
مسعودة مصباح: كتبتُ رواية 'صبرينة' لأقول الشعر بطريقة أخرى
تنطلق الشاعرة والروائية الجزائرية مسعودة مصباح في رحلتها الإبداعية، حيث تكتب الشعر وتنشر قصائدها في دواوين عدة. ورغم تألقها في هذا المجال، فإنها تخوض أيضًا تجربة السرد الروائي، لتصدر روايتها "صبرينة" وهي رواية اجتماعية واقعية تستمد أحداثها من الحياة اليومية، حتى أن العديد من شخصياتها مستوحاة من الواقع.
وقالت الكاتبة مسعودة مصباح لوكالة الأنباء العُمانية "طرحتُ في هذا العمل السردي الذي حمل عنوان 'صبرينة' العديد من القضايا أهمُّها جائحة كورونا، وبعض الظواهر الاجتماعية مثل البطالة، والصّدق بين الناس، كما تطرّقت إلى بعض العادات والتقاليد، خاصّة في شهر رمضان والعيدين؛ عيد الفطر والأضحى. وقد كتبتُ قسمًا من هذا العمل السردي قبل أن تجتاح جائحة كورونا العالم، واستغرق منّي كتابة هذا الجزء حوالي خمسة أشهر أو أكثر بين تعديل وتمحيص وتدقيق".
وأضافت "عندما تعرّضنا لهذه الجائحة - وباعتبار أنّ الرواية تتناول أحداثًا واقعية عاشتها بطلة الرواية وهي فتاة شابة موظفة تُدعى 'صبرينة' - حاولتُ إقحام هذه الجائحة وما خلّفته من آثار ضمن أحداث الرواية، لأنّ كورونا تركت بصمتها في حياة النّاس العامّة والخاصّة، وقد كانت فئة عمال تشغيل الشباب والشبكة الاجتماعية يعملون في وضع خاصّ، رغم وجود الحجر، وكان هذا الوضع له أهميّة بالنسبة إلي ولهذه الفئة التي تحمّلت هذا الوضع بكلّ ظروفه، وقد استغرق منّي كتابة هذا الجزء من الرواية ثمانية أشهر".
وأكدت الروائيّة "عندما يفرض الواقع نفسه في موضوع ما، لا يعرف المبدع في أيّ مكان قد يكتب أو تخطر عليه فكرة ما ليُسجّلها، ولذلك كنتُ أحيانا أسارع إلى تسجيل فكرة أو أكتب وأنا في الطريق إلى مدينة أخرى، أو قد أكتب وأنا في مكان العمل، وباعتبار أنّني أسكن بأقرب بلدية لوسط مدينة قسنطينة، كنتُ أتردّد على قسنطينة من حين لآخر، وقد ذكرت بعض الأحداث التي لاحظتها بوسط المدينة، وحتى ببلدياتها وضواحيها، وكان لهذا الظرف الذي ذكرته سابقا، وهو جائحة كورونا، بصمة مؤلمة في مدينة الصّخر العتيق، وكلّ أنحاء الوطن، والعالم، مثلما يعرف الجميع، ولأنّ قسنطينة مدينة فوق العادة، لما يُميّزُها من عادات وتقاليد، خاصة في شهر رمضان والأعياد الدينية، فقد استعرضتُ في رواية 'صبرينة' بعض تلك العادات والتقاليد والممارسات اليومية الخاصة بالشهر الفضيل، ولأنّ الرواية واقعية، فقد كنتُ أسرد حكاية قناة تعمل في وظيفة مؤقّتة، وكيف عانت من ظروف كثيرة ميّزتها فترة عاطفية صعبة، قبل أن تأتي فترة جائحة كورونا وتزجّ بنفسها داخل هذه الرواية التي قمتُ فيها أنا كساردة بتتبُّع الأحداث والظروف، يومًا بعد يوم، مع توشيح هذا العمل الروائيّ بالقليل من الخيال، مثل سرد بعض المشاعر والأحلام الجميلة التي يعيشُها أبطال الرواية".

ولفتت مصباح إلى أن بعض أبطال رواية "صبرينة" شخصياتٌ واقعيّة، وبعضُها الآخر شخصيات متخيّلة، فمثلًا بطلة الرواية موجودة فعلا في الواقع مع تغيير الاسم فقط، وبعض الأحداث المحيطة بها، أمّا باقي الأسماء، فهي أسماء متخيّلة تسبح في أحداث واقعية، وقد كان لا بدّ من تغيير بعض الأسماء للضرورة.
ولأنّ "صبرينة" هي تجربة أولى في كتابة الرواية، تؤكّد الشاعرة "بالنسبة إلي تُعتبر 'صبرينة' تجربة أولى في كتابة الرواية وقد اعتدتُ قبل ذلك على كتابة القصص القصيرة، غير أنّ كوني شاعرة، في الأصل، هو أمرٌ دفعني إلى سرد الأحداث بأسلوب شاعري وبطريقة صادقة لتصل إلى جمهور القرّاء باستعمال الخيال الشعري مع الالتزام بما تتطلّبُه عملية الكتابة الروائيّة".
وتابعت "منذ الطفولة كنت أكتب بأسلوب شعري، وما زلت أكتب شعرا، وقد كانت هذه محاولة فقط لكتابة الرواية، يقف وراءها عشقي للكتابة وهوسي بكتابة القصّة والرواية".
والروائيّة والشاعرة مسعودة مصباح من مواليد 18 فبراير/شباط 1967 بمدينة قسنطينة (شرق الجزائر)، بدأت حياتها بكتابة الخواطر والمحاولات الشعرية، وهي عبارة عن قصائد عمودية. وقد درست بمعهد التكوين والتعليم وحصلت على دبلوم تقني تسيير الموارد البشرية، وسبق لها أن أصدرت ثلاث مجموعات شعرية هي: "اشتياق" (دار المثقف للنشر/ 2018)، و"ذابت في شراييني" (دار الماهر للنشر/ 2019)، و"قلب من ورق" (دار فواصل للنشر/ 2022)، إضافة إلى قصّة للأطفال والناشئة بعنوان "عندما تبتسم الزهور" (دار العكاظية للنشر/ 2023)، قبل أن تقتحم عوالم الرواية وتُصدر روايتها التي تحمل عنوان "صبرينة" (2024).