أفلام السعودية يعطي شارة انطلاق 'قصص ترى وتروى'

المهرجان يحتفي بالفنان إبراهيم الحساوي في حفل افتتاحه تقديرًا لمسيرته الفنية الطويلة والثرية.

الظهران (السعودية) - تحت شعار "قصص ترى وتروى"، أطلقت جمعية السينما ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" بدعم من هيئة الأفلام الخميس، فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان أفلام السعودية بمدينة الظهران، وذلك وسط حضور واسع من صُنّاع الأفلام والنقاد والمبدعين والمهتمين بصناعة السينما.

وشهد حفل الافتتاح تكريم الفنان السعودي إبراهيم الحساوي، تقديرًا لمسيرته التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، قدّم خلالها أعمالًا لافتة في المسرح والتلفزيون والسينما.

وبهذه المناسبة، قال الحساوي "من يستحق التكريم هم صناع الأفلام، هذا التكريم يشاركونني فيه كلهم لأنهم منحوني فرصة المشاركة في أفلامهم"، مضيفا "ممتن لهذا التكريم، كُرمت تكريمات عديدة أعتز فيها، وهذا التكريم استثنائي لأنني عاصرت هذا المهرجان منذ دورته الأولى وحتى الآن".

وعرض المهرجان في الافتتاح فيلم "سوار" للمخرج أسامة الخريجي وهو مأخوذ عن قصة حقيقية لطفلين حديثي الولادة أحدهما سعودي والآخر تركي جرى تبديلهما بطريق الخطأ في المستشفى لكن المصادفة وحدها تؤدي إلى اكتشاف الأمر بعد أن أصبح لكل منهما عائلته وحياته الخاصة.

ويتخذ المهرجان الذي يتواصل إلى غاية الثالث والعشرين من أبريل/نيسان الجاري من "سينما الهوية" محورا لفعالياته هذا العام.

وقالت رئيسة جمعية السينما السعودية هناء العمير "نقدم دورتنا لهذا العام في وقت يشهد فيه الإنتاج السينمائي السعودي نموا لافتا، حيث لم تعد الأفلام السعودية تقتصر على الظهور النادر، بل باتت تزاحم بعضها في صالات العرض، وهو ما يعكس حراكا فنيا يستحق التوقف عنده".

وأضافت "من هنا اخترنا أن يكون محور المهرجان لهذا العام 'سينما الهوية' لنتساءل معا، هل بدأت تتشكل ملامح واضحة لهوية أفلامنا؟ أم أننا لا نزال في مرحلة التلقي والتأثر؟، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف ننتقل إلى موقع التأثير والإضافة في المشهد السينمائي".

وأشارت إلى أن المهرجان يسلط الضوء أيضا على تجربة السينما اليابانية التي وصفتها بأنها "ذات أثر عميق في السينما العالمية بما تحمله من مدارس فنية وتجارب ثرية وتاريخ عريق".

ويعرض المهرجان خلال فعالياته 7 أفلام روائية سعودية وخليجية طويلة، في ما سيكون هناك 22 فيلمًا قصيرًا سعوديًا وخليجيًا، وبلغ عدد الأفلام الموازية 12 فيلمًا سعوديًا.

ويصاحب ذلك 4 ندوات و4 برامج تدريبية، بالإضافة إلى عقد 3 جلسات تتخللها فعاليات توقيع كتب الموسوعة السعودية للسينما، إضافة إلى ذلك سيضم سوق الإنتاج 22 مشروعًا بواقع 22 جهة عرض.

وأوضحت رئيس قسم البرامج في مركز "إثراء" نورة الزامل أن انطلاق الدورة الحادية عشرة من مهرجان أفلام السعودية يأتي امتدادًا لدور المركز في دعم الصناعات الإبداعية، واحتضان المواهب السينمائية السعودية والخليجية.

وأكدت أن المهرجان لم يعد مجرد منصة لعرض الأفلام، بل أصبح مساحة حيوية تلتقي فيها العدسات وتتقاطع الرؤى، ليُعاد من خلالها تشكيل الواقع بخيال إبداعي يعكس تنوّع المجتمع السعودي وثراء هويته.

ومهرجان أفلام السعودية الذي انطلق لأول مرة عام 2008 بمبادرة من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون بالدمام، يُعد من أبرز المهرجانات السينمائية المحلية، ويهدف إلى تحفيز صناعة الأفلام، وتعزيز الحراك الثقافي، إضافة إلى تسليط الضوء على المواهب المحلية والاحتفاء بأفضل الإنتاجات السينمائية السعودية.