الشاعر الجزائري ناصر باكرية في بيت الشعر بالأقصر
أقام بيت الشعر بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، أمسية شعرية استضاف فيها الشاعر الجزائري ناصر باكرية أستاذ الأدب والنقد المعاصر بجامعة الجزائر، قدمها الشاعر الدكتور النوبي عبدالراضي الذي ثمّن مسيرة باكرية الشعرية والأكاديمية والنقدية، ووصفه بأنه "صوت شعري من الجزائر يجمع بين أشكال القصيدة العمودي الموزون والنثري".
بدأت الأمسية التي حضرها الشاعر حسين القباحي، مدير بيت الشعر بالأقصر، وجمهور كبير من محبي الشعر والأدب في صعيد مصر، بقيام الشاعر ناصر باكرية، بإلقاء عدد من القصائد التي تنوعت بين الشكل العمودي والتفعيلي والنثري، ثم أدار الشاعر الدكتور النوبي عبدالراضي، حواراً مفتوحاً بين الشاعر ناصر باكرية وجمهور الأمسية من الشعراء والمثقفين ومحبي الشعر.
وتحدث مقدم الندوة عن مسيرة باكرية الذي يعمل أستاذاً للأدب والنقد المعاصر بجامعة الجزائر، والذي أثرى المكتبة العربية بعدد من إصداراته الشعرية والنقدية بينها: "إنتماءات"، و"مسميات"، و"كأن المجاز مجاز، و"حداثة النص الشعري"، و"من جنون البلاغة إلى اقتضاب الهايكو".
ثم تحدث الشاعر الجزائري ناصر باكرية عن المشهد الشعري ببلاده وبالعالم العربي، حيث قال إن دم الشعر توزّع على قبائل الأجناس الأدبية وغير الأدبية، وأن الساحة الشعرية الجزائرية تتعايش فيها كل أشكال القصيدة.
وأوضح بأن وأن انتقلت روح الشعر إلى فضاءات أخرى، وأن التصور الساذج للشعر جعلنا مازلنا نعتقد أن الشعر هو ديوان العرب "دون أن ننتبه إلى أن وظائف الشعر القديمة، من إخبار وإشهار وترفيه وفرجة وتاريخ قد سُحبت منه إلى أدوات ووسائل فرضها التطور العلمي والتكنولوجي".
وأكد باكرية على أن الساحة الشعرية الجزائرية تتعايش فيها كل أشكال القصيدة، وأن الحركة الشعرية في بلاده وبلاد المغرب العربي تستمد ثراءها من كونها تتكئ على ميراثَيْ الشرق والغرب، المعروفة، لذلك الساحة الشعرية في الجزائر هي أقل تشبثاً بتقديس وتبجيل القواعد والمعايير العمودية.
كما تحدث ناصر باكرية عن قضية الترجمة، وقال إن الخيانة في الترجمة بشكل عام هي خيانة مركبة، حين يتعلق الأمر بالأدب وهي أكثر تركيباً، بل تكاد تكون مهمة مستحيلة حين يتعلق الأمر بالشعر.
يُذكر أن بيت الشعر بالأقصر هو نتاج مبادرة من الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لإنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي، لتحتضن المُبدعين، وتسهم في النهوض بالشعر والأدب والثقافة، وتشكل فضاء ثقافياً يلتقي فيه أرباب الكلمة، وقد جاءت المبادرة تأكيدًا على قيمة الشعر والفن والجمال، وخدمةً للشعر والشعراء وارتقاءً بالذائقة الأدبية لدى محبي الشعر والإبداع وتحقيق التواصل الفاعل بين المبدعين العرب. وتستهدف بيوت الشعر استمرار الأنشطة الثقافية ودعم الشعراء ورفد الساحة الثقافية بجديد الشعر والشعراء من قصائد ومواد نقدية شعرية.