تركيا تنفي التأثير على قرارات حماس في مفاوضات الهدنة
أنقرة - فندت وزارة الخارجية التركية، الاثنين، أنباء الإعلام الإسرائيلي التي تتحدث عن ضغط أنقرة على حركة "حماس" لدفعها نحو تقديم تنازلات بشأن وقف إطلاق النار في غزة حيث جاء ذلك في تصريح للمتحدث الخارجية التركية، أونجو كتشالي، تعليقا على ما ورد بوسائل إعلام إسرائيلية بأن وزير الخارجية هاكان فيدان مارس ضغطا على مسؤولين من "حماس" أثناء لقائه بهم بالعاصمة القطرية الدوحة الأحد.
وفي خضم المساعي الإقليمية والدولية لإنهاء الحرب في غزة، تبرز تركيا كطرف يمكن أن يؤدي دورًا مهمًا في الضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات تسهّل التوصل إلى هدنة شاملة، تشمل تسليم الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها. وبحكم العلاقات التاريخية بين أنقرة وحماس، واتصالاتها الدائمة مع قيادات الحركة، فإن تركيا تملك قنوات تأثير مباشرة وغير مباشرة، يمكن تفعيلها في لحظات التفاوض الدقيقة، خصوصًا في ظل تعثّر الوساطات الأخرى.
ما يعزز هذا الدور المحتمل هو العلاقة الجيدة التي تجمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قد يطالب انقرة بالضغط على حماس لتقديم تنازلات واطلاق سراح الرهائن. وتدرك أنقرة أن أي انفراجة في الملف الفلسطيني – الإسرائيلي سيكون لها تأثير واسع على صورة تركيا الإقليمية ودورها الدولي. ومن هذا المنطلق، يمكن أن تسعى تركيا لتوظيف علاقاتها مع الأطراف المختلفة، بما في ذلك واشنطن، لدفع حماس نحو قدر أكبر من المرونة السياسية، تمهيدًا لهدنة طويلة الأمد قد تفتح الباب أمام حل أوسع.
ويأتي ذلك رغم تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية والتي وصلت لحد القطيعة الدبلوماسية ووفق التعاون في المجال التجاري ناهيك على الحملات الإعلامية المتبادلة.
وقال كتشالي "الادعاء بأن وزيرنا (الخارجية) أجبر حماس على تقديم تنازلات بشأن وقف إطلاق النار خلال لقائه بمسؤولي حماس في الدوحة أمس، لا يعكس الحقيقة". والأحد، بحث فيدان مع رئيس مجلس شورى "حماس" محمد درويش، وأعضاء المكتب السياسي للحركة، الوضع الإنساني بقطاع غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار.
وقالت مصادر بوزارة الخارجية التركية، أمس، إن فيدان التقى درويش وأعضاء المكتب السياسي للحركة، على هامش زيارته إلى الدوحة.
فيدان التقى رئيس مجلس شورى حماس على هامش زيارته إلى الدوحة
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء تناول الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يتعرض لخرب تشنها إسرائيل منذ أكثر من عام ونصف، وآخر المستجدات في مفاوضات وقف إطلاق النار.
وحسب المصادر، أكد وفد "حماس" أن الحركة مستمرة ببذل الجهود من أجل تحقيق وقف إطلاق نار دائم، وقدم معلومات عن المحادثات التي أجريت في الفترة الأخيرة. من جانبه، لفت فيدان إلى استمرار مبادرات تركيا في المحافل الدولية، وجهودها على الصعيد الثنائي لإحلال السلام في غزة.
كما تناول اللقاء الكارثة الإنسانية الناجمة عن منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة منذ شهرين تقريبًا، فيما تم التأكيد على ضرورة إيجاد حل عاجل لهذه المشكلة.
وفي 18 مارس/آذار تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني، واستأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، رغم التزام حركة حماس بجميع بنود الاتفاق.
ومنذ 2 مارس/اذار الماضي تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدت تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وبدعم أميركي مطلق شنت إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الاول حربا في غزة، خلّفت نحو 170 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.