السلطات الإماراتية تعتقل في وقت قياسي قتلة تسفي غوكان
القدس/أبوظبي – أعلنت وزارة الداخلية الإماراتية القبض خلال فترة قياسية على المشتبه بهم في مقتل مبعوث حاباد الحاخام تسفي كوغان الذي عثر على جثته السبت في مدينة العين بعد ثلاثة أيام من اختطافه.
وأكدت "القدرة على التعامل بحزم ضد كل من يحاول المساس بأمن المجتمع واستقراره"، موضحة أنه "بعد أن تقدمت عائلة المجني عليه ببلاغ عن اختفائه تم تشكيل فريق بحث وتحري، وأسفرت التحقيقات عن العثور على جثة الشخص المفقود وتحديد الجناة، حيث تم إلقاء القبض عليهم والبدء بالإجراءات القانونية اللازمة".
وأوضحت أنه "سيتم الإعلان عن كافة ملابسات الحادثة بعد الانتهاء من التحقيقات"، مشددة على أن الإمارات "بكافة مؤسساتها لن تدخر جهداً في سبيل منع أي اعتداء على مواطنيها والمقيمين فيها وزوارها، وأن جميع الأجهزة الأمنية تعمل على مدار الساعة لحماية استقرار المجتمع والحرص على استدامة أعلى درجات الأمن والأمان التي ترسخت منذ تأسيس الدولة".
ووصفت الوزارة كوغان بأنه "يحمل الجنسية المولدافية بحسب الأوراق الثبوتية التي دخل فيها إلى دولة الإمارات" التي أقام فيها.
وحذرت من أنها "ستستخدم كافة السلطات القانونية المتاحة للتعامل بشدّة وبلا تهاون مع كل من تسول له نفسه القيام بأي تصرفات أو أعمال تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمع أو تهديد أمنه".
وبحسب ما ورد، فإن المشتبه بهم، الذين تم تحديدهم على أنهم مرتزقة أوزبكيون يزعم أنهم استأجرهم الحرس الثوري الإيراني، فروا إلى تركيا فور وقوع الجريمة. ولم يكشف المسؤولون الإماراتيون عن مكان اعتقالهم، لكنهم أكدوا على الاستجابة السريعة كدليل على "قدرتهم الثابتة على التصدي بشكل حاسم لأي محاولات لتقويض أمن واستقرار مجتمعهم".
وعثرت السلطات الإماراتية السبت على جثة المواطن المولدوفي تسفي كوغان الذي يحمل أيضا الجنسية الإسرائيلية وصفة حاخام كان قد فقد أثره منذ الخميس وانقطعت اتصالاته عن عائلته، وفق ما أكد الأحد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والخارجية الإسرائيلية اللذين وصفا مقتله بأنه "عمل إرهابي شنيع"، بينما تعتقد تل أبيب أن خلية أوزبكية جندتها إيران هي من يقف وراء اختطاف وقتل كوغان.
وجاء في بيان مشترك صادر عن مكتب نتنياهو والخارجية الإسرائيلية "كانت السفارة الإسرائيلية في أبوظبي على اتصال بالعائلة منذ بداية الحادث وتواصل مرافقتهم خلال أوقاتهم الصعبة".
وتابع أن "مقتل تسفي كوغان هو حادث إرهابي إجرامي معاد للسامية وستتحرك إسرائيل بكل الوسائل وستنفذ العدالة بحق المجرمين المسؤولين عن مقتله".
والسبت قال مكتب نتنياهو وجهاز الاستخبارات (الموساد)، في بيان مشترك، إن الحاخام تسفي كوغان وهو مواطن إسرائيلي من أصول مولدوفية، مقيم في الإمارات "اختفى في ظروف غامضة منذ ظهر الخميس". كما أعلنت السلطات الإماراتية السبت، أنها تبحث عن مواطن مولدوفي مُتغيب بأراضيها.
وقال مدير إدارة رعايا الأجانب بوزارة الخارجية الإماراتية ماجد المنصوري في وقت سابق، إن "الوزارة تتابع عن كثب قضية تغيب مواطن من الجنسية المولدوفية يدعى يزفي كوغان".
وأضاف المنصوري أن وزارة الخارجية "على تواصل مع أسرة كوغان وتقدم كافة أشكال الدعم اللازمة لها" وأن الوزارة "تتواصل بشكل مستمر مع سفارة مولدوفيا في أبوظبي في هذا الصدد"، موضحا أن "الأجهزة المختصة في الدولة باشرت عمليات البحث والتحري فور ورود البلاغ".
وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، كان كوغان الذي ينتمي لمنظمة منظمة 'حاباد'، يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبوظبي.
ويوجد أعضاء المنظمة في عدة دول منها الولايات المتحدة وفرنسا وكندا، إضافة إلى الإمارات التي أنشأوا فيها المركز المجتمعي اليهودي والذي يحوي كنيسا ولفائف من التوراة ويترأس المركز الحاخام ليفي دوشمان.
وقالت وسائل اعلام إسرائيلية بينها موقع واي نت، إن السلطات الإماراتية تمكنت الأحد من تحديد هوية جثة الحاخام تسفي كوغان، مبعوث حركة حاباد في أبوظبي الذي اختفى منذ يوم الخميس ويعتقد أنه اختطف وقتل على يد خلية إرهابية أوزبكية تعمل بأوامر من إيران.
وأصدر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تحذيرا للرعايا الاسرائيليين المتواجدين في الإمارات أو المسافرين إليها بضرورة توخي الحذر بعد مقتل كوغان ونصحهم بتجنب الفعاليات المزدحمة التي يشتبه في أنها تضم مشاركين يهودا ومحليين، والبقاء في حالة تأهب في الأماكن العامة مثل المطاعم وتجنب العلامات الإسرائيلية الواضحة وتجنب نشر خطط السفر على وسائل التواصل الاجتماعي والتعاون مع السلطات المحلية والإبلاغ فورا عن أي وجود إرهابي مشتبه به.
وقال موقع واي نت العبري في تقرير الأحد، إن كوغان شوهد آخر مرة يوم الخميس. وأعلن الموساد عن إجراء تحقيق "مكثف" في الإمارات بعد تأكيده أن اختفائه كان عملا إرهابيا. ويُعتقد أن إيران استخدمت خلية أوزبكية لاختطاف وقتل كوغان، بهدف الحفاظ على "إنكار معقول" وأن هويات المشتبه بهم معروفة.
وتابع أنه بعد الفشل في الاتصال به، أبلغت زوجته عن اختفائه. وبحسب الموقع العبري كان كوغان قد توجه بسيارته إلى مدينة العين وهي مدينة واحة داخلية على الحدود الشرقية مع عُمان، على بعد ساعة ونصف تقريبا من دبي، حيث عُثر على سيارته مهجورة وقد ظهرت عليها علامات صراع داخلها وكان هاتفه مغلقًا. وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن ثلاثة مواطنين أوزبكيين تعقبوه بعد مغادرته متجر الكوشر الذي كان يديره في دبي ويُشتبه في أنهم قتلوه.
وقال التقرير العبري أيضا إن استخدام طهران لعملاء شيعة أوزبكيين أمر شائع جدا، مضيفا أن السلطات الإسرائيلية تدرك أن المشتبه بهم سافروا إلى تركيا، وستتعاون أجهزة الأمن الإسرائيلية مع السلطات التركية لمتابعة الأدلة. وتم إرسال وفد إسرائيلي إلى الإمارات العربية المتحدة لإدارة التحقيق.