'سعادة المدير' سلسلة كوميدية تثير انتقادات الهاكا المغربية

الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري في المغرب تنذر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون بشكل رسمي لما اعتبرته عدم احترام شروط الإشهار ضمن هذه السلسلة.

الرباط - تضع السلسلة الكوميدية "سعادة المدير" التي عرضت خلال الموسم الرمضاني الماضي على القناة الأولى وعدة منصات رقمية بينها يوتيوب، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون المغربية في مواجهة مع الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري (الهاكا) في المغرب التي وجهت إنذارا رسميا إليها، بسبب ما اعتبرته خروقات تتعلّق بعدم احترام شروط الرعاية والإشهار ضمن هذه السلسلة الفكاهية.

وتضم سلسلة "سعادة المدير" الكوميدية للمخرجة صفاء بركة نخبة من نجوم الشاشة المغربية بينهم محمد الجم، نزهة الركراكي، عزيز حطاب، عزيز داداس، عبدالحفيظ الدوزي، دنيا بوطازوت، ابتسام العروسي، محمد سدراتي (سيمو سدراتي)، وسارة بوعابد.

وتدور أحداث السلسلة في إطار فكاهي حول قصة رجل يدير شركته الخاصة، ثم يوظف مجموعة من الموظفين الجدد، لتنشأ بينه وبينهم العديد من المواقف اليومية الطريفة والمختلفة أثناء العمل.

وقالت الهيئة في بلاغ لها إنها لاحظت في إطار التتبع المنتظم للبرامج السمعية البصرية أن القناة الأولى بثت خلال شهر رمضان الماضي سلسلة بعنوان "سعادة المدير" تضمنت حلقاتها ذكرا لاسم المؤسسة الراعية لها، وذلك بطريقة واضحة، متكررة وخارج الإطار المخصص للتعريف بالمؤسسة الراعية خلال البرنامج موضوع رعايتها.

وترى الهيئة أن "سعادة المدير" تعمدت إقران هذا الذكر بعبارات ذات طبيعة تنويهية وترويجية تهدف إلى اجتذاب اهتمام الجمهور أو فئة منه، والتعريف ببعض العروض الخدماتية والتجارية المقدمة من لدن المؤسسة الراعية للسلسة، على نحو يتجاوز الإطار المخصص للتعريف بالمؤسسات الراعية، كما هو منصوص عليه في الضوابط التنظيمية.

وفي اجتماع مجلس الهاكا المنعقد في الثامن من مايو/أيار الجاري اعتبرت الهيئة أن السلسلة قامت بتغليط الجمهور وإيقاعه في اللبس بشأن طبيعة المضمون الإعلامي المقدم، وتعريضه لمواد إعلانية ذات هدف إشهاري غير مفصوح عنه وغير مفصول عن العمل التخييلي، دون احترام الضوابط القانونية والمهنية المنصوص عليها في دفتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون.

ويجد المجلس أن السلسلة تضمنت مساسا "بحق الجمهور في عدم تعريضه لمضمون تخييلي لا يتم بشكل واضح تمييز طبيعته الإبداعية عن غايته التجارية انسجاما مع روح الخدمة العمومية، ويتأتى ضمان هذا الحق أساسا من خلال العلم المسبق بطبيعة المضمون الإعلامي المقدم"، بحسب موقع مدار 21 المغربي.

ويعيد بلاغ المجلس النقاش من جديد حول انتقاده لـ"التراكم الإشهاري" في القنوات التلفزيونية والإذاعات خلال شهر رمضان، حيث سبق أن قال في بيان صدر إثر اجتماع عقده في مارس/آذار الماضي، أن برمجة الإذاعات والقنوات التلفزية المغربية خلال شهر رمضان لهذه السنة اتسمت "بظاهرة التراكم الإشهاري"، لاسيما خلال ساعات ذروة المتابعة، معتبرا أن هذا الفيض الإعلاني يؤثر سلبا على تجربة الجمهور كما قد يؤثر على تمثله للمضامين التحريرية سواء كانت أعمالا تخييلية أو أخبارا أو غيرها.

وتتولى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري طبقا للقانون رقم 11.15 السهر على تقيد الإذاعات والقنوات التلفزيونية، العمومية والخاصة، بالنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في ميدان الإشهار في هذا الصدد، ومن صلاحيات المجلس الأعلى للاتصال مراقبة الفقرات الإشهارية، على مستوى المضمون ومدى تقيده بالمقتضيات القانونية الواردة في تعريف الإشهار الممنوع وغير المعلن، وكذلك في ما يخص احترام مبادئ أخلاقيةٍ وحقوقية، والمستوى الثاني يتعلق بكيفية برمجة الفقرات الإشهارية.