخبيث وذلك بفضل جهاز جديد ابتكره باحثون صينيون.
وأظهرت تجربة صغيرة باستخدام نموذج أولي لهذا الجهاز الذي طوره باحثين من جامعة تشجيانغ في الصين أنه قادر على التمييز بدقة بين ثمانية أشخاص أصحاء وخمسة مصابين بسرطان الرئة.
ويعتمد الجهاز في عمله على اكتشاف مركب "الإيزوبرين" الذي تُعدّ مستوياته المنخفضة مؤشراً محتملاً لسرطان الرئة.
لكن هذا التغير الطفيف في مستويات الإيزوبرين يصعب قياسه بدقة، وهنا يأتي دور هذا الابتكار.
وكما هي الحال مع معظم أنواع السرطان، كلما جرى اكتشاف سرطان الرئة في وقت مبكر زادت فرص علاجه بشكل فعال، وهناك إمكانية لطريقة بسيطة وبأسعار معقولة وسريعة وغير جراحية للتحقق من المرض.
يُعد سرطان الرئة السبب الرئيس للوفيات المرتبطة بالسرطان على مستوى العالم، وغالباً ما يُكتشف المرض في مراحل متأخرة، ما يقلل من فاعلية العلاجات؛ ما يجعل هذا النوع من الدراسات ذا أهمية خاصة.
اكتشاف سرطان الرئة في وقت مبكر
وتمكّن الباحثون من تحقيق الحساسية اللازمة في جهاز الاستشعار الخاص بهم باستخدام رقائق نانوية مكونة من مزيج من البلاتين، والإنديوم، والنيكل، والأكسجين. وعندما يتفاعل الإيزوبرين مع هذه الرقائق، يتسبب في إطلاق إلكترونات يُمكن قياسها بدقة.
تستطيع هذه الرقائق الكشف عن مستويات إيزوبرين تصل إلى 2 جزء في البليون، وهو تحسّن كبير مقارنةً بالتقنيات الحالية. ووفقاً للتجربة، كانت مستويات الإيزوبرين لدى المرضى الخمسة أقل من 40 جزءاً في البليون، بينما تجاوزت 60 جزءاً في البليون لدى الأفراد الأصحاء.
ما يميّز هذا الجهاز هو قدرته على التعرف على الإيزوبرين تحديداً وسط مجموعة من المركبات الكيميائية، كما يعمل بكفاءة حتى في الظروف الرطبة؛ ما يجعله ملائِماً للاستخدام في كشف سرطان الرئة عبر التنفس. إلا أن الباحثين يؤكدون أن هناك الكثير من العمل المطلوب قبل طرحه للاستخدام التجاري.
وكتب الباحثون في ورقتهم المنشورة: "إن عملنا لا يوفر فقط اختراقاً في فحص السرطان منخفض التكلفة وغير الجراحي من خلال تحليل التنفس، بل يعمل أيضاً على تطوير التصميم العقلاني لمواد استشعار الغاز المتطورة".
وأضافوا في ورقتهم البحثية "إن استهداف السوق الكبيرة لتشخيص سرطان الرئة، والتسويق التجاري المستقبلي للتكنولوجيا يتطلبان بحثاً مستمراً عن مواد الاستشعار، والعلاقة الدقيقة بين إيزوبرين التنفس وسرطان الرئة، وخوارزميات تحليل البيانات، وتقنيات التكامل مع الأجهزة المحمولة".