مقتل العشرات في اشتباكات بين فلول الأسد وقوات الشرع
دمشق - قتل نحو 70 شخصا على الأقل في اللاذقية على الساحل السوري في اشتباكات بين قوات الأمن ومقاتلين "موالين" للرئيس المخلوع بشار الأسد وفق ما أعلن المرصد السوري صباح الجمعة بينما قررت السلطات فرض حظر تجوال في مدن محافظتي اللاذقية وطرطوس فيما تتواصل عمليات التمشيط بحثت عن المسلحين.
وأفاد المرصد عبر منصة إكس بسقوط "أكثر من 70 قتيلا وعشرات الجرحى والأسرى في اشتباكات وكمائن دامية بالساحل السوري بين عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية ومسلحين من جيش النظام البائد".
والجمعة ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أنه تقرر فرض حظر تجوال في مدن محافظتي اللاذقية وطرطوس مضيفة "أن عمليات تمشيط واسعة بدأت في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة".
ووجّه المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية العقيد حسن عبدالغني، تحذيرا لفلول نظام الأسد كي لا يكونوا وقودا لحرب خاسرة بعد أن هرب رأس النظام المخلوع بشار الأسد، وتركهم لمصيرهم.
وفي سلسلة منشورات على منصة "إكس"، قال عبدالغني "إلى كبار مجرمي الحرب لقد هزمتم رغم تحصيناتكم وعتادكم، واليوم أنتم مشتتون بين الجبال لا ملجأ لكم سوى المحاكم حيث ستواجهون العدالة".
وأضاف "الآلاف اختاروا تسليم السلاح والعودة إلى أهلهم بينما يصر البعض على الهروب والموت دفاعا عن قتلة ومجرمين".
وتابع موجها تحذيره للفلول المتبقين "لا تكونوا وقوداً لحرب خاسرة. بشار هرب وترككم لمصيركم، فلا تكرروا الخطأ حتى لا يكون الخطأ الأخير".
وأكد المرصد الجمعة إن قوات الأمن "أعدمت" 52 علويا في محافظة اللاذقية الساحلية.
وأورد أن "قوات الأمن أقدمت على إعدام 52 شابا ورجلا علويا قي بلدتي الشير والمختارية في ريف اللاذقية"، وفق ما أظهرت مقاطع فيديو تحقق المرصد من صحتها، وشهادات حصل عليها من عدد من أقرباء الضحايا وأفراد عائلاتهم.
وكانت "سانا" نقلت الخميس عن مصدر أمني أن "مجموعات من فلول مليشيات الأسد تستهدف عناصر وآليات لوزارة الدفاع قرب بلدة بيت عانا بريف اللاذقية، ما أدى لاستشهاد عنصر وإصابة آخرين".
وبينما لم تذكر "سانا" حصيلة إجمالية للهجمات، تحدث المرصد في منشور سابق على موقعه الإلكتروني، عن مقتل وإصابة 16 عنصرا من إدارة الأمن العام في ريف اللاذقية، دون ذكر تفاصيل أخرى.
وقالت قناة تلفزيون سوريا الموالية للإدارة الجديدة في دمشق إن الاشتباكات مستمرة في منطقة جبلة وهي جزء من المنطقة الساحلية حيث معقل الطائفة العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد.
وبرزت المنطقة الساحلية كواحدة من التحديات الأمنية الرئيسية التي تواجه الرئيس المؤقت أحمد الشرع في الوقت الذي تعمل فيه حكومته على تعزيز السيطرة.
وتعد هذه الهجمات الأعنف ضد السلطة الجديدة منذ إطاحة الأسد، فيما أفاد مصدر في وزارة الدفاع السورية بأن "تعزيزات عسكرية ضخمة تتجه إلى منطقة جبلة وريفها لمؤازرة قوات الأمن العام وإعادة الاستقرار للمنطقة".
وجاءت الهجمات في جبلة بعد اشتباكات أعلنت قوات الأمن الخميس أنها تخوضها في ريف اللاذقية، مع مجموعات مسلحة تابعة "لمجرم الحرب سهيل الحسن"، العقيد السابق في الجيش السوري خلال حقبة الأسد والذي كان يلقى تأييدا كبيرا في أوساط الموالين للرئيس السابق ويعد من أبرز قادته العسكريين.
ونقلت "سانا" عن مصدر في وزارة الدفاع القول إنه تمت مهاجمة "فلول ميليشيات الأسد" في عدة مناطق بطريقة موحدة.
وقال مصدر أمني إن مجموعات الفلول "قامت أيضا باستهداف سيارات الإسعاف التي حاولت إجلاء المصابين"، متابعا "بعد استقدام تعزيزات أمنية إلى المنطقة، قامت ميليشيات الأسد بالتمركز ضمن بلدة بيت عانا وبدأت باستهداف قواتنا بشكل مباشر".
وبالتزامن مع ذلك، ذكرت "سانا" نقلا عن مسؤول أمني، أن مجموعات من فلول الأسد هاجمت أحد حواجز إدارة الأمن العام قرب مدينة جبلة بريف اللاذقية، واستهدفت سيارات لمواطنين.
وأضاف المسؤول "تفرض قواتنا الآن طوقاً أمنياً لمحاصرة فلول ميليشيات الأسد وعصابات خارجة عن القانون في قريتي بيت عانا والدالية بريف اللاذقية".
ولفتت "سانا" إلى إصابة مصور قناة الجزيرة رياض الحسين إثر استهدافه بشكل مباشر من قبل فلول ميليشيات الأسد أثناء تغطيته في مدينة جبلة.وقد أكدت السعودية الجمعة وقوفها الى جانب السلطات السورية في مواجهة "مجموعات خارجة عن القانون"، بعد الاشتباكات.
وأعربت وزارة الخارجية في الرياض عن "إدانة المملكة العربية السعودية الجرائم التي تقوم بها مجموعات خارجة عن القانون في الجمهورية العربية السورية واستهدافها القوات الأمنية"، مؤكدة وقوفها "الى جانب الحكومة السورية في ما تقوم به من جهود لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي".
ومنذ سيطرة السلطات الجديدة على الحكم في دمشق تسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق، يتهم مسؤولون أمنيون مسلحين موالين للحكم السابق بالوقوف خلفها. وتنفذ قوات الشرع حملات أمنية تقول إنها تستهدف "فلول النظام" السابق، تتخللها اعتقالات.
ويفيد سكان ومنظمات بين الحين والآخر عن حصول انتهاكات تتضمن مصادرة منازل أو إعدامات ميدانية وحوادث خطف، تضعها السلطات في إطار "حوادث فردية" وتتعهد بملاحقة المسؤولين عنها.
ويشكل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بعد نزاع مدمر بدأ قبل 13 عاما وتشعبت أطرافه.