الامن الموريتاني يفكك أكبر شبكة تهريب مهاجرين إلى أوروبا
نواكشوط - فككت السلطات الموريتانية أكبر شبكة لتهريب المهاجرين غير النظاميين من موريتانيا نحو أوروبا، واعتقال زعيمها، وذلك في إطار حملة واسعة لمكافحة الهجرة السرية، فيما تواجه موريتانيا ضغوطا كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين، ما يرفع مستوى التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
وأوضح الأمن الموريتاني في بيان أنه "نفذ عملية مكنت من توقيف 117 شخصيا ينشطون في عدة شبكات لتهريب المهاجرين، بينهم أكبر شبكة لتهريب المهاجرين في موريتانيا"، فيما لم يذكر أسماء أعضاء هذه الشبكات ولا جنسياتهم، مشيرا إلى أنه "شن خلال الأيام الماضية حملة واسعة في مختلف أنحاء البلاد بهدف التصدي لكافة أشكال الهجرة غير النظامية والحد من نشاطات الشبكات الإجرامية العابرة للحدود".
وتعمل السلطات الموريتانية بالتنسيق مع إسبانيا على تقليص التدفقات وتجفيف منابعها، خصوصاً عبر الإنترنت، الذي تستخدمه شبكات لاستدراج المهاجرين من خلال إغرائهم بوعود كاذبة عن سهولة العبور إلى أوروبا، بينما أطلقت في منتصف فبراير/شباط الماضي محكمة جديدة مختصة بقضايا الهجرة والاتجار بالبشر، في إطار استراتيجية وطنية لمحاربة الهجرة غير الشرعية، يجري تنفيذها بالتعاون مع دول الاتحاد الأوروبي، فيما تشير بيانات وزارة الداخلية الإسبانية إلى أن أكثر من 41 ألف مهاجر وصلوا بين يناير/كانون الثاني ونوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وكانت السلطات الموريتانية قد اعلنت الخميس عن انتشال أكثر من 100 جثة لمهاجرين أفارقة بشواطئ البلاد منذ يناير/كانون الثاني الماضي، وانتشال 500 جثة لمهاجرين أفارقة خلال عام 2024.
ومنذ أشهر بدأت نواكشوط حملة واسعة لترحيل آلاف المهاجرين الأفارقة المقيمين في البلاد بطرق غير قانونية، ما أثار انتقادات في عواصم إفريقية، خصوصا في باماكو (مالي) وداكار (السنغال).
وكانت الحكومة الموريتانية، قد أطلقت الشهر الماضي بدعم من الاتحاد الأوروبي برنامج "التحكم الترابي، واستقرار المناطق الحدودية، وتسيير الهجرة"، في إطار جهودها لتعزيز إدارة الحدود والتصدي لتحديات الهجرة غير النظامية والجريمة العابرة للحدود.
وشهدت البلاد خلال الأشهر الأخيرة موجة وصفت بغير المسبوقة للمهاجرين غير الشرعيين واللاجئين من القارة الافريقية نحو الأراضي الموريتانية ومنها إلى دول أوروبية، فيما باتت شواطئ مدينتي نواكشوط ونواذيبو شمال غرب البلاد وجهة مفضلة لآلاف المهاجرين الأفارقة الحالمين بالعبور إلى أوروبا.
وتعتبر موريتانيا موضوع الهجرة السرية أحد أولوياتها لعام 2025، حيث أعلن رئيس الوزراء الموريتاني المختار ولد أجاي عن إعداد خطة متكاملة تجمع بين الإطار القانوني الملائم والآليات الفنية الفعالة والموارد البشرية واللوجستية الضرورية، لمكافحة ظاهرة الهجرة.
وأواخر يناير/كانون الثاني الماضي، أعلن رئيس الوزراء الموريتاني المختار ولد اجاي، عزم حكومته تشييد "حزام أمني إلكتروني" بنواكشوط، في إطار مكافحة الهجرة غير النظامية في البلاد.
وقال ولد اجاي "ستبدأ الأعمال قريبا في بناء حزام أمني إلكتروني على مدينة نواكشوط لضبط الدخول المنظم إليها"، دون توضيح كيفية عمل الحزام، مشيرا إلى أن الملف يشكل "أحد أولويات" حكومته خلال العام الحالي، عبر تنفيذ "خطة متكاملة تجمع بين الإطار القانوني الملائم والآليات الفنية الفعالة والموارد البشرية واللوجستية الضرورية".