دمشق تفرج عن أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد توقيف مؤقت
دمشق - أفرجت السلطات السورية الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة عن طلال ناجي بعد توقفيه لساعات، على ما أكدت ثلاثة مصادر في الفصيل الفلسطيني الذي كان مقربا من الحُكم السابق وقاتل إلى جانبه في سنوات النزاع الأولى.
وأتى توقيف ناجي بعد أقل من ثلاثة أسابيع من إعلان سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أن السلطات السورية اعتقلت اثنين من قادتها في دمشق، من دون توضيح الاتهامات.
ويعتقد أن إدارة الشرع تسعى إلى إرسال إشارات إلى واشنطن على أنها تمضي على طريق تنفيذ شروطها لرفع العقوبات عن دمشق والسماح بتدفق التمويلات التي هي في أمس الحاجة إليها لتنفيس أزمتها المالية وإنعاش الاقتصاد المنهك بفعل سنوات من الحرب الأهلية، فيما يتصدر التضييق على أذرع إيران وفك الارتباط بها، المطالب الأميركية.
وكانت الولايات المتحدة التي تصنّف فصائل فلسطينية عدة منظمات "إرهابية"، قد حضّت السلطات الجديدة على القيام بخطوات عدة لرفع العقوبات الغربية التي فرضت خلال عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، بينها أن "تنبذ تماما الإرهاب وتقمعه.. وتمنع إيران ووكلاءها من استغلال الأراضي السورية".
وقال قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة طلب عدم كشف هويته لفرانس برس "تم الإفراج عن طلال ناجي وهو في منزله وبصحة جيدة".
وأوضح مسؤول ثانٍ في التنظيم أن ناجي بقي موقوفا عشر ساعات، وأن إطلاقه أتى عقب "وساطات محلية ودولية"، مشددا على أن أسباب التوقيف لم تتضح بعد.
وقال قيادي في "القيادة العامة" في وقت سابق إنه "جرى اعتقال الأمين العام للجبهة طلال ناجي السبت في دمشق"، وهو ما أكده مسؤول ثانٍ.
بدوره، أوضح مصدر ثالث من الفصيل الذي تتخذ قيادته من دمشق مقرا، "طُلب ناجي صباح اليوم السبت لمراجعة أحد الفروع الأمنية، من دون أن يعود أدراجه. تم توقيفه على الأغلب".
وأكد القيادي أن الفصيل أجرى "اتصالات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادي في حركة حماس خالد مشعل لطلب تدخلهم العاجل" مع دمشق.
وانتخب ناجي أمينا عاما في يوليو/تموز 2021، بعيد وفاة أحمد جبريل الذي أنشأ "القيادة العامة" في العام 1968 إثر انشقاقه عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
واتخذ جبريل الذي كان يحمل الجنسية السورية، موقفا صارما بدعم القوات الحكومية السورية عقب اندلاع النزاع في البلاد في العام 2011. وشارك فصيله في القتال إلى جانبها خصوصا في معارك مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق ضد فصائل معارضة.
وتقيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين علاقات وثيقة مع طهران التي تعتبر من أبرز داعميها حيث تقدم لها الدعم المالي واللوجستي.
وعلى مدى عقود، استضافت سوريا خلال حكم عائلة الأسد العديد من الفصائل الفلسطينية المناهضة لإسرائيل أبرزها حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية - القيادة العامة.
وتنضوي تلك الفصائل في إطار ما يعرف بـ"محور المقاومة" الذي تقوده إيران، حليفة الحكم السابق، ويضم كذلك حزب الله اللبناني وفصائل شيعية عراقية والمتمردين الحوثيين في اليمن.
وكانت حركة الجهاد الاسلامي أعلنت في 22 أبريل/نيسان أن السلطات السورية اعتقلت قبل أيام اثنين من قادتها، هما مسؤول الساحة السورية خالد خالد ومسؤول اللجنة التنظيمية ياسر الزفري، مطالبة بالإفراج عنهما.
وتصنّف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فصائل فلسطينية عدة بينها الجبهة الشعبية - القيادة العامة، على أنها "منظمة راعية للإرهاب". ويحتفظ الفصيل بمقرات لها في سوريا ولبنان، وقد استهدفتها اسرائيل مرارا خلال السنوات الماضية.
وجاء الإعلان عن توقيف ناجي بعدما شنت اسرائيل سلسلة غارات على مواقع عسكرية في سوريا، وأخرى استهدفت منطقة قريبة من القصر الرئاسي في دمشق، في ما وصفته بـ"رسالة" تحذير للرئيس الانتقالي أحمد الشرع من مغبة المساس بدروز سوريا، بعيد اشتباكات ذات طابع طائفي أودت بـ119 شخصا على الأقل، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان.