الليبيون يتمسكون بالتظاهر في الشارع لإسقاط الدبيبة في رسالة لتيتيه

محمد المنفي يدعم التحركات الاحتجاجية السلمية في طرابلس المطالبة بإقالة الدبيبة وحل حكومته ما يزيد الضغوط على حكومة الوحدة.
مصر تعيد 71 من رعاياها من ليبيا بعد الاضطرابات
الاتحاد الإفريقي يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في ليبيا

طرابلس - شهدت العاصمة طرابلس تظاهرة جديدة للمطالبة برحيل حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة برئاسة عبدالحميد الدبيبة، وذلك على خلفية التوترات السياسية والأمنية الأخيرة، فيما أيد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي هذه التحركات السلمية واصفا أيها بالحضارية وهو موقف يزيد الضغوط على حكومة الوحدة، بينما مثلت التحركات رسالة لرئيسة البعثة الاممية هانا تيتيه التي عبرت عن رفضها انهاء الحكومة الحالية دون توافق كونه يعزز الانقسام.
واحتشد مئات المتظاهرين في شوارع العاصمة وتحديدا في ميدان الشهداء. وقالت فجرة الرقيبي إحدى المشاركات في تظاهرة طرابلس الجمعة، "الليبيون من كافة أطياف المجتمع يطالبون بإسقاط الحكومة" وإجراء انتخابات "خلال ستة أشهر". وتابعت "نريد حلاً الشعب الليبي سئم".
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بـ"رحيل الدبيبة قبل عيد الأضحى" الذي يحل في السادس من يونيو/حزيران المقبل. ونظمت التظاهرة بشكل سلمي وتحت حراسة أمنية مشددة.
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تشهد ليبيا نزاعات وانقسامات وتدير شؤونها حاليا حكومتان متنافستان: الأولى في طرابلس (غرب) برئاسة الدبيبة وتعترف بها الأمم المتحدة، والثانية في بنغازي (شرق) برئاسة أسامة حمّاد وتحظى بدعم البرلمان والمشير خليفة حفتر.
وكان من المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر/كانون الاول 2021، لكن تم تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب الخلافات بين الأطراف المتنافسة.
ودعا بعض المتظاهرين إلى "إنهاء جميع المؤسسات" التي أنشئت بوساطة الأمم المتحدة في ربيع عام 2021، مثل حكومة الوحدة الوطنية والمجلس الأعلى للدولة (بمثابة مجلس الشيوخ)، وكذلك البرلمان المنتخب في عام 2014، ومقره في الشرق.
وفي تغريدة على موقع " اكس" ثمن، محمد المنفي، "المشهد الوطني الحضاري الذي جسّده المواطنون في العاصمة من خلال ممارسة حقهم في التعبير السلمي والمسؤول عن تطلعاتهم".

وقال "نثمن عالياً دور المؤسسات الأمنية في حماية هذا الحق، مؤكداً أن الرهان كان ولا يزال على صوت الشعب كوسيلة لتحقيق التغيير الإيجابيي" داعيا "إلى مواصلة التعبير السلمي الراقي في مختلف المدن، بما يسهم في بناء دولة عصرية تلبي آمال وتطلعات كافة أبناء الشعب الليبي".

وأمام التوتر الميداني أعادت مصر 71 من مواطنيها من العاصمة الليبية طرابلس بعد الاشتباكات على ما أفادت وزارة الخارجية المصرية.

وقالت الوزارة "قامت الحكومة المصرية بارسال طائرة تابعة لشركة مصر للطيران يوم الجمعة 23 أيار/مايو 2025 إلى ليبيا، حيث تم إعادة 71 مواطنًا مصريًا من الذين أبدوا رغبة في العودة إلى أرض الوطن".

من جانبه دعا الاتحاد الإفريقي السبت إلى وقف دائم لإطلاق النار  حيث دان مجلس السلم والأمن التابع له السبت أعمال العنف الأخيرة داعيا إلى "وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار".
وطالب المجلس على إكس "بمصالحة شاملة بقيادة ليبيّة"، مضيفا أنه "يناشد عدم التدخل الخارجي".

وشهدت طرابلس في الفترة من 12 إلى 15 مايو/أيار اشتباكات عنيفة بين جماعات مسلحة وقوات موالية للحكومة بعد أن قررت حكومة الوحدة الوطنية تفكيك "جميع الميليشيات" التي تسيطر على المدينة، والتي أصبحت بحسب دبيبة "أقوى من الدولة".
واندلعت معارك عنيفة أسفرت عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل، بحسب الأمم المتحدة، حتى التوصل إلى هدنة الخميس الماضي.
واحتجاجا على طريقة تعامل حكومة الوحدة الوطنية مع هذه الأزمة، تجمع آلاف المتظاهرين الأسبوع الماضي في وسط طرابلس. وقُتل ضابط شرطة يحرس مقر الحكومة خلال "محاولة هجوم" من قبل "مجموعة مختلطة مع المتظاهرين"، بحسب بيان رسمي.
ودعت تيتيه في تصريحات تلفزيونية الخميس إلى ضمان "حق الاحتجاج" لـ"جميع المواطنين غير الراضين عن طريقة إدارة الأمور".
وأضافت أن "المجتمع الدولي لا يزال يعترف بحكومة الوحدة الوطنية، لكننا نعلم أنها موضع احتجاجات من قبل المواطنين، وخاصة هنا في غرب ليبيا".
ورغم أن طرابلس تنعم بهدوء نسبي منذ الهجوم العسكري الواسع النطاق الذي شنّته قوات المشير خليفة حفتر في 2019 وانتهى في حزيران/يونيو 2020 بوقف دائم لإطلاق النار، تشهد العاصمة من حين إلى آخر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة متنافسة لأسباب تتعلّق بالصراع على مناطق النفوذ والمواقع الحيوية.