السوداني يدخل السباق الانتخابي بعرض 'إنجازات' حكومته

رئيس الوزراء العراقي يعوّل على ما يعتبره سجلاً من 'الإنجازات الواقعية'، خصوصاً في الملفات الاقتصادية والخدمية، فضلاً عن التقدم الأمني الذي تحقق خلال فترة ولايته.
ترشح السوداني يأتي وسط تنافس محتدم بين قوى وتيارات سياسية
السوداني يطالب بدعم مشروعه الاصلاحي

بغداد - أعلن رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الأربعاء ترشحه رسميًا للانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكدًا التزام حكومته بتوفير البيئة اللازمة لإجراء انتخابات شفافة وفي موعدها المقرر وذلك ذلك خلال كلمة ألقاها في افتتاح ملتقى السليمانية التاسع، حيث شدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب "إصلاحات جريئة وشاملة"، داعيًا إلى دعم مشروعه الإصلاحي الذي يقول إنه بدأ يؤتي ثماره في مجالات متعددة.
ويأتي ترشحه في لحظة سياسية دقيقة، وسط تنافس محتدم بين قوى وتيارات سياسية، بعضها من داخل البيت الشيعي، وأخرى من الكتل السنية والكردية التي تستعد بدورها لخوض السباق الانتخابي المقبل. غير أن السوداني، المدعوم من تحالف "إدارة الدولة"، يعوّل على ما يعتبره سجلاً من "الإنجازات الواقعية"، خصوصاً في الملفات الاقتصادية والخدمية، فضلاً عن التقدم الأمني الذي تحقق خلال فترة ولايته.
وقال خلال كلمته "الانتخابات فرصة لدعم مشروع إصلاحي للعراق"، مشيرًا إلى أن حكومته وضعت منذ اليوم الأول أولوية واضحة تتمثل في "أن يكون العراق أولاً". وأكد أن القيمة الحقيقية للإصلاح لا تتحقق إلا بوصول ثماره إلى الفئات الفقيرة والمهمشة، معبّراً عن رفضه لتحويل التنافس السياسي إلى ساحة "للتشهير وطمس الحقائق".

وبحسب ما أعلنه السوداني، فإن الحكومة نجحت في خفض عدد المشاريع المتلكئة من الآلاف إلى أقل من 850 مشروعًا، كما أطلقت أكبر خطة إنتاجية في مجال الطاقة، شملت بناء محطات كهربائية جديدة، والولوج لأول مرة إلى مشاريع الطاقة الشمسية والمتجددة. كما كشف أن نسبة إيقاف حرق الغاز تجاوزت 70 في المائة، وهو رقم يُعد إنجازًا نوعيًا في قطاع الطاقة العراقي.
وفي المجال الأمني، يشير رئيس الوزراء العراقي إلى أن البلاد أصبحت أكثر استقرارًا، وأنها على أعتاب دور جديد كـ"شريك موثوق ومساهم فعّال في استقرار المنطقة"، مؤكدًا أن حكومته ماضية في "تأسيس مقومات الدولة القوية".
وسياسيًا، يخوض السوداني الانتخابات المقبلة بتحالف سياسي واضح المعالم، يتمثل في تنسيقه الوثيق مع تيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم، في مواجهة مباشرة مع الجناح الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي داخل "الإطار التنسيقي". ويُنظر إلى هذا التحالف كاستراتيجية لتعزيز فرص السوداني في الحفاظ على منصبه بعد الانتخابات، خاصة مع احتدام التنافس داخل القوى الشيعية على قيادة المرحلة المقبلة.
ويبدو أن تيار الحكمة والسوداني يسعيان إلى تقديم خطاب سياسي يبتعد عن الاستقطاب التقليدي، ويركز على "الإنجاز والإدارة"، في مقابل خطاب أكثر تقليدية تبنّاه المالكي، والذي يراهن على إرثه السياسي وقدرته على تحشيد الأصوات، رغم التحديات التي تواجهه على الساحة الشعبية.
وتشهد الانتخابات المقبلة، المتوقع أن تجري أواخر العام الجاري، استعدادات مبكرة من مختلف الأطراف، وتترقبها الأوساط السياسية والشعبية لما قد تفرزه من تحولات في توازنات القوى داخل البرلمان. وتشير مؤشرات أولية إلى أن أكثر من تحالف سياسي سيتنافس على تمثيل التيارات الشيعية، في ظل غياب التيار الصدري عن المشهد الانتخابي، ما يفتح المجال أمام قوى أخرى لملء الفراغ الذي تركه مقتدى الصدر بعد انسحابه من العملية السياسية.
ورغم التحديات السياسية والاقتصادية، يحاول السوداني تقديم نفسه كخيار "الإدارة المستقرة"، مدفوعًا بسلسلة من المشاريع التي تم تنفيذها على الأرض، وخطاب يحاول الموازنة بين الواقعية والطموح.
وترشح محمد شياع السوداني للانتخابات المقبلة لا يُعد مفاجئًا، لكن توقيته، ورسائله السياسية، والتحالفات التي تشكّلت من حوله، تشير إلى معركة انتخابية معقدة ومفتوحة على احتمالات متعددة. وبينما يؤكد رئيس الوزراء الحالي أن مشروعه "إصلاحي ويستند إلى منجزات"، فإن صناديق الاقتراع ستكون الفيصل في تحديد مدى قبول الشارع العراقي لهذا الطرح، في ظل مشهد سياسي لا يزال يبحث عن الاستقرار والتجديد.