معرض للكتاب يعيد لحلب وهجها الثقافي

المدينة السورية تفتتح لأول مرة منذ عقود مساحة تفاعلية لإعادة التلاحم المجتمعي وشفاء الذاكرة عبر الكلمة والفن.

حلب (سوريا) - افتتح "معرض حلب الدوري الأول للكتاب" في منتدى حلب عاصمة الثقافة بشارع القوتلي، الجمعة، بجهد تشاركي بين دار الوثائق الورقية، مكتبة آغورا، مكتبة رفوف الكتب، ومتجر مليكا للكتب.

وبروح تتوق إلى الإحياء الثقافي، يمتد المعرض على مدار خمسة أيام، مقدّما أكثر من 3000 عنوان في شتى المجالات الفكرية والأدبية والعلمية والدينية والروايات وكتب الأطفال، بأسعار تبدأ من 5 آلاف ليرة سورية، ما يعكس خطوة جادة لإعادة ترسيخ حلب كمنارة ثقافية في المنطقة بعد انقطاع دام أربعة عقود.

وشهد الافتتاح حضورا لافتا من المثقفين والمهتمين، حيث افتُتحت الفعاليات بحفل توقيع للمجموعة القصصية "لا شيء يستحق الذكر" للقاص معن العمر، أعقبه أمسية موسيقية أطرب فيها الفنان عابد حيلاني الحضور بألحان ومواويل حلبية أصيلة.

ويمثل المعرض مساحة تفاعلية لإعادة التلاحم المجتمعي وشفاء الذاكرة عبر الكلمة والفن، وفق ما نشرته الوكالة العربية السورية للأنباء عن صاحب المنتدى المحامي محمود حمام، مشيرا إلى موقع المنتدى الحيوي بين دور السينما والمسرح ومقر اتحاد الكتّاب.

وأوضح مؤسس دار الوثائق المحامي علاء السيد أن المعرض يُعدّ الأكبر من نوعه في المدينة منذ عقود، بينما أشار المهندس كرم الزيبق من مكتبة آغورا إلى أن الحدث يُعيد كتبا كانت محرومة من التداول، ويفتح المجال أمام القارئ لاكتشاف أعمال عربية وعالمية متنوعة.

ونوّه الزوار كذلك بتنوع العناوين وتوازن الأسعار، مؤكدين أن المعرض يقدّم مزيجا من الكتب الأدبية والعلمية وكتب الأطفال والروايات، بما يلبي مختلف الأذواق.

وتتواصل الفعاليات الثقافية المرافقة يوميا، وتتضمن حفلات توقيع كتب وأمسيات ثقافية من أبرزها: توقيع "الأمثال والهناهين" للباحث سامر أبوشالة، جلسة بعنوان "ذكريات صحفية حلبية" يقدّمها الصحفي وضاح محيي الدين، وتوقيع كتاب "تاريخ تجارة حلب" للصحفي عز الدين النابلسي، إضافة إلى ثلاثية الكاتب خالد سليم عقيل.

ويقدم المعرض يوميا دعوة مفتوحة لجميع أبناء المدينة وزوارها لعيش تجربة ثقافية غنية تعكس روح حلب الأصيلة وتعيد إليها صوتها الثقافي الدافئ.

وتكتسي مدينة حلب السورية منذ عصور سابقة مكانة هامة لما تختزله من حضارة إنسانية، إذ تعاقبت عليها العديد من الحضارات مثل الحثية و‌الآرامية و‌الآشورية و‌الفارسية و‌الهيلينية و‌الرومانية و‌البيزنطية والإسلامية، وتمازج إرث كل منها في المدينة السورية الأبرز والأكبر عمرا من العاصمة دمشق. وقد ترك هذا المزيج الحضاري أثارا هامة في المدينة وثقافتها وفنونها ومعمارها ونسيجها الاجتماعي، ما جعل منها مجالا خصبا يثبت أهمية تلاقح الحضارات وقوة الثقافة المنفتحة في بناء الإنسان وتاريخه.