رأي إسرائيلي: إيلون ماسك رئيس الظل في أميركا
القدس - رأى كاتب في موقع واي نت نيوز العبري التابع لصحيفة يديعوت أحرنوت، تسيبى شميلوفيتز في مقال رأي أن قطب الأعمال مالك منصة 'اكس' ايلون ماسك الذي كلفه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بقيادة لجنة حكومية مستحدثة في صلب وزارة الدفاع (البنتاغون) لترشيد الإنفاق، سيكون له تأثير كبير على الكثير من القرارات.
وذهب كاتب المقال إلى ابعد من ذلك حين أشار وصفا إلى أن ماسك سيكون هو رئيس الظل في الولايات المتحدة وأنه يملك من التأثير ما يكفي لتوجيه واتخاذ قرارات حاسمة.
واستهل مقاله بالحديث عن اللقاء بين ماسك والسفير الإيراني لدى الأمم المتحدة قائلا "لقد كان اللقاء الذي ينفي الإيرانيون حدوثه، مثيرا للدهشة حقا. ولكن هذا اللقاء لا ينبغي أن يكون مفاجئا، ليس عندما يتعلق الأمر بخطط دونالد ترامب وبالتأكيد ليس عندما يتعلق الأمر بقوة ونفوذ أغنى رجل في العالم على الرئيس القادم للولايات المتحدة. لقد عمل ماسك بجد واستثمر موارده لمساعدة ترامب على الفوز ولا شيء يأتي بالمجان".
وتابع "عندما اشترى ماسك تويتر (منصة اكس حاليا) قبل عامين مقابل مبلغ باهظ بلغ 44 مليار دولار، بدا الأمر وكأنه نزوة أخرى لرجل لا يملك أكثر من المال سوى النرجسية والعدمية".
وأضاف شميلوفيتز "من المشكوك فيه للغاية أنه كان يخطط لاستخدام هذه المنصة ليصبح المواطن الخاص الأكثر نفوذا في تاريخ السياسة الأميركية. وحتى لو كان قد خطط لهذا، فمن غير المؤكد أنه كان يعتقد أنه سيكون فعالا إلى هذا الحد وكانت علاقته بترامب في ذلك الوقت باردة للغاية".
واعتبر أنه عندما اختار ترامب جيه دي فانس نائبا له، كان من الواضح أنه كان يحرك الكثير من الخيوط. بدون ضغوط ماسك وملياردير مؤثر آخر هو بيتر ثيل، لم يكن ترامب ليختار شخصا أطلق عليه قبل بضع سنوات فقط لقب 'هتلر الأميركي'.
وجاء في مقال الرأي بموقع واي نت أيضا أنه "في وقت لاحق، استثمر ماسك عشرات الملايين من الدولارات في حملة ترامب. وبذلك، أتم أكبر صفقة في حياته: بما أنه لم يولد في الولايات المتحدة، لم يكن بوسعه الترشح للرئاسة، لكنه كان لديه ما يكفي من المال لشراء المنصب".
وأشار إلى أنه خلال الأسبوعين اللذين مرا منذ الانتخابات، لم يتحرك إيلون ماسك من جانب ترامب تقريبا. جلس ماسك بجانب ترامب في كل اجتماع عقده، ولم يحدث أي موعد دون موافقة ماسك والحقيقة الأكثر أهمية هي أنه شارك في المحادثات الأولى التي أجراها الرئيس المنتخب مع زعماء أجانب، بما في ذلك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مضيفا أن ماسك قريب جدا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من ناحية وبصفته مالكا لأقمار ستارلينك، فهو يحمل حرفيا مفاتيح قدرات الاتصالات للجيش الأوكراني.
ومن غير الواضح أيضا ماذا طلب ترامب من ماسك لينقله إلى سفير إيران لدى الأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة اتخذت خطوة كبيرة في الانتخابات الأخيرة نحو التحول إلى حكم الأقلية، حيث يمتلك ملياردير غير منتخب ما يكفي من المال ليصبح رئيسا في الظل، في إشارة الى مالك منصة اكس.
وقال شميلوفيتز "لقد خلق ترامب وماسك شراكة تجارية وانتهازية ولا يملكان أي مبادئ ويحتقران الديمقراطية. وإذا كان السبيل إلى الحد من التوترات مع إيران بشكل تجميلي، وهو السبيل الذي لن يحل أي مشكلة حقيقية، هو من خلال شراكة إيرانية مع سبيس إكس أو بناء برج ترامب في طهران، فلماذا لا؟".
وخلص إلى أنه في إحدى حفلات العشاء في منتجع مار إيه لاغو الأسبوع الماضي (مقر ترامب في فلوريدا)، دخل ماسك غرفة الطعام بعد الرئيس المنتخب. ووقف الحاضرون على أقدامهم وصفقوا له بنفس الشدة التي استقبلوا بها ترامب قبل 30 دقيقة. وتعتمد هذه الشراكة برمتها على السؤال حول مدى قدرة غرور ترامب الهش على تحمل المزيد من المشاهد مثل هذا، واتضح أن المستقبل القريب للعالم معلق أيضا في الميزان.