غراهام في الشرق الأوسط لإنعاش جهود التطبيع بين السعودية واسرائيل

حليف ترامب ليندسي غراهام قلق إزاء التقدم الذي أحرزته إيران في مجال القدرة النووية ويسعى للتوصل إلى اتفاق التطبيع في أقرب وقت.

القدس – يأمل السيناتور الجمهوري الأمريكي ليندسي غراهام في إعادة بدء المفاوضات بشأن اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، ويقول إن إقامة علاقات بين البلدين أمر حيوي لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية.
وبحسب موقع "واي نت" العبري، وصل الحليف المقرب للرئيس المنتخب دونالد ترامب، إلى إسرائيل لإجراء محادثات مع المسؤولين. ويعتزم السفر إلى السعودية في وقت لاحق كجزء من جولته في المنطقة، ويسعى للتوصل إلى اتفاق التطبيع حتى قبل تولي ترامب منصبه، لضمان أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ لإقرار اتفاقية الدفاع الأميركية السعودية.

ومن المتوقع أن يسافر غراهام إلى الرياض بعد اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين.
ويطرح متابعون تساؤلات حول العرض الذي سيقدمه السيناتور الأميركي للسعودية لإقناعه بالموافقة على التطبيع، بعد أن أعرب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في سبتمبر الماضي عن رفض المملكة إقامة علاقاتها مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية، منددا في الوقت نفسه بـ"جرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني".
 ولم تنجح إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مساعيها للتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، الأمر الذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة، حيث أصرت الرياض على أن الاعتراف بإسرائيل مرتبط بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية والحصول على ضمانات أمنية من واشنطن، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعارض علنا إقامة دولة فلسطينية.

والتقى غراهام مع وزير الدفاع السابق يوآف غالانت وناقش الاثنان التهديد من إيران والتطبيع مع الرياض. وقال غالانت "كان لقاءً مهمًا. ليندسي غراهم صديق حقيقي ومؤيد متحمس لإسرائيل يبذل الكثير من الجهود لتعزيز موقف إسرائيل الإقليمي ودعم أمنها وسط التهديدات من إيران في المقام الأول. ناقشنا الحاجة الحيوية لاستغلال نافذة الفرصة القصيرة التي فُتحت للتوصل إلى اتفاقيات من شأنها تعزيز إسرائيل وإضعاف إيران والمساعدة في الوصول إلى مسار يتيح إعادة الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة".

ومن شأن تطبيع العلاقات الإسرائيلية السعودية أن يوسع ما يعرف بـ"اتفاقيات إبراهيم" التي تم إبرامها عندما كان ترامب في منصبه. وأدت الاتفاقيات إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب والسودان.

وكان غراهام قد التقى في وقت سابق نتنياهو. وأعرب عن قلقه إزاء التقدم الذي أحرزته إيران في مجال القدرة النووية، وقال لرئيس الوزراء "افعل كل ما بوسعك لمنع الإيرانيين من الحصول على أسلحة نووية"، حسبما أفاد مكتب نتنياهو بعد الاجتماع.

وكانت بوادر التقارب بين إسرائيل والسعودية لاحت في الأفق قبل نحو عام عندما صرح ولي العهد بأن التطبيع بين الرياض وتل أبيب "يقترب كل يوم أكثر فأكثر". كما أكد نتنياهو حينها من على منبر الأمم المتحدة أن بلاده على "عتبة" إقامة علاقات مع السعودية، لكن رفض الخير لحل الدولتين الذي تصر عليه المملكة حال دون التوصل الى اتفاق.

وقال ولي العهد السعودي، متوجها لمجلس الأمم المتحدة "تتصدر القضية الفلسطينية اهتمام بلادكم، ونجدد رفض المملكة وإدانتها الشديدة لجرائم سلطة الاحتلال الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، متجاهلة القانون الدولي والإنساني في فصل جديد ومرير من المعاناة".

وأضاف "لن تتوقف المملكة عن عملها الدؤوب، في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ونؤكد أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من دون ذلك".

وتوجه ولي العهد في ختام كلمته "بالشكر إلى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية تجسيدا للشرعية الدولية، ونحث باقي الدول على القيام بخطوات مماثلة".

وقال المحلل السياسي السعودي سليمان العقيلي لوكالة الأنباء الفرنسية تعليقا على خطاب ولي العهد إن "مواقف نتنياهو المتطرفة والمتشددة وغير المسؤولة خلال الحرب في غزة هي التي جعلت الأمير محمد يصل إلى هذا القرار الحازم". وأضاف أن "موقف المملكة الثابت منذ فترة طويلة يربط أي تقدم في العلاقات مع إسرائيل بحصول الفلسطينيين على حقهم في دولة مستقلة".

من جهته، أفاد المحلل السعودي والخبير في العلاقات السعودية الإسرائيلية عزيز الغشيان إن ولي العهد السعودي كان "يتحدث أيضا إلى الإدارة المستقبلية للولايات المتحدة"، بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وأوضح أنه "يحرص على أن يقول لكل من سيأتي ويدفع نحو التطبيع أن القضية الفلسطينية هي قضية مهمة" للسعودية.