مهرجان تونسي يفتح مساحة استثنائية للاحتفاء بالمقاومة النسوية

'وداعا طبرية' للمخرجة لينا سوالم يطل من 'أصداء نسوية'.

تونس - تحت شعار "المقاومة النسوية ضد الأنظمة القمعية"، ينتظم في الفترة الممتدة من العاشر إلى الثاني عشر من ديسمبر/كانون الأول الحالي بفضاء ريو بالعاصمة التونسية مهرجان "أصداء نسوية" الذي يمثل هذا العام مساحة استثنائية للاحتفاء بالمقاومة النسوية التي تتحدى الأنظمة القمعية والتمييز بجميع أشكاله.

ويرفع المهرجان شعارات النضال من أجل العدالة الاجتماعية، مسلطًا الضوء على العلاقة الوثيقة بين الحركة النسوية وجميع حركات العدالة الاجتماعية.

ويشكل المهرجان فرصة مميزة تجمع الناشطات والنشطاء والفنانات والفنانين الذين يلتزمون بالدفاع عن المساواة ومناهضة العنصرية والاستعمار، وهو حدث ثقافي ومواطني يدمج بين الفن والحقوق، عبر أنشطة متنوعة.

وتضم فعاليات المهرجان ماستر كلاس لتبادل الأفكار حول النسوية والفن كوسيلة للمقاومة ضد الأنظمة الاستعمارية والأبوية، واستكشاف دور الفن في دعم الحركات النسوية، بالإضافة إلى عروض مسرحية وسينمائية تسلط الضوء على الأدوار التاريخية التي لعبتها النساء في معارك التحرير والنضالات المتواصلة من أجل الحرية.

وعلى مدار ثلاثة أيام، ستجمع فعاليات المهرجان بين مبدعات ومبدعين في حوار فني يتجاوز الشعارات السطحية والصور النمطية المكررة، ليقدم رؤى مبتكرة عن تحديات النساء في مختلف السياقات.

ويشمل برنامج اليوم الأول حفل الافتتاح الذي يتضمن الترحيب بالمشاركات والمشاركين، إلى جانب كلمة الافتتاح التي تلقيها ممثلة عن "أصوات نساء" وراعية المهرجان.

ويعرض بعد ذلك الفيلم الوثائقي "حيواتهن" وهو من إنتاج "أصوات نساء"، يعرض قصة مؤثرة لمجموعة من المزارعات من حراك ثائرات، يليه فيلم "أنا المغتصبة" من إخراج وفاء خريفية، ويأخذ مشاهديه في رحلة ملهمة داخل حياة منجية، مزارعة بلا أرض تصنفها الحكومة كـ"مغتصبة". يسلط الفيلم الضوء على التحديات التي واجهتها منجية لتحويل سبخة قاحلة إلى أرض زراعية، ونجاحها في تحقيق حلمها رغم الصعوبات.

ويقدم على هامش اليوم الأول كذلك ماستر كلاس بعنوان "النساء في مواجهة النيو لبرالية"، ثم عرض موسيقي لفرقة "جذب" وهو مشروع ثنائي لمريم الحمروي ومحمد البرصاوي، فالفرقة من خلال كلماتها إلى الإرث الثقافي والقيم التونسية الأصيلة.

وتعرض في اليوم الثاني مسرحية بعنوان "البوابة 52" للمخرجة التونسية دليلة مفتاحي وكاتبة النص دنيا منصرية التي "تُحيي ذكرى النساء التونسيات المقاومات ضد الاستعمار، والمناضلات من أجل نيل الحرية وحقوقهن في وطنهن"، بالإضافة إلى ماستر كلاس بعنوان "المقاومة النسوية ضد الأنظمة الاستعمارية".

وتتضمن برمجة اليوم الثالث عرض الفيلم الوثائقي "وداعا طبرية" للمخرجة لينا سوالم والعمل يتناول قصة حياة هيام عباس التي غادرت قريتها الفلسطينية لتحقيق حلمها في أن تصبح ممثلة في أوروبا، تاركةً خلفها والدتها وجدتها وأخواتها السبع. بعد ثلاثين عامًا، تعود ابنتها لينا، المخرجة، معها لتتبع آثار الأماكن المفقودة والذكريات المتناثرة لأربع أجيال من النساء الفلسطينيات. ويجمع الفيلم بين صور الحاضر وأرشيف العائلة والتاريخ، ليصبح استكشافًا لنقل الذكريات، والأماكن، والأنوثة، والمقاومة في حياة نساء تعلمن ترك كل شيء والبدء من جديد، ثم يتم إحياء حفل موسيقي ملتزم لفرقة "عيون الكلام" التونسية.

ويهدف مهرجان "أصداء نسوية" إلى تقديم أدوات فعّالة لتفكيك الصور النمطية الراسخة في المجتمع، مع إتاحة منصة للفنانين والفنانات الملتزمين/ات لإحداث تغيير إيجابي ومستدام.

والمهرجان من تنظيم "أصوات نساء" وهي جمعية نسوية تأسست عام 2011، تعمل على مناهضة جميع أشكال التمييز القائم على النوع الاجتماعي، تعزيز ثقافة المساواة، ودعم مشاركة النساء الفعالة في الحياة العامة والسياسية.