سينمائيون مغاربة شباب يدعون من الدوحة إلى الثقة في قدراتهم
الدوحة - دعا مخرجون سينمائيون مغاربة شباب خلال ندوة صحفية عقدت على هامش مشاركتهم في فقرة "صنع في المغرب" ضمن أنشطة مهرجان أجيال السينمائي الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، إلى دعم مشاريعهم السينمائية والثقة في قدراتهم ومنحهم الفرص الكافية لتفجير طاقاتهم.
وهذا الدعم يجب أن يتم في إطار تعاون بناء ومثمر بين جميع الفاعلين في المجال السينمائي وعبر تمكينهم من فرص المواكبة والدعم المادي والمعنوي، وفق ما أكد المخرجون وهم أنس الزماطي، زينب وكريم، وضياء بيا.
وشددوا على أن هناك العديد من التحديات التي تواجه السينما المغربية أبرزها الحفاظ على الهوية المغربية وعدم الانسلاخ عنها مما يستلزم تعاونا وثيقا بين ذوي التجربة والمخرجين الشباب من أجل صناعة سينمائية بخصوصية مغربية خالصة تعمل على تثمين ثقافة وهوية وقيم المغاربة.
ولفتوا إلى أن اشتغالهم على سينما المؤلف يتطلب منهم تضحيات كبيرة لإقناع الجمهور بجدوى هذه السينما خصوصا في ظل سطوة ذوق معين فرضته وسائل التواصل الاجتماعي وفي ظل تراجع سلطة الفكر والنقد.
وتمت الإشادة خلال اللقاء بالدور الذي يلعبه المركز السينمائي بالمغرب في تطوير الصناعة السينمائية بالمملكة سواء على مستوى الدعم أو من خلال الحرص على أن تكون الأعمال المنجزة ذات جودة.
وتم كذلك التأكيد على أن المركز السينمائي المغربي دشن استراتيجية للتشبيب تستهدف تمكين الشباب من مناصب المسؤولية والمساهمة في اتخاذ القرارات، مشددين على أن هذه السياسة ستعطي مع مرور الوقت نتائج مهمة في صالح تطوير السينما المغربية.
وتشارك المخرجة زينب وكريم في مهرجان أجيال السينمائي المتواصل إلى غاية الثالث عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بفيلم "قمر" (فلسطين، فرنسا، قطر، الأردن، الإمارات/2024) الذي يتناول قصة حسنا وسماد اللذين يجدان العزاء في الرسم، أمام مشهد طبيعي قاس ومشبع بحرارة الشمس، تبدو أعمالهما الفنية الزاهية وكأنها غريبة عن البيئة المحلية.
ويستخدم الفيلم تباينا بصريا جاذبا لاستكشاف موضوعات العزلة والصمود والسعي نحو الأمل وسط الصعوبات.
ويقدم ضياء بيا ضمن فعاليات المهرجان فيلم "ما الذي ينمو في راحة يدك؟" (المغرب، بلجيكا، فرنسا/2023)، وهو عبارة عن نظرة حميمية تستكشف العلاقة بين حياة وجدتها الراحلة، من خلال أبسط الإيماءات.
ويعد الفيلم "تأملا عميقا في كيف أن اللحظات اليومية الصغيرة تبقي أحبائنا حاضرين في حياتنا حتى بعد رحيلهم".
أما المخرج أنس الزماطي، فيشارك بفيلم "الفزاعة" (المغرب/2024) والذي يحكي عن سعيد الذي يتطلع لمستقبل أفضل مع حبيبته زينب. ومع تخطيطهما للهروب من واقعهما القاسي، تقف مخاوفه من المجهول عائقا عن تحقيق هذا الحلم، فيطرح الفيلم تأملا حول الشجاعة اللازمة للسعي نحو التغيير في مواجهة المجهول.
وإلى جانب هذه الأفلام، يحضر المغرب في مهرجان أجيال بثلاث أفلام قصيرة أخرى وهي "لماذا تركت الحصان وحيدا ؟" (فرنسا/2023) للمخرج فوزي بنسعيدي، و"باي باي بنز بنز" (فرنسا، المغرب/2023) للمخرجين مأمون رطل بناني وجولز روفيو، وفيلم "زجاجات" (المغرب./2024) للمخرج ياسين الإدريسي.
وتفتح فقرة "صنع في المغرب" التي تم تطويرها بمهرجان أجيال السينمائي، بالشراكة مع مبادرة العام الثقافي ومهرجان مراكش للفيلم القصير نافذة رائعة على التراث المتفرد للمغرب، إذ تروي حكايات شخصية ومجتمعية تعكس تنوع وثراء الحياة المغربية. كما تجسد عروض هذه الفقرة روح التبادل الثقافي، وتهدف إلى تعزيز التفاهم وإثراء الحوار بين المجتمعات.
وبرمجت فقرة صنع في المغرب في إطار مواكبة فعاليات العام الثقافي قطر المغرب 2024.
وانطلقت فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان أجيال السينمائي بالدوحة في السادس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تحت شعار "لحظات تشكلنا"، بمشاركة 42 بلدا.