تونسيون يعيشون في المهجر ينفضون الغبار عن موشحات منسية

عرض 'مالوف تونس باريس' للفنان أحمد رضا عباس يخوص في أعماق المالوف التونسي مراوحا بين موشحات مجهولة قدمت للجمهور للمرة الأولى وأخرى منسية وموشحات معروفة.

المنستير (تونس) - حلق الفنان أحمد رضا عباس قائد عرض فرقة جمعية "مالوف تونس باريس" بفنه عاليا، السبت، في قاعة العروض بقصر العلوم بالمنستير، وغاص نحو أعماق المالوف التونسي الأصيل وموشحاته ليشنف الآذان بتقديم نوبة الأصبعين كاملة.

وقال أحمد رضا عباس، وهو من مؤسسي فرقة جمعية "الشباب للموسيقى العربية بالمنستير"، ثم جمعية "مالوف تونس باريس" سنة 2012، في تدوينة بالفرنسية نشرها على صفحته بفيسبوك "بعد 15 عامًا من آخر مرة قدمت خلالها عرضا في المنستير، وبصحبة جيدة جدًا وفي قاعة رمزية للمدينة، عدت لأعزف واحدة من أجمل النوبات بالنسبة إلي".

وتابع: العمل الجاد الذي قام به معلوف تونس تحت إشراف أحمد رضا عباس أتى بثماره واستمتع الجمهور الكبير بألحاننا.. من الجميع العرض في الوطن أمام قاعة ممتلئة بالكامل.

وأشار أحمد رضا عباس في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، إلى أنه رغم الأنواع والأنماط المتعددة للمالوف إلا أنه اختار منهج البحث والغوص في أعماق المالوف التونسي ونفض الغبار عن موشحات غير معروفة تماما، حيث تضمن العرض مراوحة بين موشحات مجهولة قدمت للجمهور للمرة الأولى وأخرى منسية وموشحات معروفة جميعها في نوبة الأصبعين.

ومن المقامات غير المعروفة تماما والتي قدمت للجمهور لأول مر ة نجد "يا من هجرني للشرع ندعيه..."(بطايحي1)، و"رضا الأحباب" "أجل المنى عندي.." (بطايحي2)، وفق ما بينت آمال البدوي عازفة قانون وعضوة في جمعية "مالوف تونس باريس".

ولفتت إلى أن القصيدة في المالوف أصبحت منسية ولم تعد تؤدى ومع ذلك تم إدراجها في العرض، على غرار "سلم على ذاك الحبيبإلل ي بدا منه الجفا" التي لم يسبق أداؤها، كما تضمن العرض أختاما تقدم للأول مرة مثل ختم "ساعد الغزال المخضوببان لى وقا".

وأضافت أنهم حرصوا على أداء النوبة كاملة حفاظا على قالبها وعلى عدم اتباع المتداول بأخذ أجزاء منها فقط، معبرة عن سعادتها بتفاعل الجمهور وحسن استماعه طيلة العرض، حتى عند أداء استخبارات أو تقاسيم طويلة.

ويمثل العرض إحياء للتراث الموسيقي التونسي، وفق تصريح الفنان زياد غرسة لوكالة "وات"، مؤكدا أن الفرقة بقيادة أحمد رضا عباس بصدد القيام بعمل ممتاز وبذل جهود طيبة للمحافظة على المالوف التونسي.

وتابع أن العرض حقق الإضافة حيث اشتغل الفنانون فيه على مسائل موسيقية متداولة وأخرى غير متداولة، وكان تنفيذها طيبا، معتبرا أنه من غير الهين أن تجتمع مجموعة كهذه خارج حدود الوطن، لذلك من الضروري مساندتها ودعمها.

واستمتع الجمهور بسهرة راقية للمالوف التونسي لم يحظ بمثلها منذ وقت طويل، فالعرض الذي أداه تونسيون يعيشون في المهجر مشرف ويعبر عن التراث التونسي والهوية التونسية ولا بد من المحافظة عليه، بحسب المندوب الجهوي للشؤون الثقافية بالمنستير شكري التليلي، لافتا إلى أنه سيستقبل الفنان أحمد رضا عباس من أجل البحث في إمكانية عقد شراكة من أجل إنجاز مشاريع مستقبلية تحتضنها ولاية المنستير.

وشدد رئيس جمعية مهرجان المنستير الدولي، معز عباس، على أن المجموعة أبدعت في أداء المالوف التونسي، قائلا "يمكن لمهرجان المنستير الدولي برمجة هذا العرض في دورته المقبلة في حال حظي بدعم".