القوات الصومالية تبدو عاجزة عن تطويق تقدم حركة الشباب
مقديشو - استهدف هجوم انتحاري اليوم الأربعاء أكاديمية عسكرية في جنوب العاصمة الصومالية مقديشو، تبنته حركة الشباب الجهادية، على ما أعلنته الحكومة، دون الكشف عن حصيلة القتلى، فيما تقف القوات الصومالية عاجزة عن تطويق تقدم الحركة المتمردة التي كثفت هجماتها منذ أشهر في هذا البلد الفقير الواقع في القرن الإفريقي.
وعلى الرغم من العمليات العسكرية المستمرة التي يقوم بها الجيش الصومالي بدعم من القوات الإفريقية والدولية، ومن بينها بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال "أوصوم"، فإن الهجوم على أكاديمية عسكرية شديدة التحصين يدل على أن حركة الشباب لا تزال تمتلك القدرة على اختراق التحصينات الأمنية وتنفيذ هجمات في قلب العاصمة، ما يشير إلى وجود نقاط ضعف في الاستخبارات والأمن الداخلي.
ويأتي هذا الهجوم كرسالة من الحركة مفادها أنها لم تهزم بالكامل، وأنها لا تزال قادرة على توجيه ضربات موجعة للقوات الحكومية، فيما يعيد هذا التفجير التأكيد على وجودها كقوة مزعزعة للاستقرار، حتى بعد طردها من العديد من معاقلها.
ويهدف استهداف أكاديمية عسكرية، وهي مكان لتجنيد وتدريب الجنود الجدد، إلى تقويض معنويات الجيش الصومالي وإعاقة جهود بناء الدولة وتشكيل قوة عسكرية قوية قادرة على فرض الأمن.
وذكرت الحكومة الصومالية في بيان "وقع انفجار نفذه انتحاري من حركة الشباب أمام أكاديمية جالي سياد العسكرية صباح اليوم حوالي الساعة 11:20"، (08:20 ت غ).
وأضافت "تجري قوات الأمن تحقيقا، وسيتم الإعلان عن التفاصيل فور اكتماله"، دون الكشف عن أي تفاصيل حول ملابسات الهجوم أو عدد الضحايا.
وأعلنت حركة الشباب في بيان مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة إلى أنه استهدف مدربين غربيين. ورأى شهود دخانا يتصاعد بعد دوي انفجار شديد في منطقة الأكاديمية العسكرية وقال أحدهم ويدعى علي بشير "أغلقت قوات الأمن الطريق المؤدي إلى المنطقة، وتم تقييد حركة المرور".
وتضم البلاد أكثر من 10 آلاف جندي من بعثة "أوصوم" إلا أنها لم تمنع جهاديي ''الشباب'' من مواصلة شن هجمات. وفي نهاية الشهر الماضي، قُتل سبعة جنود أوغنديين على الأقل خلال اشتباكات مع الحركة في بلدة في منطقة شبيلي السفلى.
وأعلنت الحركة المتطرفة مسؤوليتها عن انفجار قنبلة في 18 مارس/آذار في وسط البلاد بعيد مرور الموكب الرئاسي، وأطلقت في مطلع أبريل/نيسان عدة قذائف قرب مطار العاصمة ما أثار مخاوف من تجدد الهجمات.
وفي يوليو/تموز 2023، تعرضت الأكاديمية العسكرية لهجوم نفذه متمردون إسلاميون أودى بعشرين جنديا واصاب العشرات.