الامارات تُبدي اهتمامها لاحتضان قمة سلام بين بوتين وزيلينسكي

ترامب يعلن عن إمكانية لقائه ببوتين في السعودية لمناقشة الملف الأوكراني.

أبوظبي - ابلغت الإمارات الولايات المتحدة رغبتها لاستضافة محادثات تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا والتي قد تشمل في النهاية قمة سلام بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وذلك ضمن مساعي أبوظبي المتواصلة للعب دور رئيسي للتوسط في السلام بين موسكو وكييف.

وتملك الإمارات، وهي منتج رئيسي للنفط ولصناديقها السيادية استثمارات دولية كبيرة، موقعا جيوسياسيا فريدا، حيث تعد واحدة من شركاء واشنطن الرئيسيين في الأمن في الشرق الأوسط وتستضيف قوات أميركية. لكنها تتمتع أيضا بعلاقات قوية مع موسكو ومثلها مع كييف منذ اندلاع الحرب.

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إحدى أولوياته القصوى هي إنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، والذي بدأ عندما غزت روسيا أوكرانيا، وأعلن الأربعاء أنه قد يلتقي بوتين في السعودية.

وناقش ترامب، الذي تولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، الحرب بشكل منفصل مع بوتين وزيلينسكي. ومع ذلك، ربما تكون جهود الوساطة التي يبذلها قد تعقدت بالفعل بسبب التصريحات الصريحة من وزير الدفاع الأميركي التي تشير إلى تنازلات لروسيا. كما تريد القوى الأوروبية التي تتخذ موقفا حذرا الجلوس على طاولة المفاوضات.

وأكد نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس في مقابلة مع صحيفة وول ستريت جورنال نُشرت الجمعة، أنّ كلّ الخيارات مطروحة في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك استخدام "الضغط العسكري".

وقال فانس "ثمة أدوات ضغط اقتصادية، وهناك بالطبع أدوات ضغط عسكرية"، مضيفا "نحن حريصون على استقلال أوكرانيا السيادي".

وبالإضافة إلى الجارتين السعودية وقطر، توسطت أبوظبي في عدد من عمليات تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا منذ غزت موسكو جارتها في فبراير/شباط 2022، فضلا عن أنها من بين عدد من الدول التي عبرت عن اهتمامها باستضافة محادثات السلام.

وفيما عبرت صربيا وسويسرا في يناير/كانون الثاني أيضا عن اهتمامهما، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الصين عرضت بشكل سري استضافة ترامب وبوتين.

وإلى جانب السعودية وقطر، زادت أهمية الإمارات على الصعيد الجيوسياسي على مدى العقد الماضي إذ سعت إلى شق طريقها نحو الساحة العالمية.

واكتسبت أبوظبي مكانة خاصة لدى الرئيس الأميركي خلال ولايته الأولى بعد أن أصبحت أول بلد عربي منذ عقود يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل حليفة الولايات المتحدة وذلك بموجب اتفاق توسطت فيه واشنطن في عام 2020 وهو إنجاز بارز لإدارة ترامب.

وقال مسؤولون إماراتيون في وقت سابق إن الحفاظ على العلاقات مع مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة عالميا يمكّنهم من المشاركة والتوسط، حين لا يستطيع آخرون.

وأخبر رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرئيس الروسي بوتين خلال زيارة إلى موسكو في أكتوبر/تشرين الأول أن بلاده مستعدة للمساعدة في حل الصراع. وقبل ذلك بشهر التقى الشيخ محمد بن زايد ترامب في فلوريدا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية.