إيران تصف اتهامات لندن بمحاولة استهداف سفارة إسرائيل بالمسيسة
طهران - رفض وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الخميس الاتهامات بضلوع طهران في مخطط لاستهداف السفارة الإسرائيلية في لندن، عقب إعلان المملكة المتحدة توقيف إيرانيين في إطار عمليتين لمكافحة الإرهاب ملمحا الى أنها مسيسة بهدف الضغط على بلاده في ملفات عديدة منها الملف النووي ومحاولة عرقلة الحلول السلمية.
ويُنظر إلى نفي إيران لأي علاقة لها بالمخطط على أنه محاولة لتفادي مزيد من الضغوط الأوروبية، في وقت تتزايد فيه الاتهامات لطهران باستخدام خلايا نائمة أو وكلاء لتنفيذ عمليات تستهدف أمن دول الاتحاد الأوروبي. ويأتي هذا الموقف في ظل تصعيد دبلوماسي متزايد بين إيران ودول غربية على خلفية اتهامات سابقة لطهران بالتورط في محاولات تفجير اجتماعات للمعارضة الإيرانية أو اغتيال شخصيات معارضة على الأراضي الأوروبية، وهي حوادث تكررت في أكثر من دولة خلال السنوات الأخيرة.
كما أن التوقيت الذي جاءت فيه محاولة استهداف السفارة الإسرائيلية في لندن لا يمكن فصله عن حالة التوتر الإقليمي المتصاعدة بين إيران وإسرائيل، والتي بلغت ذروتها عقب تبادل هجمات غير مسبوقة بين الطرفين خلال الأسابيع الماضية. وتخشى عواصم أوروبية أن تُنقل هذه المواجهة إلى أراضيها، سواء عبر عمليات مباشرة أو من خلال وكلاء يعملون لصالح طهران، ما يجعل الملف أكثر حساسية في ظل أزمة ثقة متفاقمة بين إيران والدول الغربية.
والأحد، أعلنت السلطات البريطانية توقيف ثمانية أشخاص، بينهم سبعة إيرانيين، في إطار عمليتين منفصلتين جرتا السبت والأحد. ووفق المعلومات التي نشرتها صحيفة "تايمز"، فقد جاءت هذه الاعتقالات بعد مخطّط مفترض يستهدف السفارة الإسرائيلية في لندن، الأمر الذي لم تؤكده السلطات.
وقال عراقجي عبر منصة إكس "ترفض إيران بشكل قاطع أي ضلوع في مثل هذه الأعمال ونؤكد أنّنا لم نتبلّغ بأي ادعاءات عبر القنوات الدبلوماسية المناسبة".
وأشار إلى أنّ بلاده "مستعدة للمساعدة في تحقيقات... إذا ثبتت اتهامات ذات مصداقية بشأن سوء سلوك" ضد مواطنين إيرانيين محتجزين.
من جانبها، أكدت وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر أنّ التوقيفات جاءت وسط مخاوف متزايدة بشأن الأنشطة الإيرانية.
وتأتي هذه الاعتقالات في وقت بدأت طهران وواشنطن محادثات بشأن البرنامج النووي في 12 نيسان/أبريل بوساطة سلطنة عمان.
وقال عراقجي الخميس "هناك تاريخ من الحالات التي تقوم فيها أطراف ثالثة مصمّمة على إفشال الدبلوماسية وإثارة التصعيد، باللجوء بإثارة التصعيد واللجوء إلى تدابير يائسة، بما في ذلك عمليات تحت شعارات كاذبة"، من دون إضافة المزيد من التفاصيل.
ويبدو ان عراقجي يشير الى ان الاتهامات مسيسة وليس لها حقائق على الأرض حيث قال أنّ "إيران مستعدّة للمشاركة (في التحقيقات) لتسليط الضوء على ما يحصل بالفعل".
وكانت إيران أعلنت الجمعة، عن لقاء مع ممثلي المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، إلا أنّه لم يحصل بعد تأجيل الجولة الرابعة من الحادثات مع الولايات المتحدة.