'التنسيقي' يبحث في طهران ترتيب أوراقه الانتخابية
بغداد/طهران - يزور وفد من الإطار التنسيقي، الجامع للقوى السياسية العراقية الموالية لإيران، طهران، في زيارة يبحث خلالها ترتيب أوراقه الانتخابية، استعدادا للانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، خاصة في ظل اعتزام الأحزاب الشيعية الترشح بأكثر من قائمة للاستحقاق الذي يعد من أبرز أولويات إيران التي تسعى جاهدة إلى قطع الطريق أمام أي سيناريوهات تهدد نفوذها المتنامي ومصالحها في العراق.
وأكد مصدر من الإطار أن الزيارة التي ستستمر ليومين سيلتقي خلالها قادة الأحزاب المدعومة من إيران عددا من المسؤولين الإيرانيين، مضيفا أن "التنسيقي" يولي اهتماما للانتخابات المقبلة وعدم التفرد بالرأي"، وفق موقع "شفق نيوز" الكردي العراقي.
ويتزامن تسارع وتيرة الزيارات المتبادلة بين البلدين مع الحراك الانتخابي الذي يشهده العراق استعدادا للانتخابات التشريعية المقبلة، حيث زار عدة مسؤولين إيرانيين بغداد خلال الآونة الأخيرة، فيما توجت المباحثات مع القوى الشيعية بجسر هوة الخلافات بينها.
وتشير هذه التحركات إلى توجس إيران من انفراط العقد الجامع للأحزاب التي تدين لها بالولاء أكثر من ولائها للعراق وتخشى من أي تغيير في المشهد السياسي، قد يؤدي إلى كبح تغلغها في مفاصل الدولة.
ويعتر نفوذ طهران في العراق جزءًا من استراتيجيتها الإقليمية الأوسع نطاقًا لإبراز القوة ومواجهة تمدد المنافسين وخاصة الولايات المتحدة التي أظهرت منذ عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض عزما على وضع حد لتوسع إيران في المنطقة.
وكشفت مصادر مطلعة أن الإطار التنسيقي سيخوض غمار الانتخابات التشريعية المقبلة بعدة قوائم من بينها قائمة "تيار الفراتين" بزعامة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وقائمة ائتلاف دولة القانون، الذي يقوده نوري المالكي.
ويتوقع متابعون للشأن العراقي أن يحظى السوداني بدعم طهران في الاستحقاق المقبل، مدفوعة برغبتها في الحفاظ على الاستقرار السياسي، خاصة وأن رئيس الوزراء نجح إلى حد ما في تحقيق التوازن في علاقاته مع جميع الأطراف.
ويقيم احتدام الخلافات بين السوداني والمالكي على خلفية عدة قضايا من بينها بعض السياسيات الحكومية، الدليل على الانقسامات والصراع بين حلفاء الأمس على المصالح والنفوذ.
وكان المالكي الذي لعب دورا بارزا في وصول السوداني إلى السلطة في أواخر عام 2022، دعا العام الماضي إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لتقويض فرص السوداني في ولاية ثانية.
كما يهدف خوض القوى الموالية لإيران الانتخابات بعدة قوائم إلى الفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل، فيما ينتظر أن تحدد هذه الطريقة الوزن السياسي والحجم الانتخابي للأحزاب والشخصيات التي ستشارك في الاستحقاق المقبل.
ويرى مراقبون أن الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة تتصدر أولويات إيران في الوقت الراهن، لا سيما وأن طهران فقدت الكثير من نفوذها في المنطقة بعد الضربات الموجعة التي تلقاها حليفها حزب الله خلال المواجهة الإسرائيلية الأخيرة، بالإضافة إلى سقوط نظام بشار الأسد في سوريا التي شكّلت على امتداد عقود أبرز الساحات الحيوية للتمدد الإيراني.
وتنظر فئات واسعة من العراقيين إلى الانتخابات على أنها بوابة لتعزيز نفوذ طهران ولطالما قوبل توسعها المتزايد بمعارضة واستياء من التدخل الأجنبي في شؤون بلادهم.
ويشهد العراق عزوفا عن المشاركة في التصويت، حيث لم تتعدّ النسبة 39 بالمئة خلال انتخابات مجالس المحافظة عام 2023 التي كشفت نتائجها عن فوز إيران بعد تصدر القوى الموالية لها النتائج، فيما تثير هذه الظاهرة قلق المراقبين والمجتمع المدني.
ويشعر العديد من العراقيين بأن العملية السياسية الحالية لا تعكس إرادتهم الحقيقية، وأن نتائج الانتخابات لا تؤدي إلى تحسين أوضاعهم المعيشية.