ويندوز يودع للأبد وجهه العبوس المرعب: الشاشة الزرقاء

مايكروسوفت تعلن عن استبدال شاشة الموت الشهيرة في ويندوز 11 بنسخة سوداء مبسطة، في إطار تحسينات أمنية وتقنية بعد أزمة عطّلت ملايين الأجهزة مع معلومات أوضح عن الخطأ وميزة "الاستعادة السريعة" لإعادة تشغيل الأجهزة المتضررة بشكل أسرع وأذكى.

واشنطن - بعد قرابة أربعة عقود من الرعب التكنولوجي، قررت شركة مايكروسوفت إنهاء عهد ما يُعرف بـ "شاشة الموت الزرقاء" (BSOD)، إحدى أكثر الرموز شهرة وقلقًا في تاريخ أنظمة التشغيل.

واعتبارًا من التحديثات القادمة لنظام ويندوز 11، ستحلّ مكانها "شاشة الموت السوداء"، في تغيير جذري لمظهر رسالة الخطأ الشهيرة التي لطالما ارتبطت بالأعطال والجمود التام للنظام.

يأتي هذا التحوّل في إطار مبادرة "مرونة ويندوز" (Windows Resiliency Initiative) التي أعلنت عنها مايكروسوفت، عقب الخلل الفادح الذي تسببت به شركة كراودسترايك (CrowdStrike) في عام 2024، والذي أدى إلى خروج نحو 8.5 مليون جهاز يعمل بنظام ويندوز عن الخدمة، ما تسبب بتعطيل أنظمة حيوية في مطارات، مؤسسات إعلامية، وشركات وحكومات عبر العالم.

من الأزرق إلى الأسود.. ولماذا؟

النسخة الجديدة من شاشة الموت تعتمد تصميمًا أسود اللون، أكثر بساطة وخفة، وتخلّت عن الابتسامة العبوسة الشهيرة ":(" وكذلك رمز QR الذي اعتاد عليه المستخدمون. وبدلاً من ذلك، سيتضمن التصميم الجديد رمز التوقف (Stop Code) واسم برنامج التشغيل المسبب للمشكلة، مما يساعد مسؤولي تكنولوجيا المعلومات على تشخيص الأخطاء بشكل أسرع دون الحاجة لاستخراج ملفات الأعطال وتحليلها بأدوات معقّدة مثل WinDbg.

توفير وضوح أكبر حول الخطأ

قال ديفيد ويستون، نائب رئيس قسم أمان المؤسسات وأنظمة التشغيل في مايكروسوفت، في مقابلة مع موقع The Verge: "هذا التغيير يهدف بالأساس إلى توفير وضوح أكبر حول الخطأ، وتحديد ما إذا كان مصدره من نظام ويندوز نفسه أم من أحد مكوناته، مما يسمح بإصلاح الأعطال بسرعة أكبر."

ضمن نفس المبادرة، ستقدّم مايكروسوفت ميزة جديدة تُعرف باسم "الاستعادة السريعة للجهاز" (Quick Machine Recovery)، وهي مصممة لمساعدة الأجهزة على العودة إلى العمل بسرعة في حال فشل عملية إعادة التشغيل. وتمثل هذه الميزة أحد الإجراءات التي تهدف إلى تقليل الأثر المعطّل للمشاكل غير المتوقعة، خاصةً بعد حادثة كراودسترايك التي تسببت في تشغيل الأجهزة المتأثرة إلى شاشة الموت مباشرة.

منذ ظهور شاشة الموت الزرقاء لأول مرة مع ويندوز 1.0 عام 1985، أصبحت رمزًا للرعب الرقمي. في ذلك الوقت، كان لا يزال من المسموح التدخين في الطائرات، وكانت ألمانيا منقسمة إلى دولتين، ولم يكن الإنترنت قد انتشر، ولم يكن مارك زوكربيرغ قد تخطّى عمر الرضاعة. ومع مرور العقود، أصبحت الشاشة الزرقاء جزءًا من الذاكرة الجمعية لمستخدمي ويندوز، محفورة في أذهانهم بألوانها الكوبالتية ونصوصها التقنية الغامضة.

لكن مايكروسوفت ترى اليوم أن الوقت قد حان لتحديث الواجهة بما يتناسب مع العصر الحديث، في ظل تحوّلات كبيرة في مجال أمان الأنظمة وتسهيل التعامل مع الأعطال.

أكّدت مايكروسوفت أن شاشة الموت الجديدة، إلى جانب ميزة "الاستعادة السريعة"، ستُطرح رسميًا ضمن تحديث صيفي قادم لنظام ويندوز 11 في وقت لاحق من هذا العام 2025.