'رأس الفتلة… خيوط' يسدل ستار أيام قرطاج لفنون العرائس

حفل اختتام فعاليات الدورة السادسة من المهرجان يكرم عددا من العرائسيين الدوليين بينهم البرازيلي باولو نازارينو.

تونس - وسط أجواء احتفالية راوحت بين العروض الفرجوية والأنشطة الترفيهية، اختتمت السبت فعاليات الدورة السادسة من أيام قرطاج لفنون العرائس التي انطلقت مطلع فبراير/شباط الجاري.

وشهد الحفل الاختتامي تكريم عدد من العرائسيين الدوليين الذين شاركوا ضمن فعاليات الأيام وهم البرازيلي باولو نازارينو والبولونية ناتاليا ساكوفيتش والسوري عدنان سلوم والسعودي ماجد العبيد، كما تم بالمناسبة تكريم هالة بن سعد التي ساهمت طيلة سنوات في إحياء الساحة الثقافية التونسية من مواقع عدة حيث شغلت منصب مديرة المركز الوطني لفن العرائس لسنوات بالإضافة لكونها كانت تشغل خطة المندوبة الجهوية للشؤون الثقافية بولاية أريانة. كما تم خلال الحفل أيضا تكريم حمزة الناجي بصفته ممثلا عن الإدارة الجهوية للبريد بتونس.

كما تم خلال حفل الاختتام الرسمي الإعلان عن نتائج المسابقة الوطنية للتحريك "مسابقة العروض القياسية في التحريك لعروسة الخيط"، ومن ضمن 8 مشاركين تحصل عرائسيان شابان فقط على جوائز ضمن هذه الدورة، إذ تم حجب الجائزة الأولى وقيمتها ثلاثة آلاف دينار في حين تحصلت العرائسية خلود ثابت على الجائزة الثانية وقيمتها ألفي دينار (نحو 624 دولار) وحاز العرائسي هيثم وناسي على الجائزة الثالثة وقيمتها ألف دينار (ما يعادل نحو 312 دولارا).

وتراوحت عروض الحفل بين محترفة وأخرى تصنف ضمن قسم الهواية، وشاهد الجمهور عرضا للفنان البرازيلي باولو نازارينو الذي اعتلى المسرح صحبة شخصيتين عرائسيتين، كان قد قدمهما لمحترفي فن العرائس خلال الماستر كلاس الذي أمنه في الثالث من فبراير/شباط الجاري، وأحيى هذه الليلة عرضا قصيرا مزج بين الموسيقى والرقص.

وتخلل حفل الاختتام عدد من اللوحات الراقصة مزجت بين عروض كوريغرافية وتحريكية للدمى من أحجام مختلفة، وتم تصميم أغلب هذه اللوحات والعرائس ضمن ورشات أيام قرطاج لفنون العرائس في دورتها السادسة، ومن العروض التي تم تقديمها، عرض كوميدي باللهجة التونسية واللغة الإنكليزية قدمه طلبة المعهد العالي للفن المسرحي رفقة مؤطرتهم في "ورشة الوعي والإحساس للمثل" العرائسي ناتاليا ساكوفيتش.

ومن مخرجات ورشات الدورة السادسة من أيام قرطاج لفنون العرائس والتي تم تقديمها في حفل الاختتام الرسمي، مقاطع تحريكية أنجزت خلال ورشة القولبة.

وكان حفل الاختتام الرسمي مسبوقا بعدد من الفعاليات التي أقيمت ببهو مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، وقد انطلقت على الساعة الحادية عشرة صباحا مع عرض للعرائسي التونسي منير الرواحي، تلاه تسليم شهائد التدريب لحوالي 420 مشاركا استفادوا من الدورات التدريبية التي أمنها المركز الوطني لفن العرائس بما في ذلك الإقامة الفنية لطلبة المعهد العالي للفن المسرحي وورشة تحريك العروسة المحمولة، ومن ضمن المشاركين في الدورات التكوينية عدد من إطارات الطفولة بكل من تونس ومنوبة وبن عروس. كما تم تسليم شهائد مشاركة للحرفيين والحرفيات ممن أثثوا معرض أيام قرطاج لفنون العرائس الذي أقيم في فضاء المدينة طيلة هذه الدورة.

وعلى منوال اليوم الافتتاحي، شهد اليوم الختامي إقامة حفل تنشيطي لفنان الطفولة سامي دربز. وبالتوازي مع هذا الحفل ازدان فضاء مدينة الثقافة بعرض بعنوان "زارع الفرح" من تقديم عمر بسباس يقوم على العرائس العملاقة والماسكوت.

واختتم فعاليات الاحتفالات المفتوحة أمام الجمهور خلال هذا اليوم، عرض برتغالي يحمل عنوان "للعرائس قلوب أيضا" لماريونيتاس روي سوزا.

وعلى غرار مختلف فعاليات المهرجان شهد اليوم الختامي إقبالا جماهيريا كبيرا خاصة من الأطفال والأسر.

وبعد حفل الاختتام تم تقديم عرض عرائسي راقص موجه للكهول بعنوان "رأس الفتلة.. خيوط" للمخرج حافظ زليط ومن إنتاج شركة الحافظ للإنتاج الفنون الدرامية.

و"رأس الفتلة… خيوط" رحلة بصرية ساحرة بين الحياة والموت، حيث تتشابك الخيوط وتتشابك المصائر… عرض يجمع بين الأداء الحركي، العرائس، والتعبير البصري العميق.

واستضافت تونس العاصمة تحت شعار "الماريونات، فن وحياة" إلى غاية الثامن من فبراير/شباط الجاري 100 عرائسي من 19 بلدا، قدموا 33 عرضا مسرحيا تمزج بين رشاقة حركة الفنانين العرائسيين وجمال الدمى بأحجامها المختلفة وألوانها المزركشة، ووفرت للأطفال والكهول على مدى أسبوع عالما من المتعة والتعلم.

ونقلت وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن منية عبيد مديرة المهرجان ومديرة المركز الوطني لفن العرائس قولها على هامش مؤتمر صحفي التأم قبل افتتاح الدورة السادسة "هذا المهرجان ولد كبيرا وما فتئ يتطور إيجابيا من دورة إلى أخرى من خلال تطوير عدد المشاركات وتنوعها".