محمد عطية محمود يصدر 'النورس يعود وحيدا'
القاهرة - صدر حديثًا عن الهيئة العامة المصرية للكتاب للناقد والكاتب المصري محمد عطية محمود، مجموعته القصصية الأحدث "النورس يعود وحيدا"، في طبعتها الأولى 2025، والتي تقع في حوالي 100 صفحة من القطع المتوسط، من خلال ما يربو على الثلاثين قصة تتراوح بين القصر والطول، تبدو فيها سمات التطور كحلقة جديدة من حلقات مشروعه القصصي الذي سبق أن أصدر من خلاله 6 مجموعات قصصية، هي على التوالي: "على حافة الحلم" 2003، "وخز الأماني" 2004، "في انتظار القادم" 2009، "عيون بيضاء" 2016، "جمر اللحظة" 2019، "من دفتر أحوال الغجرية" 2020، و3 كتب مختارات قصصية: "أجراس صغيرة" 2017، "انكسار الضوء" 2019، "أحوال للروح" 2022، فضلا عن قصة للأطفال بعنوان "حقيبتي الأجمل" 2023.
ويقدم الكاتب مجموعته الجديدة، بإهدائه "إلى التجاعيد التي تطفو على السطح كي تجلو بعضا من الحقيقة، وإلى مرفأ قد يلتمسه الغرباء ليكونوا على شفا حفرة من الحنين".
ومن خلال مفتتح يقول فيه معبرا عن نبض نصوصه، ربما على أنها: "معادلة كيف تستقيم؟.. كيف يكون فيها عبق الوجود الآسر المضمخ بعبق الروح وتجليها، مُقيمًا مُهملًا عَلَىَ قَيْدِ الانتظار والانحباس والعزلة؟. فوضى من الأسئلة.. تتكاثر فيها علامات الاستفهام والتعجب والتأمل فيما كان سوف يحدث، أو ما كان منتظرا حدوثه، وما لم يحدث ولن يحدث. دوائر من عدم الإمكان".
حيث يواصل الكاتب العزف على وتر الأسئلة الوجودية والفلسفية التي تمثل القصة القصيرة فيها وعاء مهما من أوعية التعبير السردي الذي يتواكب ويتغلغل في النفس البشرية التي لا تتوقف عن الأسئلة وعن اجتراح لحظات الصمت والسكون لمحاولة فهم العالم انطلاقا من ذات تدمن الأسئلة، وحيث القصة القصيرة - على حد تعبير عطية - هي فن الإمتاع والاعتناء باللحظة واللقطة الإنسانية التي يكون فيها الإنسان في حالة كشف أمام ذاته، وأمام متلق – على مستوى حالة الإبداع والتلقي - قد يجد نفسه/ يواجهها، من خلال نص قصير لا يتعدى الصفحة أو الصفحتين، ولكنه يمثل انفتاحا على العالم بقدر ما هو انغلاق من الذات على الذات في تلك اللحظة الإبداعية المشوبة بالتوتر والانفعال والمواجهة، وهو ما يميزها بإحداث الدهشة والدخول في عمق التفكير، وانتصارًا لهذا الفن الصعب المعبر عن خلجات النفس وتجليات وجودها وانكسارها وانتصارها في آن واحد..
ونشرت أغلب نصوص المجموعة في الدوريات المصرية: "أخبار الأدب"، "إبداع"، "الثقافة الجديدة".
يذكر أن الكاتب له ضمن مشروعه السردي أيضا ثلاث روايات هي على التوالي: "دوامات الغياب" 2012، "بهجة الحضور 2020، "غواية ظل" 2024، فضلا عن مشروع نقدي مواز أنجز فيها ما يزيد عن العشرة كتب، صدر أحدثها عن المجلس الأعلى للثقافة 2024 بعنوان "روايات تعاند الرياح"، وله تحت الطبع عدد من الإصدارات الجديدة المتنوعة بين الإبداع والنقد.