الدوحة تستضيف جولة جديدة من المفاوضات لوقف النار في غزة

نتنياهو يرفض تعديلات حماس على المقترح القطري لانسحاب القوات وضمانات الهدنة واستئناف المساعدات، معتبرا إياها غير مقبولة لإسرائيل.

الدوحة - تتجه الأنظار إلى العاصمة القطرية الدوحة حيث من المتوقع أن تجري اليوم الأحد جولة مفاوضات جديدة غير مباشرة بين إسرائيل وحماس للتوصل إلى هدنة في غزة واتفاق للإفراج عن الرهائن، عشية زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى البيت الأبيض.

تأتي هذه الجهود الدبلوماسية في ظل تصاعد العنف، حيث أعلن الدفاع المدني في القطاع مقتل 14 فلسطينيًا في ضربات إسرائيلية جديدة استهدفت القطاع المحاصر، الذي يعاني من الجوع والدمار جراء نحو 21 شهرًا من الحرب.

واندلعت الحرب إثر هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل التي ردت بحملة عنيفة واسعة النطاق على غزة خلّفت عشرات الآلاف من القتلى وتسببت في كارثة إنسانية.

وأفاد مسؤول فلسطيني مطلع على سير المباحثات بأن "الوسطاء أبلغوا حماس ببدء جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في الدوحة الأحد" مشيرا إلى أن وفد الحركة المفاوض برئاسة خليل الحية، والطواقم الفنية "يتواجدون حاليا في الدوحة وجاهزون لمفاوضات جدية".

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مساء السبت أن وفدا مفاوضا سيتوجه إلى الدوحة، فيما أكدت هيئة البث الاسرائيلية الأحد مغادرته الى العاصمة القطرية.

وأضاف أن الفريق سيعمل على "مواصلة الجهود لاستعادة رهائننا على أساس المقترح القطري الذي قبلته إسرائيل"، معتبرا أن التغييرات التي تسعى حماس إلى إدخالها "غير مقبولة".

وكانت حركة حماس أعلنت الجمعة أنها مستعدة لبدء محادثات "فورا" بشأن الاقتراح الذي ترعاه الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة وقدمه الوسيطان القطري والمصري، مشيرة إلى أنها "سلمت الرد" عليه، بدون الخوض في تفاصيله.

وقال مصدر فلسطيني مطلع إن المقترح الجديد "يتضمن هدنة لستين يوما، وإفراج حماس عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء في مقابل إفراج إسرائيل عن أعداد من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين".

والتغييرات التي تطالب بها حماس، بحسب هذه المصادر، تتعلق بشروط انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، والضمانات التي تسعى إليها لوقف الأعمال العدائية بعد ستين يوما، وسيطرة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعترف بها من جديد على توزيع المساعدات الإنسانية.

ومن بين 251 رهينة خطفوا في هجوم عام 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الإثنين، إنّه "قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة" الأسبوع المقبل.

والسبت، دعا منتدى عائلات الرهائن خلال تجمع حاشد في تل أبيب، المسؤولين الإسرائيليين إلى "اتفاق شامل" يتيح الإفراج عنهم جميعا.

وأتاحت هدنة أولى لأسبوع في نوفمبر 2023 وهدنة ثانية لحوالي شهرين في مطلع 2025 تم التوصل إليهما عبر وساطة قطرية وأميركية ومصرية، الإفراج عن عدد من الرهائن المحتجزين في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ومع عدم التوصل إلى اتفاق للمرحلة التالية بعد الهدنة، استأنفت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة في منتصف مارس وكثّفت عملياتها العسكرية في 17 مايو، قائلة إن الهدف هو القضاء على حركة حماس التي تتولى السلطة في القطاع منذ 2007.

وفي قطاع غزة الذي كان يعد أكثر من مليوني نسمة نزحوا بصورة متكررة وفي ظروف صعبة، بحسب الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية، قُتل 14 فلسطينيا في ضربات اسرائيلية، وفق ما ذكر المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل الاحد.

واظهرت صور منزلا تضرر في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة (شمال) حيث كان السكان ينتشلون جثثا من تحت الأنقاض.

وفي مستشفى الشفاء حيث تم نقل 10 قتلى، وقف أقاربهم بجانب جثث ملفوفة بأكفان بلاستيكية موضوعة على الأرض، قبل أن يؤدوا صلاة الجنازة.

وقال يحيى أبوسفيان "أبلغوني باستهداف منزل أخي، ولدى وصولي إلى هنا وجدت قتلى وجثث أطفال ممزقة".

ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على غارات محددة بدون إحداثيات جغرافية دقيقة.

وأسفر هجوم حماس عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد يستند إلى أرقام رسمية.

وقُتل في غزة ما لا يقل عن 57418 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، في الرد الاسرائيلي على الهجوم، وفق حصيلة وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.