تنسيق بين المغرب وإسبانيا وفرنسا يُفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات

الأمن المغربي يلعب دورا بارزا في إنجاح عملية أمنية مشتركة أفضت إلى تفكيك شبكة كانت تخطط لتهريب كميات كبيرة من الحشيش إلى الأراضي الأوروبية عبر شاحنات لنقل البضائع.

الرباط - أفضى تنسيق بين الأجهزة الاستخباراتية لكل من إسبانيا وفرنسا والمغرب إلى تفكيك شبكة مختصة في تهريب الحشيش إلى أوروبا عبر الأراضي الإسبانية، فيما تنضاف هذه العملية الأمنية المشتركة إلى العديد من العمليات التي توجت بإحباط عدة مخططات إجرامية سواء تلك المتعلقة بالتصدي لكافة أشكال الجريمة العابرة للحدود أو مكافحة الإرهاب.

وتقيم هذه العملية الدليل على أن التعاون الأمني المستمر والفعال بين الرباط وباريس ومدريد هو مفتاح لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، وخاصة تهريب المخدرات، كما يعكس التزام هذه الدول بحماية أمنها وأمن شركائها.

ويؤكد هذا التنسيق أن الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات على وجه الخصوص لا تعترف بالحدود لذا، فإن مكافحتها تتطلب جهودًا مشتركة وتبادلًا للمعلومات الاستخباراتية بين الدول، فيما يبرهن هذا النجاح على أن التعاون الفعال يؤدي إلى نتائج ملموسة في تفكيك هذه الشبكات العابرة للحدود.

وتلعب المملكة دورًا محوريًا كجسر بين إفريقيا وأوروبا، مما يجعلها نقطة عبور رئيسية لتهريب المخدرات، في وقت تحرص فيه العديد من الدول الأوروبية على التنسيق مع المغرب باعتباره شريكا دوليا في التصدي لكافة أشكال الجريمة، لاحتواء تدفق الحشيش من المنطقة إلى أوروبا، وبالتالي، فإن هذه العملية تؤكد على اعتراف دولي بأهمية جهود الرباط في هذا المجال.

ويعكس هذا التنسيق مستوى عاليا من الثقة بين الأجهزة الأمنية المغربية والفرنسية والإسبانية، باعتبار أن عمليات تفكيك الشبكات الإجرامية تتطلب تبادلًا دقيقًا وسريعًا للمعلومات الاستخباراتية، مما يدل على وجود قنوات اتصال فعالة وآليات للتعاون.

وأشارت وسائل إعلام إسبانية إلى أن الأمن المغربي لعب دورا في إنجاح هذه العملية بعد تعامله السريع مع معلومات قدمتها وحدة مكافحة المخدرات بالشرطة القضائية الفرنسية بشأن نشاط الشبكة.

وبحسب المصدر نفسه فإن الأمن الإسباني نجح في ضبط "شاحنة مقطورة بمدينة ألميريا محملة بكمية تفوق 15 طنا من مخدر الشيرا أو ما يُعرف في المغرب بـ"الحشيش"، كانت مخبأة بعناية وسط شحنة من البطيخ وأكياس مزيفة من البطاطا".

وأوضح أن "الشاحنة المشبوهة وصلت إلى ألميريا قادمة من المغرب، وقام سائقها بعدة مناورات لتفادي الشرطة عبر أقاليم مختلفة داخل المقاطعة الإسبانية، قبل أن يتم تعقبها وضبطها داخل مستودع صناعي، في عملية نوعية تمت بتنسيق استخباراتي دولي".

وأشارت الصحافة الإسبانية إلى أن "هذه العملية تمت بناءً على تعاون وثيق بين الشرطة الإسبانية ومديرية الشرطة القضائية الفرنسية والمديرية العامة للأمن الوطني المغربي، عبر تحقيقات أمنية انطلقت في شهر يونيو/حزيران الماضي".

وعمل الأمن المغربي والإسباني والفرنسي على تتبع نشاط الشبكة التي كانت تخطط لإدخال كميات كبيرة من الحشيش إلى الأراضي الأوروبية عن طريق النقل البري، عبر شاحنات لنقل البضائع.

وأوقفت السلطات الإسبانية في إطار هذه العملية خمسة من عناصر الشبكة من بينهم سائق الشاحنة وأفراد مكلفون بحراسة الشحنة بعد وصولها، فيما تمت إحالة الموقوفين إلى العدالة.

ويدل انخراط المغرب في هذه العمليات المعقدة ونجاحه فيها على تطور قدراته الأمنية والاستخباراتية، مما يجعله شريكًا موثوقًا وفعالًا في مكافحة الجريمة المنظمة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ويعزز هذا التعاون الروابط الثنائية بين المغرب وكل من فرنسا وإسبانيا، كما يدعم التنسيق الأمني المتعدد الأطراف في مواجهة التحديات المشتركة.