وداعا لوخز اللقاحات ومرحبا بالمراهم
واشنطن - نجح فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد الأميركية في تحويل بكتيريا جلدية شائعة تعرف باسم "Staphylococcus epidermidis" إلى لقاح موضعي كريمي يمكن تطبيقه على الجلد، بدلًا من اللجوء للحقن التقليدية.
يحمل هذا الابتكار وعودًا كبيرة في تحسين طرق الوقاية من الأمراض بطريقة أقل تكلفة وأكثر راحة، إذ يمكن أن يقدم بديلًا فعالاً وسهلاً للحقن المؤلمة مع تفادي الآثار الجانبية مثل الألم والتورم.
وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في دورية "نيتشر"، أن جهاز المناعة البشري يتفاعل بشكل قوي مع البكتيريا الجلدية التي تعيش على جلدنا بشكل طبيعي، كما يطلق استجابة قوية ضدها، ما أثار تساؤلات حول دور هذه الاستجابة في حماية الجسم من الأمراض.
واوضح الباحثون أن بروتينا معينا في سطح هذه البكتيريا يُسمى "Aap" هو من يحفّز جهاز المناعة لإنتاج الأجسام المضادة. واستخدم الفريق الهندسي هذا البروتين لتحويل البكتيريا إلى "لقاح حي" يمكن تطبيقه مباشرة على الجلد، حيث يتفاعل مع الخلايا المناعية ويحفز إنتاج الأجسام المضادة التي تُعتبر حيوية في مكافحة الأمراض التنفسية مثل نزلات البرد والإنفلونزا وكوفيد 19.
محفّز لجهاز المناعة لإنتاج الأجسام المضادة
وقام فريق البحث بتعديل البروتين وتجربته على الفئران. وأثبتت النتائج أن التطبيق الموضعي لهذا اللقاح قد أدى إلى تكوين أجسام مضادة ضد السموم الخطيرة مثل سموم التيتانوس والدفتيريا، ما جعل الفئران المحقونة بالبكتيريا المعدلة طورت مستويات عالية من الأجسام المضادة ضد سم الكزاز. وعند تعريضها لجرعات قاتلة من السم ظلت سليمة تمامًا، بينما توفيت الفئران غير المعالجة.
وتعد هذه التقنية بتحقيق عدة فوائد، ومن المتوقع أن تكون تكلفة إنتاج هذه اللقاحات منخفضة مما يجعلها متاحة للجميع، كما أنها لا تحفز استجابة التهابية كبيرة على عكس التقليدية، بل إنها تقلل من الآثار الجانبية مثل الألم أو الحمى.
ويخطط الباحثون لاختبار هذه التقنية على القردة قبل الانتقال إلى التجارب السريرية على البشر في المستقبل القريب.
ويحمل هذا الابتكار إمكانيات كبيرة في الوقاية من الأمراض المختلفة، من الفيروسات والبكتيريا إلى الفطريات والطفيليات أحادية الخلية، وفي حالة نجاح التجارب المستقبلية، قد نرى هذه التقنية تدخل حيز التنفيذ خلال السنوات القليلة القادمة، مما سيحدث ثورة في كيفية تقديم الرعاية الصحية حول العالم.