إحباط تهريب شحنة مخدرات يعكس تنامي التنسيق الأمني الأردني السوري

الجيش الأردني يؤكد إحباط محاولة تهريب كميات كبيرة من الكبتاغون قادمة من الأراضي السورية بعد الاشتباك مع مجموعة من المهربين واصابة عددا منهم.
تجارة المخدرات لا تزال تثير مخاوف دول جوار سوريا

عمان - تؤكد عملية إحباط تهريب كمية كبيرة من المخدرات عبر الحدود الأردنية السورية تنامي التنسيق الأمني بين عمان ودمشق، في ظل توافق متزايد على ضرورة التصدي لخطر تهريب المواد المخدرة، وعلى رأسها "الكبتاغون"، التي أصبحت تمثل تهديدًا حقيقيًا لأمن الأردن واستقراره الداخلي. ويدفع تصاعد التهديدات الأمنية العابرة للحدود دفع الجانبين نحو إعادة بناء قنوات التعاون الميداني، خاصة في المناطق الساخنة التي تُستخدم كممرات لعمليات التهريب المنظمة.
وتُنظر هذه العملية الأخيرة كدليل عملي على تحول في النهج السوري تجاه التعاون الأمني، بعد ضغوط إقليمية متزايدة وخاصة من الأردن ودول الخليج التي ترى في استمرار تدفق المخدرات من الأراضي السورية عامل زعزعة خطير. ويأمل الجانب الأردني أن يكون هذا التحول مدخلًا لبلورة آلية تنسيق أمني دائم وفاعل مع السلطات السورية الجديدة، من أجل ضبط الحدود وكسر شبكات التهريب التي ترتبط في كثير من الحالات بجهات نافذة داخل سوريا، وهو ما يشكل تحديًا حقيقيًا أمام أي تفاهم أمني مستدام.
وقد أعلن الجيش الأردني الإثنين إحباط محاولة تهريب "كميات كبيرة" من المخدرات قادمة من الأراضي السورية، مؤكدا أن قواته اشتبكت مع مجموعة من المهربين وأصابت عددا منهم.
ونقل بيان عن مصدر مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة أن "قوات حرس الحدود أحبطت فجر اليوم الاثنين محاولة تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية".
وأضاف أن "الإشتباك مع المهربين أدى إلى إصابة عدد منهم وفرار الآخرين إلى داخل العمق السوري"، مشيرا إلى "العثور على كميات كبيرة من المواد المخدرة تم تحويلها إلى الجهات المختصة".
ونشر الموقع الرسمي للقوات المسلحة صورا تظهر مئات الأكياس التي تمت مصادرتها والمعبأة "بمئات الآلاف" من حبوب الكبتاغون.
ويعلن الجيش الأردني بشكل منتظم إحباط عمليات تهريب مخدرات عبر حدوده مع سوريا الممتدة على مسافة 375 كيلومترا، خصوصا حبوب الكبتاغون التي كانت تنتج على نطاق واسع خلال حكم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بعد اندلاع النزاع في بلاده اعتبارا من العام 2011.
ويقول الأردن الذي يستضيف نحو 1.6 مليون لاجئ سوري إن عمليات التهريب "منظمة" وتستخدم فيها أحيانا طائرات مسيّرة، وحظيت بحماية مجموعات مسلحة، ما دفع الأردن الى استخدام سلاح الجو مرارا لضرب هذه المجموعات وإسقاط طائراتها المسيرة.
وبعد سقوط حكم الأسد في الثامن من ديسمبر/كانونى الاول، عُثر في مناطق مختلفة من سوريا على كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون المكدّسة في مستودعات أو قواعد عسكرية.
وحوّل الكبتاغون سوريا إلى أكبر دولة في العالم تعتمد على عائدات المخدرات، وأصبح أكبر صادراتها متجاوزا جميع صادراتها القانونية مجتمعة، وفقًا لتقديرات مستمدة من بيانات رسمية جمعتها وكالة فرانس برس خلال تحقيق أجري عام 2022.
وأعلنت السلطات الأمنية الأردنية الخميس اعتقال 44 "تاجرا ومهربا ومروجا خطيرا" للمخدرات في حملات مداهمة في مناطق مختلفة في المملكة. وعثر بحوزتهم على كميات كبيرة من المخدرات بعضها معدّ للتهريب إلى الخارج.
وأوقفت السلطات الأردنية في العام الماضي أكثر من 38 ألف شخص في أكثر من 25 ألف قضية مرتبطة بالمخدرات، وضبطت كميات كبيرة منها 27 مليون حبة كبتاغون.
وبحسب السلطات، قتل ثمانية من عناصر إدارة مكافحة المخدرات خلال عمليات في العام 2024 خلال اشتباكات مع المهربين.