حسّن إشارة الواي فاي في منزلك دون انفاق فلس واحد

استخدام ورق الألمنيوم خلف الراوتر يحسّن إشارة الواي فاي بتوجيهها نحو مناطق معينة، لكنه قد يضعف الإشارة في أماكن أخرى.

لندن - لا شيء أكثر إحباطًا من اتصال واي فاي سيئ يعيق بث مسلسلك المفضل.

لكن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي أبدوا دهشتهم بعد اكتشافهم حيلة بسيطة يمكن أن تجعل "عجلة الانتظار المزعجة" شيئًا من الماضي.

ووفق دايلي ميل، تقترح منشورات منتشرة: "ضع ورقة ألمنيوم خلف جهاز الراوتر وشكرًا لاحقًا!!!" وعلى منصة "إكس"، أبدى المعلقون اندهاشهم من هذه الحيلة.

كتب أحد المعلقين بحماس: "مذهل ما يمكن أن تفعله ورقة ألمنيوم بسيطة بإشارة الواي فاي. الآن أصبح لدي واي فاي في غرفتي دون أن ينقطع كل خمس ثوانٍ!"

وأضاف آخر: "أخي، إنها ببساطة تحسن إشارة الواي فاي في الاتجاه المعاكس للورق. ليس الأمر مؤامرة لللتجسس علينا باستخدام قبعات القصدير."

ورغم أن الفكرة قد تبدو سخيفة، إلا أن العلماء يؤكدون أن هذه الحيلة الرخيصة تعمل بالفعل.

ومع ذلك، هناك ملاحظة مهمة: قد يؤدي ذلك إلى تدهور الاتصال في غرف أخرى.
تعمل اتصالات الواي فاي عبر إرسال إشارات على شكل طاقة كهرومغناطيسية من الراوتر إلى جهازك.

وكما هو الحال مع طبق الأقمار الصناعية المكافئ، يمكنك استخدام ورق الألمنيوم لعكس وتركيز هذه الإشارات نحو مناطق معينة.

يبدو أن الإعداد المعروض في المنشور يهدف إلى التقاط الإشارات التي قد "تتسرب" إلى الخلف وتوجيهها إلى بقية المنزل.

شرح أحد المعلقين على "إكس": "يعمل ورق الألمنيوم خلف الراوتر كعاكس مكافئ، يعكس الموجات الراديوية إلى الأمام ويركز الإشارة حيث تحتاجها أكثر. اشكروا العلم لاحقًا."

وأشار آخر: "قد يزيد من قوة الإشارة في الاتجاه الأمامي - مثل هوائي توجيهي ضعيف الصنع منزليًا."

وعلى الرغم من غرابة الفكرة، فقد أظهرت الأبحاث أن ورق الألمنيوم يمكن أن يساعد حقًا في تحسين قوة الاتصال اللاسلكي.

ففي عام 2017، استخدم باحثون من جامعتي دارتموث وكولومبيا ورق الألمنيوم لصنع "جدار افتراضي" يمكنه توجيه إشارات الواي فاي داخل المنزل.

حتى شيئ بسيط مثل لف ورقة ألمنيوم حول هوائي الراوتر كان قادرًا على تحسين الإشارة.
ووجدوا أن الهوائيات المصممة خصيصًا من ورق الألمنيوم يمكن أن تعزز قوة الإشارة في بعض مناطق المنزل بنسبة تصل إلى 55%.

لكن العيب أن هذه العواكس يمكنها أيضًا تقليل الإشارة في مناطق أخرى بشكل كبير.

فخلال تجاربهم، وجد باحثو دارتموث أن العاكس قلل قوة الإشارة بنسبة تصل إلى 63%.

والجدير بالذكر أن تلك التجارب كانت تستخدم عواكس متخصصة صممت باستخدام خوارزميات وطُبعت بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد خصيصًا للبيئة المختبرة.

وكان هدفهم إيجاد طريقة رخيصة تمكن أي شخص من طباعة عاكس لتعزيز أو تحديد تغطية الإشارة حسب الحاجة.

ومع ذلك، فإن مجرد وضع ورقة ألمنيوم خلف الراوتر لا يضمن تحقيق نفس النتائج التي حققتها هذه العواكس المطبوعة، بل قد يجعل إشارتك أسوأ.

على "إكس"، اشتكى بعض المعلقين من أن هذه الحيلة لم تنجح معهم لهذا السبب بالضبط.

كتب أحدهم: "الأفضل ألا تفعل هذا لأنه يعزل الراوتر ويجعله يعمل أبطأ!"

وأشار آخر: "الراوترات الحديثة تستخدم تقنية تشكيل الحزمة السلبية - وضع ورقة ألمنيوم حولها تصرف أحمق سيؤدي إلى تقليل أداء الواي فاي بشكل كبير."

وأضاف آخر: "لا شيء من هذا يبدو مكافئًا بالشكل الصحيح."

في الوقت نفسه، اشتكى آخرون من أنهم جربوا هذه "الحيلة" وانتهى بهم الأمر إلى إضعاف الاتصال بشكل كبير.

كتب مستخدم على وسائل التواصل الاجتماعي: "توقف الواي فاي لدي تمامًا منذ أن استخدمت هذه الحيلة، والآن أفكر كيف أشكركم."

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن تركيب مثل هذه العواكس قد يضعك تحت طائلة القانون في بعض البلدان.

وفي حديثه مع مجلة "بوبولار ساينس"، قال سوارون كومار من جامعة كارنيجي ميلون:
"لا يمكنني أن أنصح الناس باستخدام ورق القصدير أو أي نوع من العواكس، لأسباب تنظيمية أساسًا."

وأضاف: "في الولايات المتحدة، تحدد لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) مقدار الطاقة القصوى التي يمكن لجهاز الراوتر بثها في أي اتجاه."
ما يعني أن تركيز الإشارات أكثر من اللازم قد يولد إشارة قوية لدرجة أن تصبح غير قانونية تقنيًا.

لكن على "إكس"، كانت الشكوى الرئيسية للمستخدمين هي أن هذه الحيلة تبدو سخيفة، وشبهها البعض بتصرفات أنصار نظريات المؤامرة.

سخر أحد المعلقين قائلا: "مستحيل أن أخلع قبعة القصدير عن رأسي لألف بها الراوتر."

وأضاف آخر: "يمكنك أيضا طي ورقة الألمنيوم على شكل قبعة وارتدائها أينما ذهبت."

بينما علق ساخر آخر: "لم لا نضع الراوتر في الفرن أيضًا بما أننا بدأنا؟"