غروسي يعلن اقتراب إيران من صنع القنبلة النووية

صحف تنقل عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن ترامب يعارض ضربة إسرائيلية لمواقع نووية إيرانية لصالح التفاوض على اتفاق.

بروكسال - حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الأربعاء من أن إيران "ليست بعيدة" عن تطوير قنبلة نووية، وذلك قبيل وصوله إلى طهران لإجراء محادثات، فيما أفادت وسائل اعلام أميركية ان الرئيس دونالد ترامب يعارض خطة لضربة إسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية.
وتشتبه دول غربية، من بينها الولايات المتحدة، منذ أمد بأن إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران باستمرار مؤكدة على أن برنامجها مخصص لأغراض مدنية سلمية.
وقال غروسي في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية نشرت الأربعاء، "إنها أشبه بأحجية، لديهم القطع، وقد يتمكنون يوما ما من تجميعها" مضيفا "لا يزال أمامهم مسافة ليقطعوها قبل أن يصلوا إلى تلك المرحلة. لكنهم ليسوا بعيدين، علينا أن نقر بذلك".
وشدد على ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة مكلفة بالإشراف على امتثال إيران للاتفاق النووي لعام 2015 الذي سحب منه دونالد ترامب الولايات المتحدة أحاديا خلال ولايته الرئاسية الأولى.
وتابع غروسي "لا يكفي القول للمجتمع الدولي +لا نملك أسلحة نووية+ ليصدّق. يجب أن نكون قادرين على التحقق من ذلك".
ووصل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الأربعاء إلى طهران حيث التقى وزير الخارجية عباس عراقجي. ومن المنتظر أن يلتقي أيضا رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي. ووصف غروسي لقاءه مع عراقجي بأنه "مهم".
وأضاف في منشور على منصة إكس أن "التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمر لا غنى عنه لتوفير ضمانات موثوقة بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني في وقت أصبحت فيه الدبلوماسية مطلوبة بشكل عاجل".
وتأتي الزيارة قبل جولة ثانية من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة السبت، بعد أسبوع من عقد البلدين أرفع محادثات بينهما منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي في عام 2018. ووصف الجانبان الجولة الأولى بأنها "بناءة".
وفي وقت سابق الأربعاء، قال عراقجي إن تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض" بعد أن دعا المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى إنهائه.
وأضاف في تصريحات للصحافيين "إن تخصيب إيران لليورانيوم مسألة حقيقية ومقبولة" مؤكدا "نحن مستعدون لإرساء الثقة استجابة للمخاوف المحتملة (بشأن النووي)، لكن قضية التخصيب غير قابلة للتفاوض".
جاءت التصريحات بعد أن قال ويتكوف الثلاثاء إن "أي ترتيب نهائي يجب أن يضع إطارا للسلام والاستقرار والازدهار في الشرق الأوسط، ما يعني أنه يجب على إيران وقف برنامج التخصيب النووي والتسلّح والتخلّص منه".
وكان المبعوث الأميركي قد دعا الاثنين إيران إلى العودة إلى التخصيب بمستوى لا يتجاوز 3.67 في المئة، وهي النسبة القصوى المسموح بها بموجب الاتفاق النووي المبرم في 2015.
في أحدث تقرير فصلي نشرته في فبراير/شباط، قدّرت الوكالة الدولة للطاقة الذرية أن إيران بات في حوزتها 274.8 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 في المائة، وهو ما يتجاوز بكثير نسبة 3.67 في المائة التي حددها اتفاق 2015.
وبعد عودته إلى الرئاسة، فرض ترامب مجددا عقوبات على طهران في إطار سياسة "الضغوط القصوى" التي أعاد العمل بها.

عراقجي أكد أن تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض
عراقجي أكد أن تخصيب اليورانيوم غير قابل للتفاوض

وفي مارس/آذار، وجه رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يدعو فيها إلى إجراء محادثات، ملوّحا في الوقت نفسه بعمل عسكري محتمل في حال عدم التوصل إلى اتفاق.
وفي المقابل نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأربعاء عن مسؤولين في الإدارة الأميركية وآخرين أن ترامب يعارض خطة لضربة إسرائيلية لمواقع نووية إيرانية، وذلك لصالح التفاوض على اتفاق مع طهران لوضوع قيود على برنامجها النووي.
ووفقا للصحفية فقد وضعت إسرائيل خططا لمهاجمة المواقع في مايو/أيار، وذكرت أن الهدف هو إلحاق انتكاسة بقدرة إيران على تطوير سلاح نووي لمدة عام أو أكثر.
وأوضحت الصحيفة أن دعم الولايات المتحدة ضروري ليس فقط للدفاع عن إسرائيل من أي رد إيراني، وإنما أيضا لضمان نجاح الهجوم.
وقبل جولة المحادثات الجديدة، دان عراقجي الأربعاء ما اعتبره "المواقف المتناقضة والمتضاربة" للإدارة الأميركية معبرا عن أمله في بدء المفاوضات بشأن إطار اتفاق محتمل لكنه شدد على أن ذلك يتطلب "مواقف بناءة" من الجانب الأميركي.
وأعلنت وسائل إعلام رسمية إيرانية الأربعاء أن المحادثات المقررة السبت ستعقد في روما بوساطة عمانية، وهو ما أكده متحدث إيطالي.
وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني كاظم غريب آبادي للتلفزيون الرسمي في وقت متأخر الأربعاء أن المحادثات ستعقد في روما مضيفا "إذا كان الطرف الآخر جادا بشأن المفاوضات، فعليه أن يأتي بطلبات منطقية، وليس طلبات غير واقعية"، في إشارة إلى التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ويتكوف بشأن التخصيب.
ومن المقرر أن يزور عراقجي روسيا حليفة إيران، الخميس بحسب السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جليلي. وأعلنت طهران في وقت سابق هذا الأسبوع أن الزيارة "مُخطط لها مسبقا" وستتناول المحادثات الإيرانية الأميركية.
وقال إن "الهدف من زيارتي إلى روسيا نقل رسالة خطية من المرشد الأعلى" إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
واستعدادا لمحادثات عُمان أجرت إيران مباحثات مع روسيا والصين الموقعتين على اتفاق العام 2015. وقبل أيام قليلة على الجولة الثانية من المحادثات في إيطاليا قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إنه يأمل التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة، على ما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا).
والثلاثاء أبدى المرشد الأعلى الإيراني ارتياحه للمحادثات الأخيرة مع الولايات المتحدة لكنه حذر من أنها قد تكون في نهاية المطاف غير مثمرة. وقال إن "المفاوضات قد تسفر وقد لا تسفر عن نتائج" مؤكدا أن إيران حددت "خطوطها الحمراء".
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية غير مطروحة للنقاش في المحادثات.
وذكرت وكالة إرنا الأحد أن نفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية، واللتان لطالما انتقدتهما الحكومات الغربية، هي من ضمن "خطوطها الحمراء" في المحادثات.