حراك سعودي لتحضير قمة رباعية بشأن لبنان وسوريا
الرياض – قالت مصادر دبلوماسية إن المساعي جارية لعقد قمة رباعية تجمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرؤساء الأميركي دونالد ترامب واللبناني جوزيف عون والسوري أحمد الشرع، على هامش زيارة ترامب المرتقبة إلى الرياض الشهر المقبل، فيما يبدو واضحا الدور السعودي الفعال في رعاية التفاهمات بين دمشق وبيروت والذي من شانه ان يطلق مسارا تنفيذيا لإعادة نفض الملفات والعلاقات بين البلدين برعاية سعودية قوية .
وحسب موقع "الجريدة" الكويتية، تشير المصادر إلى أن الاهتمام السعودي يتركز على لبنان وسوريا في المرحلة المقبلة بهدف تفعيل طرق التجارة من على سواحلهما باتجاه أوروبا، لافتة إلى أن دول الخليج تبدو مهتمة باعتماد البلدين كمحطة انطلاق أساسية لخطوط التصدير نحو الدول الاوروبية وهذا ما يحتاج إلى الاستقرار وتثبيته.
وكان الرئيس الأميركي قد أعلن عزمه زيارة السعودية في مايو/أيار المقبل لتوقيع اتفاقية استثمارية، وذلك في أول زيارة خارجية له خلال ولايته الثانية، فيما يرى مراقبون أنها زيارة تحمل أكثر من مجرد "جمع أموال"، إذ أن المملكة تلعب دورا رئيسيا في السياسة الإقليمية والدولية.
وتحرص السعودية على رعاية التفاهمات السوريّة اللبنانية المتعلّقة بضبط الحدود وتثبيتها وإغلاق المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية ومنع التهريب بكل أشكاله، إضافة إلى تعهد سوريا ولبنان بألا تكون أراضيهما منطلقاً لأي تهديد للطرف الآخر، ما يؤدي الى تطوير العلاقات بين البلدين على قاعدة المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة في المرحلة المقبلة.
وتسعى المملكة العربية، حسب متابعين، لتأمين نفوذها عبر المساعدات أو الإستثمارات المالية لكل من دمشق وبيروت، لكن ذلك لن يكون مجاناً بل بشروط، فيما أشار آخرون الى حضور الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان المكلف بالملف اللبناني إلى لبنان، قبل ساعات قليلة من توجه رئيس الحكومة نواف سلام على رأس وفد وزاري إلى العاصمة السورية، إلى أنه لم يكن مجرد تفصيل.
وحسب "الجريدة" الكويتية، أشارت مصادر إلى أن الأمير السعودي بحث مع الجانب اللبناني الملفات المشتركة، وبالخصوص إنجاز الإصلاحات المطلوبة للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، واتخاذ الإجراءات اللازمة على المستوى الأمني لتشديد الرقابة والتفتيش في المطار وفي مرفأ بيروت وغيره من المرافئ، تمهيداً للوصول إلى اتخاذ قرار يقضي برفع الحظر عن سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان، ورفع الحظر عن التصدير إلى السعودية.
كما بحث الطرفان، وفق المصدر ذاته، ضرورة مواصلة الحكومة اللبنانية عملها لبسط سيادتها الكاملة على أراضيها، مع الاستعداد للمساعدة في ذلك، ومواصلة الجيش عمليات تفكيك البنية العسكرية لحزب الله في الجنوب، خصوصاً أن هناك اهتماماً دولياً بذلك، وأن اللبنانيين متفقون على تحقيق هذا الهدف.
ويعول لبنان على دول الخليج، خصوصا السعودية، لدعمه في التعافي من انهيار اقتصادي غير مسبوق يعصف بالبلاد منذ خريف 2019، وللحصول على مساعدات لتمويل مرحلة إعادة الإعمار، بعدما خلفت الحرب الاسرائيلية دمارا واسعا في جنوب لبنان وشرقه وفي ضاحية بيروت الجنوبية.
وكان الرئيس اللبناني قد أكد أن زيارته الأولى للسعودية بعد توليه منصبه "فرصة للتأكيد على عمق العلاقات اللبنانية السعودية" ومناسبة أيضا للإعراب عن "تقدير لبنان للدور الذي تلعبه المملكة في دعم استقرار لبنان وسلامته وانتظام عمل المؤسسات الدستورية فيه".