'جرانتي العزيزة' عرض مسرحي يوثق لتاريخ تونس المعاصر

الفاضل الجزيري يستحضر في أحدث أعماله المسرحية عن طريق الموسيقى والغناء أسماء العديد من الشخصيات الفنية والسياسية الفاعلة.

تونس - حاول المسرحي التونسي الفاضل الجزيري في عمله الجديد وهو بعنوان "جرانتي العزيزة" تقديم تجربة هامة وثق من خلالها لتاريخ تونس منذ الاستقلال إلى ما بعد 14 يناير/كانون الثاني 2011 بالاعتماد على الموسيقى انطلاقا من قصة عازف كمنجة بفرقة الإذاعة الوطنية.

وتجمع المسرحية بين الغناء والموسيقى والرقص والتمثيل، ويخيّل للمتفرج، منذ الوهلة الأولى، أنه أمام مسرحية غنائية تروي قصة عازف كمنجة يدعى "ماهر" على أبواب التقاعد بعد سنوات من العمل في فرقة الإذاعة الوطنية وخارجها، مما جعله طرفا في العديد من الأعمال الموسيقيّة والمسرحيّة وشاهدا على أكثر من نصف قرن من الإنتاج الأدبي والفنّي في تنوّعه.

وخارج إطار الفرقة، يسرد "ماهر عاشق الكمان" أهم المحطات التي عاشها فتقوده التداعيات إلى رواية أحداث كثيرة من تاريخ تونس الفني والسياسي من خلال الحديث عن مشواره الشخصي بلغة سلسة ومنسابة لا تترك الحاضرين على الحياد في مناخ مفعم بالحنين ومشحون بالمفارقات.

ويستحضر الجزيري في أحدث أعماله المسرحية عن طريق الموسيقى والغناء أسماء العديد من الشخصيات الفاعلة في تاريخ تونس المعاصر منهم أساتذة المعهد العالي للموسيقى بدءا من أحمد عاشور الذي درّس بالمعهد العالي للموسيقى وقاد الأوكستر السيمفوني من سنة 1979 إلى 2010 وصولا إلى عدة أساتذة بالمعهد على غرار "زلاطكا" و"ياروش" و"سترينو" الذي تتلمذ على يده الملحن التونسي الشهير رضا القلعي.

وتطرق كذلك إلى سيرة عازفين متميزين من بينهم عبدالحميد بن علجية والسيد شطا، وأشار إلى عدد من المسرحيين من بينهم محمد إدريس والحبيب بولعراس، وقدم لمسة وفاء إلى مدير التصوير الحبيب المسروقي الذي انتحر سنة 1980 عن عمر لم يتجاوز الثلاثين سنة.

كما تحدث الجزيري في "جرانتي العزيزة" عن صراع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وصالح بن يوسف، كما استرجع سيرة الهادي نويرة وأحمد بن صالح والشاذلي القليبي وعبدالرؤوف الباسطي ومجموعة "بريسبكتيف" (مجموعة من مناضلي اليسار التونسي) وغيرهم من الشخصيات التي تركت بصمتها في المشهد الفني والسياسي في تونس، وصولا إلى مرحلة فرار بن علي واندلاع الثورة التي ربما عبر عنها الفاضل الجزيري بمشهد تخلي الزوجة عن زوجها واختيارها للمملكة العربية السعودية كمكان للاستقرار فيها.

ويتجدد لقاء الجمهور مع هذا العمل الجديد وهو من إنتاج المسرح الوطني التونسي والمركز الثقافي جربة بالتعاون مع مسرح أوبرا تونس، سينوغرافيا وإخراج الفاضل الجزيري، نص ودراماتورجيا جماعي، أداء كل من إشراق مطر وسليم الذيب بمشاركة العازفين لطفي السافي على آلة التشيللو وإلياس بلاغي على آلة البيانو ومهدي ذاكر على آلة الكمان.

ومن المقرر أن يستضيف مسرح الجهات بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي بالعاصمة -وفق وكالة تونس أفريقيا للأنباء - في السابع والعشرين من فبراير/شباط الجاري مسرحية "جرانتي العزيزة" للفاضل الجزيري.

والفاضل الجزيري ولد في تونس سنة 1948، وهو ممثل ومخرج تونسي بدأت نشاطاته المسرحية الأولى في دار الثقافة ابن خلدون وهناك شارك في مسرحية مراد الثالث لعلي بن عياد وحبيب بولعراس.