أفينيون المسرحي يسلط الضوء على اللغة العربية

المهرجان الدولي ينطلق هذا العام ببرنامج غني يواكب تطورات الشرق الأوسط.

باريس - تنطلق السبت الدورة التاسعة والسبعون لمهرجان أفينيون المسرحي الدولي ببرنامج يواكب الأحداث الجارية، من نزاعات الشرق الأوسط إلى المحاكمة المتعلقة باغتصابات مازان في فرنسا، ويخصص حيّزا رئيسيا للغة العربية.

وستُفتتح هذه الدورة التاسعة والسبعون، السبت، في قاعة الشرف بقصر الباباوات، من جانب مصممة الرقصات مارلين مونتيرو فريتاس من الرأس الأخضر، بفعالية "نوت" المستوحاة من قصص "ألف ليلة وليلة".

وقال مدير المهرجان تياغو رودريغيز لوكالة فرانس برس إن هذا الحدث الذي يضم 42 عرضا منها 32 عرضا جديدا من عام 2025 و20 عرضا مصمما لأفينيون تحديدا، يُقدم "تنوعا جماليا كبيرا".

ويسلط المهرجان هذا العام الضوء على اللغة العربية، بعد الإنكليزية في عام 2023 والإسبانية في 2024. وبذلك، سيُثري حوالي 15 فنانا، معظمهم من مصممي الرقص والموسيقيين، نسخة من هذا الحدث الذي يُفرد حيزا مهما في الأصل للرقص.

وسيستضيف محجر بولبون عرضا تكريميا للمغني البلجيكي جاك بريل، تُحييه أيقونة الرقص المعاصر آن تيريزا دو كيرسماكر وراقص البريك دانس سولال ماريوت.

ويجمع معرض "l'arrière-pays" عبر القصص المرئية بالصورة والفيديو، فنانين عرب آتين من أقاليم مضطربة على الصعيد الجغرافي والسياسي، ويسائل الذاكرة والرسالة، والمنفى والحدود.

ولفت رودريغيز إلى أن بعض الفنانين "يتناولون قضايا الساعة بشكل صريح"، و"هذا جزء لا يتجزأ من هوية المهرجان"، و"يستكشف آخرون، بشكل أكثر علنية مسائل عميقة" بالقدر نفسه. وهذا يُظهر "مدى التزام الفنانين بالتفكير في العالم من خلال عروضهم".

ويروي مصمم الرقصات اللبناني علي شحرور في عملٍ أُنتج على وقع القصف في بيروت، القصة المأساوية للعمال المهاجرين الذين تُركوا لمصيرهم خلال الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله الموالي لإيران في لبنان خريف عام 2024.

ويشارك في المهرجان أيضا مخرجون كبار مثل الألماني توماس أوسترماير، الذي يشكك في مفهوم الحقيقة في مسرحية "البطة البرية" لإبسن.

وسيُعرض في قاعة الشرف بقصر الباباوات عمل بارز عن تاريخ أفينيون بعنوان "النعال الحريرية" لبول كلوديل، من إخراج مدير المسرح الوطني الفرنسي إريك روف.

تأسس مهرجان أفينيون المسرحي، وهو الأشهر من نوعه في العالم إلى جانب مهرجان إدنبره، عام 1947 على يد جان فيلار. وتحوّل فعالياته مدينة الباباوات إلى مسرح عملاق في شهر يوليو/تموز من كل عام.

وتقام في إطار المهرجان أيضا فعاليات "Off"، أكبر سوق للفنون الأدائية في فرنسا، بمشاركة حوالي 1700 عرض هذا العام.

ويُنظَّم هذا الحدث المسرحي الضخم هذه السنة في وقت عصيب للقطاع الثقافي الذي تطاله تخفيضات في الميزانية، كما تواجه الفرق المسرحية منافسةً شرسة وأزمةً في توزيع العروض.

وتدعو ثماني نقابات للفنون الأدائية، بينها نقابة Syndeac أكبر نقابة في القطاع العام، إلى مظاهرة أمام مبنى بلدية أفينيون السبت "لدق ناقوس الخطر" ضد هذه التخفيضات.

وتنطلق هذه النسخة من المهرجان في سياق فريد لإدارته، بعد أن ترك بيار جندرونو، المسؤول الثاني سابقا، منصبه في 13 يونيو/حزيران بنتيجة "تفاهم مشترك".

وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقا عقب تقريرٍ من وزارة الثقافة بشأن تحرش جنسيٍ محتمل اتُّهم جندرونو بارتكابه حين كان يشغل منصبا سابقا في مهرجان الخريف في باريس.

ومن أبرز الأحداث المرتقبة خلال المهرجان، ليلة قراءات لمقتطفات من محاكمة الفرنسية جيزيل بيليكو التي دأب زوجها على تخديرها لسنوات قبل تسليمها لغرباء لاغتصابها.

ومن المتوقع أن يكون لهذا العمل الفني من توقيع ميلو رو تأثير خاص، نظرا لكون هذه المحاكمة التي أثارت اهتماما إعلاميا عالميا قد عُقدت في أفينيون بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الأول 2024. وخلال عرضها الأول في فيينا عاصمة النمسا في 19 يونيو/حزيران، أثارت أمسية القراءات هذه صدمة لدى الجمهور.

وأشار تياغو رودريغيز إلى تعزيز "مكافحة العنف الجنسي أو القائم على النوع الاجتماعي" في المهرجان منذ تسلمه مهامه سنة 2023.