بغداد تستدعى السفيرين التركي والإيراني ملوحة باللجوء لمجلس الأمن

العراق يطالب تركيا بسحب قواتها من الأراضي العراقية و"الكف عن الأفعال الاستفزازية" غداة إطلاقها هجوما بريا في شمال العراق في إطار عملية ضد المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني بالتزامن مع قصف مدفعي إيراني على قرى حدودية.

بغداد - طلبت بغداد الخميس من أنقرة سحب قواتها من الأراضي العراقية و"الكف عن الأفعال الاستفزازية" غداة إطلاق تركيا هجوما بريا في شمال العراق في إطار عملية ضد المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني، فيما وجهت تحذيرا لإيران عبر سفيرها احتجاجا على القصف المدفعي الذي رافق الهجوم التركي على قرى حدودية.

وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان الخميس إنه تم استدعاء السفير التركي في بغداد فاتح يلدز مجددا إلى مقر الخارجية وسلم "مذكرة احتجاج شديدة اللهجة"، كما تم استدعاء السفير الإيراني لدى العراق بشكل منفصل وسلمته مذكرة احتجاج.

والثلاثاء، شنت طائرات حربية تركية غارات على بلدة في قضاء العمادية في شمال العراق، وألحقت أضراراً مادية في مناطق زراعية تزامن، في ما يبدو بتنسيق بين أنقرة وطهران، مع قصف مدفعي إيراني على قرى حدودية تابعة لمدينة حاج عمران استهدف مقرات للعمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة إرهابياً، وللديمقراطي الكردستاني الإيراني الذي يثير حساسية طهران.

وطالب بيان الخارجية العراقية "الجانب التركي بإيقاف القصف وسحب قواته المُعتدِية من الأراضي العراقية التي توغّلت فيها أمس (الأربعاء) ومن أماكن تواجدها في معسكر بعشيقة وغيرها".

وأضاف البيان "تأكيد الحُكومة العراقيّة أن تركيا كانت السبب في زيادة اختلال الأمن بالمنطقة الحُدُوديّة المُشترَكة"، مذكرا تركيا بـ"مبادرة السلام" التي اعتمدتها مع حزب العمال الكردستاني عام 2013 بتوطين الكثير من عناصر هذا الحزب التركي داخل الأراضي العراقية من دون موافقة أو التشاور مع العراق، ممّا دعاها إلى الاحتجاج حينها لدى مجلس الأمن.

وحذر العراق تركيا بانه "يحتفظ بحُقُوقه المشروعة في اتخاذ الإجراءات كافة التي من شأنها حماية سيادته وسلامة شعبه"، ملوحا باللجوء "إلى مجلس الأمن والمنظمات الإقليميّة والدوليّة على النُهُوض بمسؤوليّتها".

وفي سياق متصل استدعت الخارجية العراقية سفير إيران و"سلمته مذكرة احتجاج على القصف المدفعي الايراني الذي تعرضت له قرى حدودية في (مرتفعات آلانة) التابعة لمدينة حاج عمران بمحافظة أربيل يوم الثلاثاء".

وطالب نشطاء ونواب عراقيون على إثر القصف التركي والإيراني للأراضي العراقية حكومة مصطفى الكاظمي بالتحرك لوقف تلك الانتهاكات التي ألحقت أضرارا مادية في المنطقة وأصابت مزارعين  حيث اصبحت حياة متساكني القرى من العراقيين مهددة من قبل أنقرة وطهران.

وقال النائب العراقي علي البعيجي الخميس في بيان إن الرد على تركيا يجب أن يكون أقوى من فعلتها، في إشارة إلى عمليتها العسكرية شمالي العراق.

وأكد البعيجي أن "الاعتداء التركي وانتهاك السيادة العراقية من قبل الأتراك ليس الأول بل تكرر كثيرا بسبب صمت وضعف الرد الحكومي على تركيا، لذلك تمادت كثيرا بعدوانها على الأراضي العراقية وهذا الأمر خطير جدا ولا يمكن السكوت عنه".

وطالب البعيجي الحكومة العراقية بـ"تحديد موقفها من هذا الاعتداء والانتهاك للسيادة العراقية".

وتساءل "لماذا هذا السكوت والرد الخجول ضد تركيا، هل القصف بعلمها أو دون علمها، لذلك يجب أن تبين موقفها أمام الشعب الذي أقسمت على حماية أرضه وسمائه ومائه، وأين القسم الذي رددتة الحكومة بحماية البلد".

وشدد النائب العراقي على ضرورة أن "يكون للحكومة العراقية رد قوي وحازم ضد انتهاكات تركيا للأراضي العراقية وأن تبتعد عن البيانات الخجولة أو استدعاء السفير لتسليمة مذكرات احتجاج، لأن ماقامت به تركيا عدوان سافر آثم ويجب أن يكون الرد عليه أقوى من فعلتها حتى لا تتكرر هذه الحادثة مرة أخرى".

ونددت الإمارات أمس الربعاء بالتدخلات العسكرية التركية والإيرانية في العراق معتبرة إنها انتهاك لسيادته. 

وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية في بيان على موقف دولة الإمارات "الثابت والراسخ الرافض لكافة التدخلات في شؤون الدول العربية وحرصها على ضرورة احترام سيادة العراق الشقيق ومراعاة مبادئ حسن الجوار والكف عن كل ما يهدد الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة".

من جهتها قالت وزارة الدفاع التركية الخميس إن القواتها أصابت أكثر من 500 هدف لمقاتلين أكراد في شمال العراق في إطار العملية التي تنفذتها في المنطقة ضد حزب العمال الكردستاني وأطلقت عليها اسم "عملية مخلب النمر".

وأفاد بيان لوزارة الدفاع بأن طائرات إف-16 وطائرات مسيرة ومدافع هاوتزر أصابت ودمرت أكثر من 500 هدف لحزب العمال الكردستاني في 36 ساعة.

ونقل البيان عن وزير الدفاع خلوصي أكار قوله "عملية مخلب النمر تمضي قدما بشكل جيد تماما. إن شاء الله بالاستمرار بنفس الجدية والتصميم سنستكمل العملية بنجاح".

وتهاجم تركيا مقاتلي حزب العمال الكردستاني باستمرار، سواء في جنوب شرق تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية أو في شمال العراق حيث يتمركزون. وحذرت في السنوات الأخيرة من هجوم بري محتمل على قواعد الحزب في منطقة جبل قنديل في العراق.

وتركز تركيا حاليا وبشكل مكثف على بسط نفوذها في مناطق شمال العراق مثل الموصل وكركوك، خصوصا مع بداية حكومة الكاظمي الامساك بزمام الأمور في البلاد وهو وضع لا يخدم مصلحة إيران أيضا ويهدد نفوذها هي الأخرى، لذلك تسعى انقرة في الفترة الأخيرة لاستغلال أي خلاف سياسي أو اضطراب أمني للمطالبة بالمساهمة في إدارة أجزاء مهمة في تلك المناطق بحجة أن جزء من سكانها ينتمون إلى أقلية التركمان، زاعمة انها تحميهم وتحمي أمنها القومي من حزب العمال الكردستاني.