الفصائل السورية تهاجم منبج دعما لمساعي أردوغان منع تمدد قسد

الولايات المتحدة تؤكد أنها ستظل موجودة في شرق سوريا لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش" ودعم قسد.

أنقرة - يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لاحتواء تمدد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في المناطق التي انسحب منها الجيش السوري في الحسكة والقامشلي وعلى وجه الخصوص منبج المحاذية لحدوده، التي تحاول الفصائل المسلحة السيطرة عليها رغم انشغالها في مناطق أخرى ما يدل على تعليمات تركية بهذا الخصوص.
وتخشى تركيا من اتساع سيطرة الأكراد شمال غرب سوريا وتقوية شوكتهم، في الوقت الذي تحاول فيه التصدي لهم وإبعادهم عن حدوها وهو أحد الأسباب الرئيسية لدعم الفصائل المسلحة.

وقال مقاتلون من المعارضة السورية إنهم بدأوا هجوما على القوات التي يقودها الأكراد في مدينة منبج بشمال سوريا، وفقا لبيان نشرته جهة وصفت نفسها بأنها "وزارة الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة" الأحد لكنه حمل تاريخ السبت السابع من ديسمبر/كانون الأول.

وجاء في البيان المنشور على إكس "إلى جميع العسكريين من قوات النظام وميليشيا قسد الإرهابية في مدينة منبج المحتلة الراغبين بإلقاء السلاح وتحييد أنفسهم عن المصير الأسود الذي ينتظرهم في الميدان أمام أبطال الجيش الوطني السوري، التواصل" وقدم أرقاما للاتصال بها.

وقبل ساعات من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، انسحبت قواته السبت، من مناطق سيطرتها بمدينتي الحسكة والقامشلي شمال شرق البلاد، تاركة مواقعها لصالح قوات قسد، فيما رأى متابعون أنها رغبة من دمشق في الضغط على أنقرة عبر توسيع رقعة سيطرتها بالقرب من الحدود التركية.

وسحب النظام قواته من مركز محافظة الحسكة ومدينة القامشلي بريفها، شرق نهر الفرات تاركا مواقعه، وقبل يوم واحد من ذلك سلم الجيش السوري، بعض نقاط سيطرته في محافظة دير الزور شرقي البلاد بالقرب من الحدود العراقية، ومركز المدينة، إلى قسد.

وذكر مصدر أمني تركي الأحد إن القوات السورية المدعومة من أنقرة سيطرت على نحو 80 بالمئة من منطقة منبج بشمال سوريا وتقترب من تحقيق النصر على القوات الكردية هناك.

وقال المصدر في إشارة إلى المسلحين الأكراد الذي يسيطرون على منبج منذ فترة "القتال ضد وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني يقترب جدا من تحقيق النصر. وهناك تدخلات جوية وبرية تتواصل لانتزاع منبج من أيدي وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني".

بدوره، كشف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الأحد أنّ أنقرة على اتصال بفصائل المعارضة السورية للتأكد من عدم "استفادة" تنظيم الدولة الإسلامية وحزب العمال الكردستاني من الوضع بعدما أعلنت هذه الفصائل دخولها دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد.

وقال فيدان في منتدى الدوحة في قطر "يتعين علينا أن نكون يقظين خلال هذه الفترة الانتقالية. لدينا اتصالات مع الفصائل للتأكد من أن المنظمات الإرهابية، وخصوصا داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وحزب العمال الكردستاني، لا تستفيد من الوضع".

وأعلنت جماعة من المعارضة السورية المسلحة الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بعد السيطرة على دمشق الأحد، منهية حكم أسرته للبلاد بقبضة من حديد الذي دام نحو 50 عاما بعد حرب أهلية استمرت ما يربو على 13 عاما في لحظة مزلزلة للشرق الأوسط.

ومع تواصل ردود الفعل الدولية على سقوط نظام الأسد، تبدو واشنطن مهتمة أكثر بترسيخ وجودها في البلاد، وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأحد، على بقاء القوات الأميركية في شرق سوريا.

وقال دانييل شابيرو نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط في مؤتمر حوار المنامة الأمني ​​في العاصمة البحرينية، أن الولايات المتحدة ستظل موجودة في شرق سوريا وستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش".

وأضاف شابيرو "ندرك أن الأوضاع الفوضوية والمتسارعة على الأرض في سوريا قد تمنح "داعش" مساحة لإيجاد القدرة على النشاط والتخطيط لعمليات خارجية، لكننا سنتصدى لها.

وفي تصريحات بعد ساعات من إعلان الفصائل المسلحة السورية إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، دعا شابيرو جميع الأطراف إلى حماية المدنيين وخاصة الأقليات والالتزام بالمعايير الدولية.

وقبل ذلك، أعلن البيت الأبيض أن أولويات الولايات المتحدة في سوريا حاليا تتمثل في ضمان ألّا يشجع النزاع الحالي على عودة ظهور تنظيم داعش أو يؤدي إلى "كارثة إنسانية".

وقال مستشار الأمن القومي جايك ساليفان إن تمدّد النزاع "يشكل مصدر قلق"، متحدثا عن قلق حيال تنظيم داعش خصوصا. وأضاف في مؤتمر أداره منتدى ريغن للدفاع الوطني في سيمي فالي بولاية كاليفورنيا، "شهدنا خلال أسوأ مراحل" الحرب الأهلية السورية الطويلة "ظهور تنظيم داعش على الساحة".

وشدد ساليفان على أن الأولوية الرئيسية تتمثل في ضمان "ألّا يؤدي القتال في سوريا إلى عودة ظهور تنظيم داعش"، مضيفا "سنتخذ خطوات بأنفسنا، مباشرةً وبالعمل مع قوات سوريا الديمقراطية.. من أجل ضمان عدم حدوث ذلك".