'بوينغ' تتكبد أكبر خسارة منذ العام 2020
نيويورك - تكبدت شركة "بوينغ" الأميركية العملاقة في مجال صناعة الطائرات، في 2024 أكبر خسارة لها في أربع سنوات بسبب مشكلات في نوعية إنتاجها وإضرابات عمالية كبرى أثّرت على أنشطتها.
وقال كيلي أورتبرغ الذي يتولى منذ الصيف الفائت رئاسة "بوينغ"، في رسالة إلى الموظفين "على الرغم من أن هذا العام كان مليئا بالتحديات، إلا أننا نشهد علامات مشجعة على التقدم بينما نعمل على تحويل مجموعتنا".
وبلغ صافي الخسارة السنوية 11.82 مليار دولار، مقارنة مع 2.22 مليار دولار من الخسائر في عام 2023. وهذه أكبر خسارة منذ عام 2020 (-11.87 مليار دولار)، عندما عانت المجموعة من عواقب حادثين لطائرتين من طراز "737 ماكس 8" تسببتا في وفاة 346 شخصا. وفي المحصلة، خسرت "بوينغ" أكثر من 35 مليار دولار منذ 2019.
وبلغت إيرادات المجموعة السنوية 66.52 مليار دولار، بانخفاض 14 بالمئة عن العام السابق. وتتقاضى الشركة المصنعة للطائرات عادة حوالي 60 بالمئة من سعر الطائرة عند التسليم. ومع ذلك، فقد شهدت المجموعة العملاقة مشكلات عدة ترتبط بجودة إنتاجها منذ عام 2023، بلغت ذروتها في حادث تعرضت له طائرة من طراز "737 ماكس 9" في يناير/كانون الثاني 2024 في حين أنها سُلمت في تشرين الأول/أكتوبر.
واضطُرت الشركة إلى وضع خطة، تحت ضغط هيئة تنظيم الطيران المدني (FAA)، لمعالجة الوضع الذي أدى إلى تباطؤ معدلات إنتاجها بشكل كبير.
كما شهدت "بوينغ" إضرابا دام أكثر من خمسين يوما في الخريف وأدى إلى شل مصنعين أساسيين لطرازات 737 و767 و777/777 والعديد من البرامج العسكرية.
وكشفت الشركة المصنعة للطائرات في منتصف الشهر الجاري أن عمليات التسليم شهدت انخفاضا حادا، إذ هبطت إلى أدنى مستوى منذ عام 2021 مع تسليم 348 طائرة تجارية فقط إلى أصحابها في عام 2024.
ولتجديد تدفقاتها النقدية، اعتمدت الشركة زيادة كبيرة في رأس مالها في نهاية أكتوبر، بلغت 24 مليار دولار. وخفضت ديونها إلى 53.9 مليار دولار، مقارنة بـ57.7 مليار دولار في بداية الربع.
وقررت الشركة أيضا خفض 10 بالمئة من قوتها العاملة العالمية (حوالي 171 ألف موظف في نهاية عام 2023)، من دون تحديد المواقع الجغرافية التي تطالها هذه القرارات.
وبحسب الإعلانات الإلزامية للسلطات المحلية الأميركية، التي أحصتها وكالة فرانس برس، تلقى نحو 5 آلاف شخص في الولايات المتحدة إخطارات بفصلهم من العمل في هذه المرحلة.
وفي الربع الرابع وحده، بلغت الإيرادات 15.24 مليار، مقابل 22.02 مليار في العام السابق، وبلغ صافي الخسارة 3.86 مليارات دولار، مقارنة بخسارة صافية بلغت 23 مليونا في العام السابق.
وبلغت الخسارة الصافية للسهم الواحد على أساس قابل للمقارنة، وهو معيار للأسواق، 5.90 دولارات مقارنة مع خسارة صافية تقديرية بلغت 47 سنتا في العام السابق. وقد أعلنت "بوينغ" الخميس أن هذه الخسارة الصافية للسهم ستبلغ 5.46 دولارات.
وقد سجلت الشركة رسوما استثنائية قبل الضرائب بقيمة 2.8 مليار دولار في الربع الرابع، بعد تسجيل 5 مليارات دولار من هذه الرسوم في الربع السابق.
وفي نهاية 2024، بلغ حجم طلبيات "بوينغ" 521 مليار دولار، وهو رقم بقي مستقرا على مدار عام واحد، بما يشمل أكثر من 5500 طائرة تجارية. وقرابة الساعة 14:50 ت غ، ارتفع سهم "بوينغ" 3.6 المئة في بورصة نيويورك.
وعلى الجانب التجاري، أبلغ أورتبرغ الموظفين أن معدل إنتاج طائرات "787 دريملاينر" وصل إلى الهدف المتمثل في خمس طائرات شهريا عند نهاية العام.
وأعلنت "بوينغ" في منتصف الشهر الماضي عن استثمار بقيمة مليار دولار، ليصل إلى عشرة مليارات دولار شهريا بحلول عام 2026.
وقال أورتبرغ إن اختبارات اعتماد الطائرة الجديدة ذات الهيكل العريض من طراز "777-9" استؤنفت في أوائل عام 2025، بعد أن عُلقت في أغسطس/آب عقب اكتشاف جزء معيب، لكن "بوينغ" باتت لديها "سيطرة جيدة" على المشكلة.
ومن المتوقع أن تبدأ في العام 2026 عمليات تسليم الطائرات ذات المحركين، بعد أن كانت مقررة في البداية في عام 2020.
وقال أورتبرغ إن فرع الطيران التجاري سيركز أيضا على اعتماد طائرات 737 ماكس 7 و737 ماكس 10، وهما النسختان الأصغر والأكبر على التوالي من طرازات 737 ماكس، وهي طائراتها الأكثر مبيعا.
وكان من المقرر تسليم الطائرة الأولى التي جرى تقديمها في مارس/آذار 2018، اعتبارا من عام 2019. أما الطائرة الثانية، التي كشف عنها في يونيو/حزيران 2021، فكان من المقرر تسليمها اعتبارا من عام 2023.
وقالت "بوينغ" إن إنتاج طائرة 737، الذي حددته إدارة الطيران الفدرالية الأميركية بحد أقصى يبلغ 38 طائرة شهريا لكنه يظل بعيدا عن هذا الحد بسبب مشكلات الجودة، سيشهد "ازديادا تدريجيا" في عام 2025.
ولفت أورتبرغ على قناة "سي إن بي سي" إلى أن "وتيرة إنتاج 737 لها أهمية حاسمة لتعافي المجموعة"، موضحا أن هذه الوتيرة كانت "أكبر بقليل" من توقعاته، ومبديا الأمل في رفع السقف "في النصف الثاني" من العام.
وأشار إلى أنه من المقرر بعد ذلك زيادة وتيرة الإنتاج لتصبح خمس طائرات إضافية كل ستة أشهر، متوقعا تسليم ما بين 35 و40 نسخة في الشهر الجاري، وذلك بفضل المخزونات بشكل رئيسي.