قصف مكثف ومركز على البنية التحتية لمنافذ الحوثيين الاقتصادية

الأمين العام للأمم المتحدة يعرب عن قلقه إزاء احتمال حدوث تسرب نفطي بعد تدمير ميناء رأس عيسى.

صنعاء - شنت الولايات المتحدة اليوم السبت غارات استهدفت ميناء الحديدة ومطار المحافظة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فيما تأتي هذه الضربات بعد يوم من ضربة أميركية أدت إلى تدمير ميناء رأس عيسى النفطي، في إطار مساعي واشنطن لتضييق الخناق على المتمردين من خلال قطع طرق إمدادهم بالسلاح وإخراج المنشآت التي تشكل لهم مصادر تمويل، عن الخدمة.

وقالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين في نبأ مقتضب عبر قناتها على تلغرام "13 غارة للعدوان الأميركي على ميناء ومطار الحديدة"، دون مزيد من التفاصيل.

وفي وقت سابق أعلن المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع "إسقاط الدفاعات الجوية التابعة للجماعة طائرة أميركية من طراز MQ - 9 بصاروخ أرض جو محلي الصنع، أثناء تنفيذها أعمالا عدائية في أجواء صنعاء".

وأضاف سريع في بيان أن هذه الطائرة "هي الثانية التي تنجح الدفاعات الجوية للحوثيين في إسقاطها خلال 24 ساعة والسادسة خلال أبريل/نيسان الجاري".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة اليوم السبت إنّ أنطونيو غوتيريش قلق للغاية إزاء الضربات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة في اليمن والتي أعلن المتمرّدون الحوثيون أنّها أسفرت عن مقتل 80 شخصا وإصابة 150 آخرين بجروح.

وأعلن الجيش الأميركي الخميس أن قواته دمّرت ميناء رأس عيسى في إطار قطع الإمداد والتمويل عن المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران، والذين يسيطرون على مساحات واسعة من أفقر دول شبه الجزيرة العربية. وتعدّ هذه الغارات الأكثر دموية في الحملة الجوية المكثفة التي أطلقتها واشنطن قبل شهر.

وأعرب غوتيريش عن مخاوفه جراء الأضرار التي لحقت بالميناء و"احتمال حدوث تسريبات نفطية في البحر الأحمر"، وفق دوجاريك.

كذلك، دعا الحوثيين إلى الوقف "الفوري" لهجماتهم المتواصلة بالصواريخ والمسيرات على إسرائيل وسفن الشحن في البحر الأحمر.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّ الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.

وجاءت الحملة الجوية الأميركية عقب تهديد المتمردين باستئناف هجماتهم ضد الملاحة الدولية بعدما قطعت إسرائيل كل الإمدادات عن غزة واستأنفت هجومها على القطاع الفلسطيني في 18 آذار/مارس، منهية بذلك هدنة استمرت شهرين.

ومنذ 15 مارس/آذار ، استأنف الحوثيون أيضا هجماتهم على السفن العسكرية الأميركية وإسرائيل، قائلين إن ذلك يأتي تضامنا مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وتتعرض مناطقهم منذ ذلك الحين لغارات شبه يومية يحملون الولايات المتحدة مسؤوليتها، بعدما أعلنت واشنطن منتصف الشهر الماضي إطلاق عملية عسكرية ضدّهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي السياق، قال دوجاريك إنّ غوتيريش لا يزال يشعر "بقلق عميق" إزاء التهديد بمزيد من التصعيد في المنطقة، وحثَّ جميع الأطراف على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس".