إسرائيل تُصعد في غزة بتوسيع نطاق الحرب

كتائب القسام تنشر مقطع فيديو لأسير إسرائيلي ينتقد الحكومة لعدم تمكنها حتى الآن من تأمين الإفراج عنه.

غزة - أعلنت إسرائيل اليوم السبت أن قواتها أحكمت سيطرتها على محور رئيسي في جنوب قطاع غزة وأنها ستوسع هجومها ليشمل معظم أراضي القطاع الفلسطيني الذي تمزقه الحرب، فيما نشرت حماس مقطع فيديو لرهينة إسرائيلي.

ويظهر الفيديو الذي نشرته كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الرجل جالسا في غرفة ضيقة. وفي حديثه أمام الكاميرا، انتقد الحكومة الإسرائيلية لعدم تمكنها حتى الآن من تأمين الإفراج عنه.

يأتي ذلك فيما أملت حركة حماس الفلسطينية في إحراز "تقدم حقيقي" في المحادثات المقررة في القاهرة للتوصل إلى هدنة في قطاع غزة حيث تستمر الغارات الإسرائيلية.

وبعد شهرين من الهدنة، استأنفت إسرائيل ضرباتها وعملياتها البرية في القطاع مع تأكيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن زيادة الضغف العسكري هو السبيل الوحيد لإرغام حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على إطلاق الرهائن الذين احتجزتهم أثناء هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم السبت في بيان خاطب فيه السكان الفلسطينيين "قريبا، ستتكثف عمليات الجيش وستتوسع لتشمل مناطق أخرى في القسم الأكبر من غزة. وعليكم إخلاء مناطق القتال".

كما أعلن كاتس أن الجيش الإسرائيلي أحكم سيطرته على محور موراغ الرئيسي والواقع بين مدينتي رفح وخان يونس في جنوب قطاع غزة المدمر والمحاصر.

وأضاف "حان الوقت للنهوض والقضاء على حماس وتحرير جميع الرهائن الإسرائيليين. هذه هي الطريقة الوحيدة لإنهاء الحرب".

وفي وقت لاحق، دعا الجيش الإسرائيلي سكان مدينة خان يونس ومحيطها في جنوب قطاع غزة إلى إخلائها، استعدادا لتوجيه ضربة ردا على إطلاق صواريخ وقال عبر منصة "إكس" إن قواته تعمل "بقوة كبيرة في المنطقة وستضرب بقوة أي مكان يتم إطلاق مقذوفات منه".

وكان الجيش أعلن أن قواته الجوية اعترضت ثلاثة صواريخ تبين أنها عبرت الى أراضي الدولة العبرية بعد إطلاقها من جنوب غزة السبت.

وقال في بيان "بعد إطلاق صافرات الإنذار قبل قليل في مناطق مفتوحة قرب قطاع غزة، قامت القوات الجوية باعتراض ثلاثة مقذوفات تبين أنها عبرت الى الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من جنوب غزة. لم يسجل وقوع إصابات".

وعاد وأعلن في وقت لاحق وفي بيان منفصل عن اعتراض مقذوف آخر بالقرب من القطاع دون تسجيل إصابات.

وفي وقت سابق، أعلن مصدر مطلع في حماس إجراء محادثات السبت في القاهرة بين مسؤولين مصريين ووفد من الحركة برئاسة خليل الحية.

وقال المصدر مشترطا عدم الكشف عن اسمه "نأمل أن يحقق اللقاء تقدما حقيقيا للتوصل لاتفاق لوقف الحرب ووقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من قطاع غزة".

وأوضح أن الحركة "لم تتلقَّ أي اقتراحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى"، مشيرا إلى أن الاتصالات والمباحثات التي يجريها الوسطاء ما تزال جارية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الجمعة أن مصر وإسرائيل تبادلتا مسودة وثائق حول اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

وأفادت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن المقترح المصري ينص على الإفراج عن ثماني رهائن أحياء وثماني جثث مقابل هدنة تراوح بين 40 و70 يوما، وإطلاق سراح عدد كبير من السجناء الفلسطينيين.

وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية نقلا عن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تأكيده أن "اتفاقا جديا للغاية يتبلور" مشيرا الى أنها "مسألة أيام".

وأكدت حماس في بيان اليوم السبت أن "المعادلة واضحة تتمثل في إطلاق الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب، العالم يقبلها ونتنياهو يرفضها"، محذرة من أن "كل يوم تأخير في التوصل لاتفاق لتثبيت وقف النار يعني مزيدا من القتل للمدنيين الفلسطينيين العزل، ومصيرا مجهولا لأسرى الاحتلال".

وأعلن الدفاع المدني في غزة اليوم السبت مقتل فلسطيني وإصابة آخرين في غارة جوية إسرائيلية غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.

ودُفن أربعة فلسطينيين آخرين في اليوم نفسه بعد غارة إسرائيلية على منزلهم في شرق مدينة غزة (شمال). وقالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان في بيان إنه "بين 18 مارس/آذار و9 أبريل/نيسان 2025، أصابت 224 غارة إسرائيلية تقريبا مباني سكنية وخياما للنازحين"، مشيرة الى أنها تتحقق "من معلومات تتعلّق بنحو 36 ضربة، مفادها أنّ الضحايا الموثّقين حتّى اللحظة همّ من النساء والأطفال حصرا".