'الفيرمة' يزود الكبار والصغار بجرعة ترفيهية وتعليمية
تونس - بدأت القاعات السينمائية التونسية و دور الثقافة في استقبال الفيلم التونسي الموجه للأطفال "الفيرمة"، وذلك بالتزامن مع العطلة المدرسية حتى يتسنى للعائلات الترفيه عن أبنائها في أجواء من المغامرات والتثقيف.
وانطلق العرض ما قبل الأول للفيلم من قاعة الكوليزي بالعاصمة، الأربعاء، بحضور أبطال العمل ومجموعة من الإعلاميين.
والفيلم من إخراج راوية مرموش، وسيناريو طارق السايح، وتوزيع مجمع القوبنطيني، وشارك في بطولته مجموعة من الممثلين من بينهم لطيفة القفصي، محمد حسين قريع، جمال مداني، إكرام عزوز، كوثر بالحاج، سماح السنكري، وليد الزين، صالح السعيدي، وأنس بن عزوز.
وكان للأطفال أيضا دورا مهما في الفيلم، حيث تألق من خلاله كل من مريم بن رحماني، سيرين عسكري، أحمد خميس، وفرانشاسكو نور كلوتشي في الأدوار الرئيسية.
ويتابع عشاق الفن السابع من الكبار والصغار على امتداد أكثر من الساعة العديد من اللحظات والمواقف التي تجمع بين الضحك والفائدة، وهو ما يجعل الفيلم يصنف ضمن الأفلام الترفيهية والتعليمية التي تلامس القيم الإنسانية وتعيد التواصل مع الطبيعة بعيدا عن أساليب الحياة العصرية.
وتدور أحداث الفيلم في فضاء ريفي هادئ، وتحديدا داخل ضيعة زراعية (الفيرمة)، حيث يقرر أربعة أطفال زيارة جدهم لقضاء بعض الأيام في أحضان الطبيعة. إلا أن الأحداث تأخذ منعطفا غير متوقع عندما يتركهم الجد مع حارس الضيعة، بسبب اضطراره لمساعدة أحد جيرانه الذي أصيب بحالة طارئة ويحمله إلى المستشفى.
وبينما يكون الجد في طريقه إلى المستشفى مع الجار، يتصل بالحارس ليطلب منه العناية بالأطفال إلى حين عودته. ولكن لسوء حظ الجميع، فإن الطفلة التي سمعت المحادثة فهمت الأمر بشكل خاطئ، وأخبرت باقي الأطفال أن الحارس ينوي ذبحهم. وتبدأ مغامرة الأطفال الذين يعتقدون أن الحارس شرير، فيبذلون جهدهم للهرب والاختباء منه.
ولكن مع مرور الوقت، تتكشف لهم مواقف طريفة وغير متوقعة بين الحارس والأطفال، مما يساعد في تغيير نظرتهم له، وبينما يظن الأطفال أن الحارس يمثل تهديدا لهم، يتضح لهم في النهاية أنه كان يريد فقط رعايتهم وحمايتهم طوال هذه الفترة.
وحاول الفيلم الإضاءة على العديد من القيم النبيلة مثل أهمية تقارب الأجيال خاصة بين الأحفاد والأجداد، فضلا عن تسليط الضوء على أهمية العودة إلى الجذور والتخلص من تأثيرات التكنولوجيا المفرطة، لاسيما في ظل شح الأفلام السينمائية العربية الموجهة للطفل، ما يعرض الأطفال غالبا لموجات من التأثير، حيث تنقل لهم قيم غريبة عنهم عن طريق الأفلام السينمائية الغربية التي تحمل مضامين وثقافات وقيما تخالف القيم العربية والإسلامية.
ويعكس العمل كذلك قيمة الطبيعة والبيئة من خلال تسليط الضوء على أهمية الأغذية البيولوجية والصحية، ومصالحة الأطفال مع الريف والطبيعة.