اتفاقيات مع الوسيط العماني توسع منافذ إيران الاقتصادية

مسقط وطهران تعززان التعاون بتوقيع حزمة اتفاقيات، وسط ترقب لجولة مفاوضات نووية سادسة برعاية عمان.

مسقط - وقعت مسقط وطهران حزمة من اتفاقيات التعاون، وذلك خلال اليوم الأول من الزيارة الرسمية التي بدأها اليوم الثلاثاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى سلطنة عُمان، الوسيط في المحادثات النووية بين واشنطن وطهران.

وشملت الاتفاقيات الموقعة مجالات التعاون القانوني والقضائي والتشجيع على الاستثمارات والمساعدة الإدارية في مجال الجمارك والاتصالات وتقنية المعلومات، كما وقع البلدان مذكرات تفاهم في عدة قطاعات من بينها الصحة والإسكان والتخطيط العمراني، وفق وكالة الأنباء العمانية.

واستقبل سلطان عمان هيثم بن طارق الرئيس الإيراني في "قصر العلم" بمسقط وأكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" أن الزيارة تشمل عقد قمة ثنائية، يليها اجتماع مشترك بين أعضاء الوفدين رفيعي المستوى.

وترتبط إيران بعلاقات وثيقة مع عمان التي تلعب دور الوسيط بين طهران والولايات المتحدة، في إطار دبلوماسية مسقط الهادفة إلى تهدئة التوتر وتسوية الصراعات الإقليمية.

وتبنت عمان سياسة خارجية متوازنة تقوم على الحياد وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى وتتميز بالواقعية وتأخذ في الاعتبار الحقائق على الأرض وتسعى لإيجاد حلول عملية وقابلة للتطبيق، مما أكسبها احترام جميع الأطراف في المنطقة.

وينسق البلدان مواقفهما في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، فيما وافقت عمان على حماية المصالح الإيرانية في بعض الدول التي قطعت علاقاتها مع إيران.

وتسعى طهران ومسقط إلى تطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري وهناك مشاريع مشتركة قيد التنفيذ أو الدراسة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والسياحة، فيما شهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نموا ملحوظا في السنوات الأخيرة.

وكثفت إيران خلال العامين الأخيرين جهودها لتحسين علاقاتها مع دول الجوار، مدفوعة برغبتها في إقامة شراكات جديدة واستقطاب الاستثمارات الخليجية بهدف إيجاد منافذ لتنفيس أزماتها بسبب العقوبات الغربية والأميركية التي أنكهت اقتصادها وأدت إلى تنامي الاحتقان الاجتماعي.

وقبيل مغادرته طهران باتجاه مسقط، قال بزشكيان إن الزيارة تهدف إلى إقامة علاقات "أعمق وأفضل" مع الجيران، بما فيهم سلطنة عُمان، بحسب بيان لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

وأضاف أن "تعزيز السلام والهدوء في المنطقة ومواجهة الجرائم التي تجري في غزة من بين المجالات التي يمكن متابعتها خلال هذه الزيارة والوصول إلى لغة ورؤية مشتركة في هذا الصدد".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الإثنين "من الطبيعي أن تتم خلال هذه الزيارة مناقشة المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة".

والمحادثات التي بدأت في 12 أبريل/نيسان، بوساطة عُمانية، هي الأعلى مستوى بين البلدين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي أبرم في عام 2015، خلال الولاية الرئاسية الأولى لدونالد ترامب.

وانتهت الجولة الخامسة من المحادثات الجمعة في روما دون تحقيق تقدم يذكر، لكن الطرفين أبديا استعدادهما لمواصلة المناقشات.

وكتب وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي في اليوم نفسه على منصة "إكس" أن الجولة الخامسة اختتمت "ببعض التقدم لكنه ليس حاسما"، فيما  وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد المباحثات بأنها "جيدة جدا".

وقال دبلوماسيون إيرانيون الإثنين إنه لم يتم تحديد موعد جديد بعد، مستبعدين أي احتمال لتعليق تخصيب اليورانيوم من أجل التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة.

وعشية زيارة بزشكيان إلى سلطنة عُمان، توجه وفد تجاري يضم 85 عضوا من القطاع الخاص الإيراني إلى مسقط، وفق ما نقلت وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية الأحد أن رئيس البنك المركزي الإيراني محمد رضا فرزين توجّه إلى السلطنة، من أجل لقاء نظيره العُماني ومناقشة سبل تعزيز التعاون النقدي والمصرفي بين البلدين.