هدنة غزة لن تُعيد الملاحة في البحر الأحمر إلى سالف نشاطها

مديرون تنفيذيون في الشحن والتأمين والتجزئة يؤكدون أن المخاطر ما زالت مرتفعة جدا أمام استئناف الرحلات عبر البحر الأحمر.

لندن - قال مديرون تنفيذيون في صناعة النقل البحري إن الشركات التي تنقل منتجاتها حول العالم غير مستعدة للعودة إلى طريق التجارة عبر البحر الأحمر بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة لتشككهم في استمرار توقف الحوثيين في اليمن عن هجماتهم على السفن.

وقال زعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي الخميس إن الجماعة المدعومة من إيران ستراقب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" وستواصل هجماتها على السفن أو إسرائيل إذا انتُهك الاتفاق.

ونفذت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على السفن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 وأغرقت سفينتين واستولت على أخرى وقتلت أربعة بحارة على الأقل في ما قالت إنه تضامن مع الفلسطينيين في غزة. وأدت شدة الهجمات إلى تعطل حركة الشحن العالمية ودفعت السفن إلى تغيير مساراتها.

وقال مديرون تنفيذيون في الشحن والتأمين والتجزئة لرويترز إن المخاطر ما زالت مرتفعة جدا أمام استئناف الرحلات عبر مضيق باب المندب في البحر الأحمر.

وقال جاي فورمان الرئيس التنفيذي لشركة "بيزك فن" الأميركية التي تورد لعب الأطفال إلى كبار تجار التجزئة الأميركيين مثل ولمارت وأمازون دوت كوم "لا أستطيع على أي حال أن أضع أيا من بضاعتي على سفينة تبحر عبر البحر الأحمر حتى حين في المستقبل... سأنفق المال الإضافي، وأرسل كل شيء ليدور حول طرف أفريقيا.. الأمر لا يستحق المخاطرة بالمرة".

وقال مات كاسل، نائب رئيس الشحن العالمي بمجموعة الخدمات اللوجستية سي.إتش روبنسون "لن تشهد الصناعة على الأرجح تحولا كبيرا نحو العودة إلى قناة السويس في الأمد القريب".

وأضاف أن سبب ذلك هو التحديات المتعلقة بالحصول على تأمين على الشحن نظرا للمخاطر العالية المتوقعة وقيود الوقت وقد يستغرق تنفيذ خطة شحن بحري جديدة أسابيع أو شهورا.

لا أستطيع على أي حال أن أضع أيا من بضاعتي على سفينة تبحر عبر البحر الأحمر

وقال كريغ بول، عضو مجلس الإدارة المنتدب في شركة كاردينال غلوبال لوجيستكس التي تضم قائمة عملائها بي آندإم ريتيل وبيتس أت هوم، إنه إذا أوقف الحوثيون الهجمات، فقد يتعين على تجار التجزئة الانتظار حتى الربع الثاني حتى تتمكن خطوط الشحن من تغيير مساراتها بالكامل، مضيفا "ستكون قطعا مسألة تجربة الطريق والتأكد من أن وقف إطلاق النار حقيقي".

وقالت مصادر في الأمن البحري إن الشركات ستتوخى الحذر في التعامل مع أي تعهد من الحوثيين بوقف الهجمات وستلجأ إلى رحلات اختبار لتقييم بيئة المخاطر.

وبالنسبة للسفن الأكبر حجما، مثل ناقلات الغاز الطبيعي المسال، قد يستغرق استئنافها النشاط وقتا أطول بسبب زيادة المخاطر في حال تعرضها لهجوم لأنها محملة بشحنات قابلة للاشتعال.

وقالت شركة الشحن النرويجية "ولينيوس فيلهلمسن"، التي تنقل المركبات بالسفن، إنها لن تستأنف عبور البحر الأحمر حتى يصبح آمنا.

وأكدت شركة "إتش اند إم" لتجارة تجزئة الأزياء السويدية التي تستخدم الشحن البحري لنقل معظم منتجاتها من مصانعها في آسيا إلى أوروبا، إنها تراقب الوضع.

وقالت تيلويند شيبنغ لاينز، وهي شركة شحن مملوكة لسلسلة متاجر التجزئة الألمانية ليدل، إن أمن الطواقم والسفن والبضائع يشكل أولوية قصوى.

وأوضحت القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر إن "تقييمها للتهديدات لا يزال دون تغيير".

وترتبت على الزيادات في أقساط التأمين ضد مخاطر الحرب التي تُدفع حين تبحر السفن عبر البحر الأحمر، تكاليف إضافية تقدر بمئات الآلاف من الدولارات لرحلة مدتها سبعة أيام لأي سفن ما زالت تبحر عبر المنطقة.

وقالت مصادر من التأمين اليوم الجمعة إن أقساط التأمين الإضافية ضد مخاطر الحرب تتراوح بين 0.6 بالمئة واثنين بالمئة من قيمة السفينة إذا كان لها أي صلة بإسرائيل أو الولايات المتحدة، وظلت هذه الأقساط دون تغيير إلى حد كبير في الأشهر القليلة الماضية.