أردوغان يحثّ العالم الإسلامي على التحالف في مواجهة إسرائيل

الرئيس التركي يتهم نتنياهو بالسعي إلى جر العالم إلى كارثة، مشبّها إياه بهتلر

أردوغان - شن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت هجوما حادا على  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، متهما إياه بجر العالم إلى كارثة، مثلما فعل الزعيم النازي أدولف هتلر، وذلك خلال الاجتماع الحادي والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الذي احتضنته إسطنبول.

وأضاف مخاطبا الدول الـ57 الأعضاء في المنظمة  التي تأسست في عام 1969 بهدف تمثيل العالم الإسلامي، "من الضروري أن نبرهن على تضامن أكبر للحد من أعمال اللصوصية الإسرائيلية، ليس فقط في فلسطين، بل كذلك في سوريا ولبنان وإيران".

وهي ليست المرة الأولى التي يشبه فيها أردوغان رئيس الوزارء الإسرائيلي بمجرمي الحروب، حيث ساوى في تصريحات أدلى بها في غمرة الحرب على غزة، بين قادة الدولة العبرية وكل من هتلر وموسوليني وستالين. 

ويُستخدم اسم هتلر كرمز عالمي للوحشية والتوسع على حساب الآخرين وبتشبيه نتنياهو به، يؤكد أردوغان أن الأخير يسعى إلى توسيع نفوذه وهيمنته في المنطقة بأساليب عدوانية وغير إنسانية.

ويعكس هذا التشبيه أيضًا انتقادا لصمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، التي يرى أردوغان أنها فشلت في إيقاف حرب غزة ويعتبر أن هذا الصمت يجعل هذه الكيانات "فارغة تماماً" عندما يتعلق الأمر بإسرائيل وفظائعها.

وأكد الرئيس التركي أن هجمات إسرائيل على غزة ولبنان واليمن وسوريا ومؤخرا على إيران "لا يمكن وصفها إلا بأنها قرصنة"، متابعا "يتوجب علينا المزيد من التضامن من أجل إيقاف القرصنة الإسرائيلية في هذه البلدان العربية".

ودعا أردوغان العالم الإسلامي إلى "نبذ الخلافات والتكاتف عندما يتعلق الأمر بقضايانا ومصالحنا المشتركة"، مضيفا "إذا لم نتحمل المسؤولية بفكرنا وإرادتنا المشتركة فسنخدم مصالح الآخرين".

وأشار إلى التوقيت الملفت لتزامن هجوم إسرائيل على إيران مع تكثيف المفاوضات بشأن برنامجها النووي، مضيفا "لا نشك إطلاقا في أن الشعب الإيراني بما أظهره من تضامن في مواجهة الصعوبات وبفضل خبرته القوية في إدارة الدولة سيتجاوز هذه الأيام العصيبة أيضا".

وشدد على أن تركيا لن تسمح بإقامة نظام سايكس بيكو جديد يتم رسم حدوده بالدماء في المنطقة. ومن جهة أخرى، أعرب أردوغان عن ارتياحه لعودة سوريا إلى عضوية منظمة التعاون الإسلامي والتقدم المحرز نحو اندماجها في المجتمع الدولي.

وأضاف نحتاج إلى دعم العالم الإسلامي بأكمله للحفاظ على سلامة أراضي سوريا ووحدتها الوطنية وتحقيق الاستقرار الدائم فيها.

والعلاقات بين تركيا وإسرائيل تاريخياً كانت متقلبة على الرغم من أن أنقرة تعدّ من أوائل الدول التي اعترفت بالدولة العبرية، إلا أن التوترات تزايدت بعد الحرب على غزة، حيث كثف أردوغان من انتقاداته الشديدة للحكومة الإسرائيلية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعلن الرئيس التركي أن بلاده قطعت جميع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. وفي أوائل الشهر الماضي، أعلنت وزارة التجارة التركية عن وقف التبادل التجاري مع إسرائيل بشكل كامل، بعد أن كانت قد قيدت تصدير 54 مجموعة من البضائع في أبريل/نيسان 2024.

ورغم قطع العلاقات الاقتصادية، أظهرت بعض التقارير أن تركيا لا تزال خامس أكبر مورد للبضائع إلى إسرائيل في عام 2024، مما يشير إلى تعقيدات في تطبيق الحظر الكامل وتأثيره على الشركات ومع ذلك، هناك بيانات أخرى تشير إلى انخفاض كبير في التجارة الرسمية.

وتباينت المواقف تجاه قضايا إقليمية مثل الساحة السورية، حيث اتهم مسؤولون إسرائيليون تركيا بمحاولة إقامة "دولة عثمانية جديدة في سوريا"، بينما انتقدت تركيا الغارات الإسرائيلية على دمشق.