مهرجان جرش يخصص مساحة واسعة للاحتفاء بالفنون العربية
عمان - يفتتح مهرجان جرش للثقافة والفنون فعاليات دورته التاسعة والثلاثين في الفترة الممتدة ما بين الثالث والعشرين من يوليو/تموز الجاري إلى غاية الثاني من أغسطس/آب المقبل، ببرنامج فني وثقافي غنيّ يتضمن 235 فعالية متنوعة تُقام في مدينتي جرش وعمّان وعدد من المحافظات الأردنية، وتُشارك فيها نخبة من الفنانين والمبدعين العرب من مختلف التخصصات الفنية والأدبية.
ويُخصص المهرجان مساحة واسعة للأدب والنقد والشعر والدراما، إذ تُقام أمسيات شعرية يشارك فيها 140 شاعرًا، إلى جانب ملتقيات أدبية ونقدية تناقش قضايا السرد العربي والهُوية الثقافية، أبرزها ملتقى تحولات السرد العربي في العصر الرقمي، ومؤتمر فلسفي بمشاركة أكاديميين من العالم العربي.
وقالت إدارة المهرجان في بيان صحفي إن الأمسيات الشعرية ستقام في دارة الشعراء، ودائرة المكتبة الوطنية بعمان، ومنتدى عبدالحميد شومان في الزرقاء.
ومن بين الشعراء الأردنيين الذين سيشاركون فيها تيسير الشماسين، إيمان عبدالهادي، زياد السعودي، علي الفاعوري، جمانة الطراونة، محمد خضير، حسام شديفات، محمد المحاسنة، جاسر البزور، عطالله الحجايا، وعضيب عضيبات، ميسرة الكيلاني، عمر العامري، ولقمان شنطاوي، أما الشعراء العرب، فسيشارك عارف الساعدي، ماجد الربيعي، عبود الجابري من العراق، وجبر بعداني وعبدالواحد عمران نون من اليمن، ومحمد إبراهيم يعقوب من السعودية، ومحمد المتيم من مصر، وإيمان زيّاد من فلسطين، والواثق يونس من السودان، ورحمة الله أوريسي من الجزائر، ومهدي منصور من لبنان، وسوسن دهنيم من البحرين.
وينظم المهرجان بالتعاون مع الجمعية الفلسفية الأردنية، المؤتمر الفلسفي العربي الـ13 في الفترة بين 24 و26 يوليو/تموز الحالي، بمشاركة أردنية وعربية واسعة.
وبحسب بيان لإدارة المهرجان، يشارك بالمؤتمر، الذي تقام جلساته الثماني على مدى 3 أيام ويحمل عنوان "التفكير والفلسفة في مواجهة التكفير"، نخبة من الباحثين والأكاديميين من الأردن، وتونس، ومصر، والعراق، ولبنان، وسوريا، والمغرب، والسودان، وليبيا.
وقال رئيس الجمعية الفلسفية الدكتور محمد الشياب إن الهدف من المؤتمر هو العمل على دراسة بحثية معمقة لأوضاع الثقافة العربية والخطاب الفكري العربي المعبر عن الشخصية الإنسانية وهويتها العربية على وجه الخصوص.
وأكد أن أهمية المؤتمر تزداد في هذا الوقت "في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها العالم العربي، وفي ظل حضور الجماعات المتطرفة فكريا وفلسفيا، والانقسامات الطائفية التي تعصف بالثقافة العربية"، مبينا أن 20 باحثا وأكاديميا من الأردن والوطن العربي سيشاركون في المؤتمر، معربا عن أمله بأن يخرج المؤتمر بتوصيات فكرية وثقافية تسهم في إيجاد أجواء إيجابية وتعزيز قيم الإخاء والوحدة الوطنية والقومية العربية.
ويحتضن المركز الثقافي الملكي كذلك مهرجان "المونودراما المسرحي"، بمشاركة عروض من سلطنة عُمان ودول عربية أخرى، ويُختم بحفل لتوزيع الجوائز، فيما تُقام في المدرج الروماني حفلات غنائية أردنية، وفي مركز الحسين الثقافي حفل لفرقة صالون الرواد.
ويشارك في المهرجان فنانون أردنيون من مختلف الألوان الموسيقية والتراثية، وتُقدّم فرق فنية عروضًا فلكلورية على مسرح الساحة الرئيسة تمثل أكثر من عشرين دولة من بينها سلطنة عُمان، والهند، وكوريا الجنوبية، وجورجيا، وأذربيجان، إضافة إلى فرق شعبية من الأردن.
ويُخصص مسرح الصوت والضوء لعروض الأطفال والعائلات، بينما يحتضن "شارع الأعمدة" عروضًا فنية فلكلورية تراثية، ويشهد "مسرح أرتيمس" أمسيات شعرية وجامعية وفقرات غنائية ضمن برنامج الشباب والإبداع.
ويتضمن البرنامج الفني معرضًا للفنون التشكيلية، والخط العربي، والكاريكاتير، تحت مظلة "بشاير جرش"، بالإضافة إلى "سمبوزيوم الرسم والحروفية" بمشاركة عربية واسعة، وأنشطة فنية موجهة للأطفال المكفوفين ضمن برنامج "عبق اللون".
ويقدم المهرجان أكثر من مئة موهبة شابة ستشارك في برنامج "بشاير جرش" بدورته الثانية عشرة.
وكشف مهرجان جرش في بيان صحفي أن البرنامج، الذي انطلق ضمن فعاليات المهرجان عام 2012، يسعى إلى إبراز المواهب الشابة ضمن الفئة العمرية 15–30 عامًا، في فنون القصة، والشعر، والفن التشكيلي، والخط العربي.
وأكد المدير التنفيذي للمهرجان، أيمن سماوي، في البيان، دور برنامج "بشاير جرش" المحوري في دعم المواهب الشابة، مشيدًا باستمراريته التي رسّخت مكانته كمنصة رائدة للمبدعين.
وشدد على أن رسالة المهرجان من خلال دعم هذا البرنامج، تتجاوز مجرد اكتشاف المواهب؛ إذ تمتد لتشمل صقلها وتقديمها للجمهور ومؤسسات المجتمع المختلفة، لضمان حصولها على الرعاية اللازمة.
وأكد المشرف على البرنامج، القاص رمزي الغزوي، أن دور البرنامج لا يقتصر على صناعة الموهبة، بل يتركز على اكتشافها وتهيئة الفرص المناسبة لها لتقديم ذاتها بشكل سليم، كاشفا عن إضافة حقلين جديدين إلى قائمة حقول البرنامج في دورة هذا العام، وهما: فن النحت، والكاريكاتير، إلى جانب الحقول الأخرى.
وتنظم رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين بالتعاون مع مهرجان جرش للثقافة والفنون "سمبوزيوم الرسم والحروفية والخط العربي"، بمشاركة 40 فنانا تشكيليا أردنيا وعربيا.
وقال رئيس الرابطة الدكتور إبراهيم الخطيب في بيان صحفي إن "هذا الحدث الفني البارز الذي سينتج عنه معرض فني تشكيلي بالأعمال المنتجة، يأتي تزامنا مع افتتاح مهرجان جرش للثقافة والفنون، ويهدف إلى ترسيخ الهوية العربية الأصيلة وتعزيز مكانتها في المشهد الثقافي من خلال الفن التشكيلي والخط العربي".
ويُشارك في هذا السمبوزيوم الفني الذي سيقام في مقر رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين 30 فنانا تشكيليا أردنيا من أعضاء الرابطة، إلى جانب 10 فنانين عرب، في إطار حرص الرابطة ومهرجان جرش على تقديم فعاليات ثقافية وفنية نوعية تُثري المشهد الثقافي الأردني والعربي.
وأضاف الخطيب أن هذه المشاركة العربية الواسعة تؤكد على مكانة الأردن كحاضنة للإبداع العربي، وتُجسّد رؤيته لمد جسور التواصل الثقافي مع الأشقاء العرب، وتُرسّخ دور الرابطة كمؤسسة رائدة في دعم الفن والفنانين في الأردن والوطن العربي، وتُعزز مكانة البلد كمركز للإبداع والابتكار، وتُسهم في تحقيق أهدافه الرامية إلى نشر الوعي الفني والثقافي في مجال التشكيل.
وحول أهمية السمبوزيوم للفنان التشكيلي الأردني، أشار الدكتور الخطيب إلى أنه يُعد فرصة ذهبية للفنانين الأردنيين لتبادل الخبرات والرؤى مع نظرائهم العرب، ما يُثري تجاربهم الفنية ويُنمّي مهاراتهم الإبداعية. كما يُتيح لهم فرصة ثمينة للتشبيك وبناء علاقات مهنية مع فنانين تشكيليين من مختلف الدول العربية.
ويستعد برنامج "عبق اللون" بالتعاون مع مهرجان جرش لتسليط الضوء على إبداعات ذوي الإعاقة البصرية في المهرجان هذا العام، وذلك للمرة الرابعة منذ تأسيسه في 2012 من قبل الفنان التشكيلي الأردني سهيل بقاعين.
وأفاد المشرف على البرنامج، سهيل بقاعين، أن برنامج "عبق اللون" هو برنامج فني وثقافي متنوع، يؤكد رسالة مهمة مفادها أنه "لا توجد إعاقة، بل إرادة"، مبينا أن هذه المبادرة نجحت منذ 2012 في تحويل الإعاقة إلى مصدر للإلهام والطاقة الإيجابية.
وبين أن البرنامج يهدف إلى تعزيز الدمج الثقافي، وإبراز المواهب الشابة من خلال المعرض الجماعي لطلاب مرسم أكاديمية المكفوفين "عبق اللون"، لفاقدي البصر وضعاف البصر، إضافة إلى عروض موسيقية وغنائية يقدمها طلبة جمعية المكفوفين، وورش رسم حي للحضور مع الأطفال، بهدف تفعيل الدمج وإيجاد جو ثقافي متنوع، كما تتضمن الفعاليات فقرات غنائية يؤديها عبد الرحمن اليمان، ولمار أبو غوشة، ونايا المعايطة، ورعد العوايشة، وتقوى العقار.
ويُعلن خلال المهرجان عن الفائز بـ"جائزة غالب هلسا للرواية" التي تُنظم بالتعاون مع رابطة الكُتّاب الأردنيين، كما تُقام ندوات تُعنى بجماليات المكان وذاكرة المدن والمخيمات الفلسطينية، في سياق يدمج بين الفن والتاريخ والهُوية.
وأطلقت رابطة الكُتّاب الأردنيين، بالتعاون مع مهرجان جرش للثقافة والفنون، "جائزة غالب هلسا للمكان في الأدب"، وذلك لتسليط الضوء على هذه القامة الأدبية والفكرية.
وبحسب بيان صحفي صادر عن إدارة المهرجان، قال المشرف على ملف الجوائز في الرابطة، الدكتور مخلد بركات، إن هذه الجائزة المهمة، التي أُعلن عنها أخيرًا، هي عبارة عن دراساتٍ مخطوطة، وسيُقام حفلُ تسليمها ضمن فعاليات مهرجان جرش، وسيُصار إلى طباعتها مستقبلًا، وهي بدعمٍ كامل من المهرجان.
ولفت إلى أن هذه الجائزة تأتي ضمن سلسلة جوائز وفعاليات تُقام بالتزامن مع احتفال الرابطة بيوبيلها الذهبي، مُبينًا أنها تهدف إلى تكريم غالب هلسا، والتعريف بجهود هذا المُبدع الأردني الذي أثرى المكتبة العربية بكتاباته في الفلسفة، والفكر، وعلم النفس، وفي القصة والرواية، بالإضافة إلى إسهاماته في الدراسات الاستراتيجية.
ويُجسّد مهرجان جرش من خلال برامجه الشاملة منصة ثقافية راسخة تكرّس التنوع وتعزز الحوار الحضاري، وتُسهم في تعزيز مكانة الأردن باعتباره مركز إشعاع ثقافيًّا عربيا.