تركيا تخطط لأوسع تغلغل اقتصادي وأمني في ليبيا

مباحثات الوفد التركي في طرابلس تركزت على صفقات إعادة الإعمار والطاقة وتوسيع "التعاون" العسكري والأمني وكلها تشكل متنفسا لاقتصاد تركيا المتعثر.
وفد تركي ناقش مع السراج إرسال مستشارين أتراك في القطاع المصرفي
حكومة الوفاق تمنح تركيا مكافآت سخية نظير دعمها العسكري
تركيا تسعى للاستحواذ على صفقات الطاقة والاعمار في ليبيا

أنقرة - حصلت تركيا على ما يبدو على ضمانات من حكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج والمدعومة من ميليشيات إسلامية متشددة، بالحصول على مكافآت مجزية نظير دعمها العسكري الذي قلب الموازين لصالحها في مواجهة قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

وكان لافتا أن مباحثات الوفد التركي الذي ضم وزراء وكبار المسؤولين في الرئاسة لطرابلس، تركزت على صفقات إعادة الإعمار والطاقة والتي تشكل في مجملها متنفسا للاقتصاد التركي المتعثر.

وأعلن مسؤول تركي كبير اليوم الجمعة أن بلاده مستعدة للبدء بخطى سريعة في إعادة إعمار ليبيا التي تنهشها الصراعات وذلك بعد أن زار كبار مساعدي الرئيس رجب طيب أردوغان طرابلس هذا الأسبوع لمناقشة سبل التعاون في مجالات الطاقة والبناء والأعمال المصرفية.

وساعد الدعم التركي حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا على تحويل مسار الحرب وإبطاء الهجوم الذي شنته قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر على مدى 14 شهرا لتخليص العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات المتشددة.

واجتمع وفد تركي يضم وزيري الخارجية والمالية مع مسؤولين في حكومة الوفاق يوم الأربعاء في محادثات قالت أنقرة إنها تهدف إلى وضع نهاية للقتال.

وقال المسؤول التركي طالبا عدم نشر اسمه إنهم ناقشوا أيضا المدفوعات المستحقة للشركات التركية عن أعمال الطاقة والبناء السابقة في ليبيا، مضيفا أن المسؤولين الأتراك وحكومة الوفاق الوطني بحثوا السبل التي يمكن لتركيا أن تساعد من خلالها في الاستكشافات النفطية وعمليات الطاقة عموما، بما في ذلك التعاون "في كل مشروع يمكن تصوره" للمساعدة في وصول الموارد إلى الأسواق العالمية.

تركيا تعمل على ترسيخ اقدامها في ليبيا
تركيا تعمل على ترسيخ اقدامها في ليبيا

وتابع "حل الدمار بمناطق كثيرة من البلاد وهناك حاجة ماسة إلى البنى الأساسية. الشركات التركية في وضع يسمح لها بالبدء في مثل هذه الأعمال بسرعة".

وقبل أن تلقي تركيا بثقلها رسميا وراء حكومة الوفاق الوطني في نوفمبر/تشرين الثاني، كانت شركات البناء التركية تعمل بالفعل في مشاريع بليبيا. وقال مسؤول في القطاع في يناير/كانون الثاني إن حجم الأعمال التركية المتعاقد عليها في ليبيا يبلغ 16 مليار دولار بما في ذلك ما بين 400 و500 مليون دولار في مشاريع لم تبدأ بعد.

وأضاف المسؤول أن شركة الكهرباء التركية كارادينيز باور يمكن أن تستخدم سفنها للتخفيف عن بعد من حدة نقص الكهرباء في ليبيا وسط القتال.

وقال مصدر تركي آخر إن أنقرة وحكومة الوفاق الوطني ناقشتا أيضا إرسال مستشارين أتراك إلى طرابلس للمساعدة في إعادة بناء منظومتها المصرفية.

وقال وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أمس الخميس لقناة 'سي.إن.إن ترك' إن قسما من المحادثات يتركز على عودة الشركات التركية إلى ليبيا بعد انتهاء الصراع، مضيفا أن تركيا قد توسع أيضا نطاق تعاونها العسكري مع حكومة الوفاق الوطني.

وتخطط أنقرة لإقامة قاعدتين عسكريتين دائمتين في غرب ليبيا إلى جانب الاستحواذ على معظم الصفقات من إعادة اعمار إلى مشاريع الطاقة وصولا إلى النظام المصرفي، وهو ما يُعبد الطريق لأكبر عملية تغلغل تركي في مفاصل الدولة المنهارة.

وتبحث حكومة الوفاق التي عجزت منذ مارس/اذار 2016 تاريخ دخولها لطرابلس خلفا لحكومة خليفة الغويل في تثبيت سلطتها، عن حماية دائمة أيا كان الثمن حتى لو كانت تحت الوصاية التركية.

وتتعاون تركيا وروسيا اللتان تدعمان أيضا الطرفين المتصارعين في سوريا، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا. كذلك، أدى دخول أنقرة في ساحة النزاع إلى تأجيج التوتر مع لاعبين آخرين، في الوقت الذي تسعى فيه إلى الحصول على موطئ قدم في الدولة الغنية بالنفط في شمال أفريقيا.

واستأنفت حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي محادثات لوقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة.