حسناء الدياق تشارك في شهر التراث الوطني التونسي
ضمن فعاليات شهر التراث الوطني في تونس تتعدد الفعاليات والتظاهرات المتصلة بالتراث ومختلف تلويناته من خلال تنوع وتعدد جهات البلاد التونسية وفي هذا المجال كانت تجربة الفنانة الحرفية حسناء الدياق التي لها إبداعات تراثية في مجالات الملابس والديكور وغيرها وهي التي تواصل نشاطها وفق الحضور في عديد الفعاليات من معارض وغيرها ومنها مشاركتها في الصين سنة 2011.
إنها مغامرة الفن.. الفن.. وما خلفه الأجداد من تلوينات قدت بأنامل القلب نحتا للقيمة وتقصدا لما به تسعد الذات وهي في هيجانها الرجيم تجاه المبتكر والمتجدد في أكوان تلمع فيها الأفكار التي ترنو للإبداعي الكامن في الذات حيث العناصر والأشياء ترجمان الروح في تقصدها للجميل والمحبب لى النفس.المهارات كشف وسفر في الدروب حيث شمس الأوائل التي غمرت الكائن وهو يعيد النظر بحثا وحلما تجاه ما راكمته الأزمنة من ذهب القدامى في ضروب من الفخار والمجد.. والانتشاء بالجذور والامتلاء بالأصيل الكامن في الدواخل..
إنها فكرة البهجة التي لا تضاهى في عوالم متغيرة لا مكان فيها لمن لا يكتنز الجواهر والأصيل والتراث من شواغل وإبداعات وابتكار حيث الحضور بشموخ في اللحظة ذون انفصال عن الأكوان الجديدة تفاعلا وتناعما. هكذا نمضي إلى الكم من الجواهر التي يحويها تراثنا المادي واللامادي في تلوينات شتى من صنوف الإبداع بين المنتوج اليدوي التقليدي والمنطوق والشعر والملبوس والمأكول وكل ما اتصل بالمناسبات والعادات والتقاليد..
في هذا السياق الإبداعي الابتكاري ندخل عالم المبدعة في هذا المدال المبتكرة والشاعرة والعاملة المنتجة والناشطة في المجال الحرفي التقليدي حسناء الدياق القادمة من أعماق المهدية ... الموهوبة في مجالات التراث ومجالات المذكورة حيث تنوعت إبداعاتها بين الشعر، فهي ابنة شاعر وحفيدة شاعر ولها مشاركات متعددة، إلى جانب إتقانها في المبتكر والمتجدد في جماليات الكليم والبرنوس والزربية الحرير منذ سنوات حيث كانت بداياتها.
كما تقول من سن الطفولة "منذ كان عمري 12 سنة تعددت لدي مواهب شتى وبالعمل المتواصل بشغف وحب امتلكت مهارات متعددة بين العمل اليدوي المبتكر في المجال التقليدي وفي الشعر وخلال تجربة أكثر من 40 سنة نجحت في جل ابتكاراتي ودعيت لعدد من الفعاليات الوطنية والدولية منها مشاركتي في الصين سنة 2011 في هذا السياق من عملي واستفدت من تكوين هناك وضمن نشاط جمعية للغرض باسم 'شمر على ذراعك يا مرا' للفنانة المميزة صاحبة رواق صديقة وهي الفنانة صديقة كسكاس لأبعث بعد ذلك جمعيتي الخاصة والناشطة في هذه المجالات من الابتكار والتراث والإبداعات التقليدية باسم 'سواعد المرأة' بالشابة من المهدية ويشمل نشاطها ما هو ثقافي وتقليدي وسياحي بمشاركة شعراء من الجهات والوطن بصفة عامة إضافة إلى عملي كمكونة في المجال التقليدي والفلاحي... تحصلت على جوائز عديدة منها في مجال الابتكار في الوبر على الحرير وعلى الخيشة وكان لي تكريم على النطاق الجهوي... أنا امرأة تعمل بلا توقف كل الفصول ولي في سياق التجميع لعديد الأدوات والآلات الخاصة في مجال الطبخ التقليدي والفلاحة منها ما يعود إلى أكثر من 150 سنة وقد قدمت هذه السنة عملا تقليديا في الابتكار يتمثل في 'عباية على الوبر والحرير' ومن هذا الابتكار ضفيرة المرأة البربرية ... يهمني في هذا المجال وفي عملي ونشاطي أن أتعامل مع شركاء ومتعاملين معي ولي فضاء بالقرية الحرفية كما أني بصدد الإعداد لورشة الجمعية وقد دربت وعلمت أكثر من 500 فتاة وامرأة وأفتخر بذلك... أنا أعد لمهرجان عربي في مجال التراث والابتكار وأتمنى الدعم من المتدخلين كمندوبيات السياحة والثقافة والتكوين المهني، فضلا عن السلط الجهوية والوطنية المعنية بنشاطي وأعد خلال شهر التراث والفترة المقبلة لهذا المهرجان فيه الابتكار التقليدي والتراث والشعر والورشات والمعارض بمشاركات تونسية وعربية ... أنا سعيدة بنشاطي هذا وأسعى أكثر للتعريف بتجربتي هذه وهناك إقبال على منتوجاتي وابتكاراتي وقد اختارتني لجنة الجودة ضمن عنوان 'أحسن منتوج للترويج' ولي ديوان بعنوان 'دياقيات' فيه أشعاري وأشعار أبي وجدي"...
تجربة امتدت إلى حوالي نصف قرن وغرام مفتوح تجاه الابتكار والإبداع في ثنايا المهارات التقليدية والتراث والأصيل والشعر وغير ذلك وسفر مفتوح على الحلم والأمل والسعادة العميقة بالعمل والنجاح.