المغرب يفنّد أكاذيب الجزائر: قضية الصحراء محسومة

رئيس مجلس المستشارين المغربي يتهم الجزائر باستغلال كل محفل دولي لإثارة قضية الصحراء المغربية، خارج إطار منظمة الأمم المتحدة والمسار الأممي.

الرباط - أكد رئيس مجلس المستشارين المغربي محمد ولد الرشيد أن قضية الصحراء المغربية محسومة من الناحية التاريخية والقانونية، مندّداً بالمحاولات المتكررة لاستغلال المحافل الدولية لترويج أطروحات مضللة حول القضية، في رد حازم على تصريحات جزائرية على هامش أشغال الدورة الـ150 للجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة بالعاصمة الأوزبكية طشقند، والتي وصفها بـ"الكاذبة" و"المضللة"، إذ تعمد الجزائرعلى ترويجها بعد أن اتسعت قائمة الدول العربية والأفريقية والأوروبية الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه والمؤيدة لمقترح الحكم الذاتي لإنهاء هذا النزاع المفتعل.

وقال ولد الرشيد، في كلمة له خلال الاجتماع  إن "بعض الأطراف قد اعتادت على استغلال كل محفل دولي لإثارة قضية الصحراء المغربية، خارج إطار منظمة الأمم المتحدة والمسار الأممي"، مؤكدا على أن هذا الوضع الذي وصفه بـ"الشاذ" "يفصح عن مواقف في حقيقتها لا تنبع من حرص صادق على مصلحة الساكنة ولا من إرادة فعلية للإسهام في إيجاد حل سياسي لهذا النزاع الإقليمي المفتعل"، وفق ما نقل موقع العمق المغربي.

ورفضت الجزائر طيلة الأعوام الماضية الالتحاق بالمباحثات الأممية لإنهاء النزاع المفتعل ضمن مساعيها لتعطيل الحلّ وإطالة أمد الصراع من خلال دعمها لجبهة بوليساريو الانفصالية وتوفير الغطاء السياسي لقادتها والترويج لمبدأ ما يعرف بهتانا بـ"حق تقرير المصير" الذي طُويت صفحته أمام تتالي الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على صحرائه واتساع قائمة الدول الداعمة للمبادرة المغربية.

وتقترب المملكة أكثر من أي وقت مضى من حسم القضية، لا سيما بعد أن تعهدت فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن بدعم سيادته على صحرائه في المحافل الدولية.

وحسب المصدر ذاته أشار ولد الرشيد إلى أن هذه الأكاذيب والمغالطات كشفت عن رغبة مبيتة في توظيف ملف الصحراء المغربية لأغراض جيوسياسية ضيقة، تخدم أجندات تدبر في الكواليس ويحضر لها بأساليب تتنافى مع مبادئ المنظمة بما فيها تقرير المصير"، مضيفا "إننا نؤمن إيمانا عميقا بأن فضاءات الحوار والتشاور، كما هو حال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي، ينبغي أن تظل منصات لتبادل الرؤى وتنسيق الجهود بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، بعيدا عن أية اعتبارات أو أجندات ضيقة، وبما يخدم الاستقرار والسلم الإقليمي والدولي، ويعزز التفاهم بين الشعوب ويحقق أهداف منظمتنا".

ولطالما دأبت الدبلوماسية الجزائرية على توتير الأجواء بينها وبين المغرب كلما تعاظم فشلها اقليميا ودوليا وكلما شعرت بانحسار خياراتها في التعامل مع أزمات محلية وإقليمية، فالجزائر، التي كانت في وقت سابق تتمتع بتأثير سياسي ودبلوماسي واضح في المنطقة، تجد نفسها اليوم في عزلة متزايدة. وقد شهدت العلاقات مع جيرانها كالمغرب ومالي تدهورًا كبيرًا، كما أن الخلافات مع دول كبرى مثل فرنسا وإسبانيا تزداد تعقيدًا، لا سيما بعد أن أيدت إسبانيا في العام 2022 مقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء، وهو موقف أحدث زلزالًا دبلوماسيًا في الجزائر، التي ترى في ذلك انتصارًا للمملكة وتراجعًا لموقعها في المنطقة.